في مثل تلك الأيام منذ خمس سنوات كانت هناك آمال تُبنى ومخاوف تترقب، تلك الآمال التي رسمها شباب ثورة 25 يناير، الوقود الذي أشعل نيران الثورة التي كانت بمثابة الشبح الذي طارد نظام مبارك حتى تمكن من القضاء عليه. وبالتزامن مع قرب الذكرى الخامسة للثورة، وبمحاولة البحث عن هؤلاء الشباب، تبيّن وجود تغييرات كثيرة لهم، تلك التغيرات كانت بمثابة الستار الذي كشف حقيقة الأنظمة التي مرت بمصر وشعبها منذ يناير حتى الآن. في إطار ذلك رصدت "الفجر"، أبرز 5 شخصيات من شباب ثورة 25 يناير. "وائل غنيم" من رمز للثورة.. حتى سحب الجنسية والاتهام بالخيانة يعد وائل غنيم من أبرز شباب ثورة 25 يناير والذين ذاع صيتهم إبان قيامها، ليتحول من مجرد مسئول بشركة جوجل إلى أول شاب مصري يتسلَّم جائزة "جون كينيدي" السنوية في الشجاعة باعتباره أحد رموز ثورة يناير. ففي نظام مبارك، كان غنيم الشاب الثوري الذي ثار على مبارك ونظامه، وأنشأ صفحة "كلنا خالد سعيد" مع بعض زملائه "عبدالرحمن منصور ومصطفى النَّجار" وكان صاحب فكرة الدعوة للتظاهرات في عيد الشرطة 25 يناير، لتنطلق الثورة، التي اعتقل خلال أيامها الأولى 12 يوماً ثم خرج واستكمل مع الشعب حلمهم في رحيل مبارك ونظامه. وبعد رحيل مبارك استمرّ وائل ناشطًا سياسيًا، وعقب الانتخابات الرئاسية بين "مرسي وشفيق" أيد حكم الرئيس السابق محمد مرسي لكنه بعد ذلك أصبح معارضاً قوياً لنظامه، حتَّى جاءت دعاوي ثورة 30 يونيو. وبعد الإطاحة بمرسي من قبل الجيش أعلن غنيم اعتزاله للحياة السياسية مفضلاً للصمت، ثم اختفى لشهور وقبل الذكرى الخامسة رجع غنيم للحياة السياسية مرة أخرى وانطلق بأول تدويناته التي شرح فيها أسباب اعتزاله. وقد أثار توقيت رجوع غنيم مرة أخرى قبل ذكرى ثورة يناير الخامسة العديد من التساؤلات حتى اتهمه البعض بالعمالة وأنه أحد أدوات الغرب لإثارة الفتن بمصر ولتحريض الشعب على الرئيس، كما قام البعض برفع دعاوي لإسقاط الجنسية عن غنيم باعتباره عميل أمريكي يهدد أمن الوطن وكانت تلك الدعوة من المحامي "سمير صبري". "علاء عبد الفتَّاح" من تأييد "السيسي" ل"سجنه" علاء عبد الفتاح ابن الأسرة اليسارية التي تميّزت بنشاطاتها السياسية، فوالده المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام، ووالدته الدكتورة ليلى سويف، لهذا السبب نبغ علاء وسط أسرة مُهتمة بالسياسة أثرت على تاريخ نضال ابنها. ففي 2006 كانت البداية من قبل علاء وبعض المدونين المصريين الآخرين عندما قاموا بتدشين وقفة احتجاجية تطالب باستقلال القضاء، اعتقل بعدها علاء في عهد مبارك. واشترك علاء بثورة 25 يناير حتى جاء اعتقاله الثاني في أكتوبر 2011 بتُهمة التَّحريض والاشتراك على التعدِّي على عناصر ومعدَّات الجيش، وخلال التحقيقات معه رفضَ علاء الرد على الأسئلة التي وجهتها له النيابة العسكرية من منطلق رفضُه للمحاكمات العسكرية فتمّ تحويله إلى نيابة أمن الدولة العليا. وبعد الثورة أيّد "عبد الفتاح"، "مرسي" على حساب "شفيق" أثناء الجولة الأخيرة من انتخابات 2012، ولكن مع بدئه في حكم البلاد عارضه علاء، وانضم لتظاهرات 30 يونيو. وبعد تحرك الجيش في 3 يوليو كان مؤيدًا لفضّ اعتصام النهضة باعتباره اعتصامًا مُسلَّحًا. لكنَّهُ بعد ذلك انقلب على "السيسي" بسبب قانون التظاهر، وشارك في وقفة أمام مجلس الشورى لرفض المحاكمات العسكرية فتمَّ القبض عليه وحُكم عليه ب 15 عامًا في جلسة لم يحضرها، ثم تم إخلاء سبيله مؤقتًا في سبتمبر 2014 لحضور جنازة أبيه، وبعد ذلك تم تخفيف الحكم عنه بالسَّجن خمس سنوات. أحمد ماهر" مُعارض كل الأنظمة " أحمد ماهر ذلك الشاب صاحب التاريخ الأقوى في المعارضة، المنسق العام لحركة 6 إبريل التي كانت من أوائل الحركات المشاركة في ثورة يناير، ليكون ماهر في الصفوف الأولى لمتظاهري الثورة. وقد بدأ تاريخ "ماهر" السياسي قبل ثورة يناير ففي عهد مبارك كان ماهر المؤسس الرئيسي لحركة 6 أبريل الاحتجاجية في أبريل 2008، ولكونه أحد المعارضين لمبارك تم اعتقاله من نظامه ثلاث مرات عام 2006 و2008 و2010، ومع الدعوات للنزول في ثورة كان ماهر في أوائل صفوفها وتمكن من الثأر من فساد مبارك ونظامه. وبعد الثورة وتولي المجلس العسكري حكم البلاد عارضهم ماهر وشارك في التظاهرات الثورية التي دعت بتسليم مدني للسلطة وعقب إجراء الانتخابات الرئاسية أيّد ماهر "مرسي" على حساب الفريق "أحمد شفيق". وبعد شهور قليلة من تولي " مرسي " الرئاسة، عاد ماهر إلى معارضته لنظام الإخوان أيضاً، وقد اعتقل ماهر إبان حكم مرسي بسبب تظاهره أمام منزل وزير الداخلية، ثم شارك في تظاهرات 30 يونيو 2013. وأيّد "ماهر" في البداية نظام "السيسي" ولكنه سرعان ما تراجع عن تأييده، وأعلن معارضته للسلطة، ثم اعتقل بسبب قانون التظاهر حيث قام بتسليم نفسه للسلطات بعد حكم قضائي عليه وما زال حتى الآن داخل السجون.