لاحظ رواد مقاهى وسط البلد، خلال الأيام القليلة الماضية، انتشار أعداد كبيرة من مخبرى الأقسام، فى المنطقة، لرصد أى تجمعات شبابية خاصة فى المقاهى التى اعتاد النشطاء التجمع فيها للحديث عن الأوضاع والتخطيط أحياناً للمظاهرات، للدرجة التى دفعتهم للسخرية من الأمر بالقول إن عدد المخبرين تفوق على زوار وسط البلد. وقال أحد المصورين الصحفيين، على حسابه بموقع، فيس بوك، إن أحد ضباط المباحث بمنطقة وسط البلد، ألقى القبض على أحد المتسولين، وضربه، لكن الأخير أظهر كارنيهاً يكشف أنه يعمل أمين شرطة، وأنه مخبر بمنطقة وسط البلد، حتى 25 يناير، فقال له الضابط، «سيب ميدان التحرير وخليك فى القهاوى أحسن». ولا يختار مخبرو الشرطة، المقاهى عشوائياً لكنهم يمرون على عدة أماكن قببل اختيار أحدها، ويقومون بجولة داخل أى مقهى، لمدة دقيقة، لكى يحدد المكان الذى سيجلس فيه، حيث يجب أن يكون قريباً من المجموعة التى سيقوم بالتنصت عليها، وقد يحاول المشاركة فى حوارهم، وإذا تأكد من انتمائهم لأى من المجموعات السياسية الثورية، يبلغ الشرطة عنهم لتأتى وتلقى القبض عليهم، على غرار وقائع القبض على بعض النشطاء خلال الأيام الماضية. ويرفع المخبر الموجود فى المقهى هاتفه وكأنه يتحدث مع شخص آخر لكنه فى الحقيقة يلتقط صوراً لأفراد المجموعة التى يتابعهاً خاصة أنه يقوم بالتحرك فى جميع الاتجاهات خلال المكالمة، لالتقاط صور واضحة لوجوه المجموعة. وأشهر المقاهى التى يرتادها عدد كبير من المخبرين، مقهى «زيزو» بشارع محمود بسيونى، بوسط البلد، إذ إن المكان ملتقى مجموعات كبيرة من الشباب الثورى الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، ولكن النشطاء هجروه بعد عمليات القبض العشوائى على النشطاء فيه. وقال أحد العاملين بالمقاهى: إن المخبرين، يأتون للمقهى لمراقبة الزبائن الشباب، دون أن يدفعوا ثمن ما تناولوه، «وعدد المخبرين دلوقتى بقى أكثر من عدد الزبائن».