عاد وائل غنيم، أحد شباب ثورة 25 يناير ليغرد من جديد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد صمت طويل منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، ليقر بأنه أخطأ في قراءة كثير من الأحداث منذ فبراير 2011، وحتى يوم 3 يوليو 2013" موضحًا أن ذلك أحد أسباب اتخاذه قرار الصمت لمدة أكثر من عامين. تصريحات غنيم، تعد الأولى من نوعها ضد السلطة الحالية منذ تولى السيسى تقاليد الحكم فى البلاد، حيث جاءت بعد اختفاء طويل عن المشهد بعدما ابتعد عن السياسة عقب 3 يوليو، ولم يظهر من ذلك الحين إلا عندما نشر الإعلامى عبد الرحيم على تسجيلات له ووصفها غنيم بأنها مفبركة وأنه سيقاضى مرتكبيها، وسط أنباء عن هجرة غنيم للخارج. وكشف غنيم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" اليوم الخميس عن السبب الثانى لاتخاذه قرار الصمت، موكدًا أنه أدرك بعد الاقتراب لفترة طويلة من طرفى الصراع، أننا فى معركة صفرية ظاهرها حماية المسار الديمقراطى والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وباطنها صراع بين طرفين لا يعترفان بالديمقراطية والحرية، ويريدان احتكار أدوات السلطة، والسيطرة على مقاليد الحكم وقمع المعارضين. وأشار غنيم، إلى أنه "فى يوم 22 يونيو 2013 اتصلت بأحد مستشارى الدكتور محمد مرسى لأوجه له النصح بأن يعلن الرئيس عن استفتاء شعبى أو انتخابات رئاسية مبكرة، وجاءنى رد استنكارى بأن الحشد ل30 يونيو هو حشد فلولى طائفي، والمشاركة ستكون ضعيفة. وأكمل: قلت له إنى أرى العكس تمامًا، وأن المظاهرات ستكون أكبر من التى نزلت ضد مبارك فى 25 يناير، فقال لى إن مرسى رئيس منتخب ولا تنازل عن الشرعية، فقلت له إن هذا إنكار للواقع سيؤدى إلى موجات من العنف تسيل فيها الدماء، فقال لى إنه لا بديل عن الشرعية وحماية الديمقراطية، وإن الإخوان مستعدون للتضحية بدمائهم لحماية ثورة يناير حتى لو مات منهم عشرين ألفًا. يعد غنيم، من أبرز مفجرى ثورة 25 يناير ومؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد"، والتى كانت أحد الأسباب الرئيسية لإشعال نار الثورة، حيث لقب ب"قائد ثورة الشباب"، وهو أحد الداعين لثورة يناير والتى أسقطت الرئيس حسنى مبارك بعد 30 عامًا من الحكم. ظهر غنيم، فى العمل السياسى عام 2010م حيث أسس صفحة بعنوان "كلنا خالد سعيد" على موقع "فيس بوك" تضامنًا مع الشاب المصرى خالد سعيد، الذى توفى بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدى رجال الشرطة بمدينة الإسكندرية. انضم إلى هذه الصفحة مئات الآلاف من النشطاء المعارضين لما يحدث من فساد داخل النظام السياسى سواء من قمع للحريات أو استغلال السلطات لتنفيذ المصالح الشخصية أو التزوير فى نتائج انتخابات مجلسى الشعب والشورى. ومع تطور الأحداث فى البلاد، أصبحت تلك الصفحة من المجموعات الداعية إلى ثورة 25 يناير تحت إدارة وائل غنيم الذى طلب إجازة من وظيفته بالإمارات للمشاركة فى أحداث 25 يناير، التى نادت بإسقاط نظام الرئيس محمد حسنى مبارك . يوم 24 يناير 2011، نشرت صفحة "كلنا خالد سعيد" وغيرها من الصفحات المناوئة للنظام، بيانًا يدعو الشعب المصرى للتظاهر فى الشوارع فى اليوم التالي، الذى كان يوافق عيد الشرطة، وكانت الدعوة مقصودة، لأن الجهاز الأمنى كان سلاح مبارك الأساسى للسيطرة على البلاد ومقدراتها وقمع المعارضين وإسكات كل الأصوات المطالبة بالتغيير أو الرافضة للفساد المتفشي، وانتشرت الدعوة بالفعل واستجابت لها أعداد من المصريين يوم الثلاثاء 25 يناير.
وفى مساء الخميس التالى 27 يناير، اعتقل الشاب وائل غنيم لمدة 12 يومًا فى مقر مباحث أمن الدولة، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد زيادة التظاهرات الشبابية والضغوط الشعبية والمؤسسات الإعلامية المستقلة وبعض المؤسسات الحقوقية التى جعلت رئيس الوزراء الجديد أحمد شفيق يقرر الإفراج عن عدد من المعتقلين المشاهير لإثبات حسن نيته واتجاهه للتغيير، كان بين هؤلاء وائل غنيم الذى أفرج عنه يوم الاثنين 7 فبراير، حتى خرج محمولًا على الأعناق كأحد أبطال ثورة 25 يناير يعول الكثير من رفقاء يناير، على أن يعود غنيم من جديد ليكمل مبادئ الثورة وتحقيق أهدافها بعد الأحداث التى مرت بها مصر على مدار 3 أعوام وعودة رموز النظام البائد لتصدر المشهد مرة أخرى وبالمقابل سجن نشطاء الثورة ليصبح غنيم أملاً جديدًا فى التوحد للانتصار على الثورة المضادة باعتباره أحد أهم رموز ثورة 20 يناير ومن أكبر الحاشدين لها والتى أطاحت بالرئيس حسنى مبارك من السلطة بعد 30 عامًا قضاها فى الحكم .