"عبد الماجد" يجدد الهجوم على "الإرهابية" ويشعل نار الخلاف من جديد حمزة: الخلافات قديمة .. وقيادات الجماعتين أرشدوا عن بعضهما ل"أمن الدولة" بان: اجتمعوا على "ضلال وباطل" .. و"الإخوان" غير قابلة للشراكة اشتعل من جديد الخلاف بين الجماعة الإسلامية، وجماعة الإخوان المسلمين، والذي لم يكن للمرة الأولى، فتكرر سابقاً حتى وصل في بعض الأحيان إلى حد الاقتتال على إمامة صلاة العيد، مما أدى لوفاة اثنين منهم في مغاغا وآخرين في أسيوط بسبب تلك الخلافات التي وصلت إلى "حد الدم".
إلا أن التوافق الذي حدث بين الطرفين في عهد المخلوع محمد مرسي، جعل البعض يعتقد أن ذلك هو نهاية الخلاف بينهم، وما لبث أن خاب هذا الاعتقاد بعد قيام ثورة 30 يونيو، وعزل "مرسي" من الحكم، حيث عاد الخلاف بينهم من جديد، وكان آخره هجوم عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية على قيادات الإرهابية، واتهامهم بأنهم سبب فشل تيار الإسلام السياسي.
وفي هذا السياق رصدت "الفجر" رحلة التراشق بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، وآراء بعض المتخصصين حول أسباب هذا الخلاف المستمر بين الطرفين.
التعاون في عهد "المخلوع" بدأ التوافق بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان الإرهابية ليكون عبارة عن توافق "مصالح"، فعندما استولت الجماعة الإرهابية على الحكم في مصر عقب اندلاع ثورة 25 يناير، والتخلص من نظام مبارك، وجدت الجماعة الإسلامية أن الصالح العام بالنسبة لهم هو التوافق مع قيادات الإخوان، حيث استحوذ الإخوان على مراكز الدعم والتمويل والقوة في ذلك الوقت، ومع قيام ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس "محمد مرسي" من الحكم، ومع اختلافات الرؤية داخل صفوف الجماعة، والانشقاقات التي ضربت صفوفها، وضعف التمويل، بدأت الجماعة الإسلامية في البعد عن تأييديهم، وتوجيه الانتقادات لقياداتهم.
بداية الخلاف والتهديد بالانسحاب عقب التخلص من نظام الإخوان، وعزل "محمد مرسي" من الحكم، كونت جماعة الإخوان المسلمين تحالف دعم الشرعية، وانضمت إليه الجماعة الإسلامية على أمل أن يعود "مرسي" إلى الحكم مرة أخرى، إلا أنه مع مرور الوقت، ووجود انقسامات داخل صفوف الجماعة الإرهابية، هددت الجماعة الإسلامية بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية الإخواني، نتيجة الانقسامات التي تضرب جماعة الإخوان، قائلةً أنها تنأى بنفسها عن الخوض في مثل هذه الفتن والصراعات، مطالبة الإخوان بسرعة التصالح وإنهاء الخلافات.
وأضافت الجماعة: "لا تضطرونا لإعلان أن تحالفاتنا التي ضحينا من خلالها جميعًا قد صارت عبئًا على الأمة، وأن التجميد هو الحل".
وطالبت الجماعة الإسلامية، بضرورة تجنب تلك القضايا الداخلية عن التحالفات، مشيرةً إلى أن انتقال الخلافات إلى داخل تلك التحالفات يهدد وجودها من الأساس أو يصيبها بالشلل، وأن الأزمة أكبر بكثير من كل التنظيمات والجماعات والأحزاب.
التراشق بين الجماعتين وما إن انسحبت الجماعة الإسلامية من تحالف دعم الشرعية، إلا وبدأ الصراع وتبادل الاتهامات بين الطرفين، حيث بدأ الخلاف بوصف حمزة زوبع، المتحدث بإسم حزب الحرية والعدالة المنحل، قيادات الجماعة الإسلامية بالتكفيريين والمجرمين والقتلة، وأنهم كانوا سبباً في إدخال قيادات الإخوان السجون، وأنهم أنزلوهم من فوق المنابر.
واختص "زوبع" بالذكر الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة وأهانه، قائلًا: "انت لست مفكرًا، يخربيت من علمك، أمن الدولة شدنا من على المنابر بسببكم".
وما إن أطلق "زوبع" تلك التصريحات حتى قام عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، بالرد عليه قائلاً: "من علم ناجح هو أحد شيوخ جماعة الإخوان واسمه محمد مرسي، ليس الرئيس".
وهدد "عبد الماجد" جماعة الإخوان، قائلًا: "لن أتعرض الآن لما قاله زوبع من اتهام الجماعة الإسلامية بالتكفير، لأني أريد أن أسمع رداً رسمياً من قيادات الإخوان على ذلك، اللهم قد بلغت..اللهم فاشهد".
كما قال سلطان إبراهيم، عضو الجماعة الإسلامية، إن زوبع جاء ليشق الصف بحديثه، وتناسى كل معاني الإخاء وأخذ يجرم إخوانا له ويصفهم بالقتلة، مضيفا: "نحن أولي بمدرسة البنا عن غيرنا من الزوبعين، ونتمنى أن يشاركنا فيها إخواننا من الإخوان".
تجديد الهجوم على الإخوان وجدد عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، حيث قاد عاصم عبد الماجد، حملة هجوم على جماعة الإخوان في الخارج، بعدما أكد أن الجماعة تتسم بالفشل، وأنها كانت سبباً كبيراً في فشل التيار الإسلامي بشكل عام.
وقال "عبد الماجد" الهارب خارج البلاد: "الإخوان هم الأكثر عدداً وتنظيماً، والتيار الإسلامي أضعاف الإخوان عدداً،" مضيفاً: "التيار الإسلامي والمتعاطفون معه توحدوا خلف الإخوان وتركوا لهم القيادة كاملة منذ معركة إعادة الانتخابات، حتى يومنا هذا، فحدث فشل مرتين، وحدث إحباط عند كثيرين ومنهم عدد كبير من الإخوان أنفسهم".
وأضاف: "تراجع زخم التظاهرات لقناعة الملايين التي كانت تتظاهر أولاً أنهم غير قادرين على الحسم، وأن معركة الإسلاميين مع الدولة بدأت تتلاشى"، مشيراً إلى أنه في حالة أن أصر الإسلاميون على أن الدولة دولتهم والشعارات شعاراتهم سيبقى الإسلاميون في المحشر الذى يقفون فيه، وسيتركون بذلك المجال واسعا أمام من يريد ركوب أكتاف الجماهير.
حمزة: العلاقة بينهم خلافية منذ القدم ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أن العلاقة بين الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، خلافية منذ القدم، مشيراً إلى أنه يوجد بينهم اختلافات عقائدية ومنهجية.
وأضاف "حمزة" أن الجماعة الإسلامية دائمة في اتهام الإخوان بالتساهل والتسيب في مسائل الدين والعقيدة والجهاد، مؤكداً أن الخلاف الحالي بسيط، وأنه مجرد اتهامات يتبادلها الطرفيين، وأن الأمر في أواخر الثمانينات كان أكثر سوءًا من الأن، مشيراً إلى أن حدة الخلافات بينهم سابقاً كانت قد وصلت إلى الإرشاد عن بعضهم لدى أمن الدولة وقتها.
"بان": ما يحدث الآن نتيجة اجتماع هذه الكيانات على ضلال وباطل وفي ذات السياق، أكد أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الانقسام بين الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، يعتبر انقسام طبيعي كانت له مقدماته منذ فترة طويلة، كما أنه يعود إلى أسلوب إدارة الجماعة المعتادة، واستبعادهم لمن يخالفهم في الرأي، الأمر الذي أدى لانشقاقات كبيرة داخل الجماعة على مدار تاريخها.
وأضاف "بان" أن انفراد الجماعة بالرؤيا وعدم السماح بالرأي الآخر هو السبب في فشلها المتوالي في عقد أي تحالفات ناجحة حتى مع الأحزاب التي تتوافق معها في المبادئ والأهداف، مشدداً على أنه بالنظر لعاصم عبد الماجد فهو أحد قيادات الجماعة التي روجت لاعتصام رابعة العدوية، وأن ما يفعله حالياً هو نتيجة لإدراكه المتأخر كون هذه الجماعة غير قابلة للشراكة ولا يمكن التعاون معها.
وأشار "بان" إلى أن ما يحدث الآن هو نتيجة اجتماع هذه الكيانات على ضلال وباطل، وبالتالي عندما انهارت الجماعة تفرقت كل القوى التي كانت تدعمها من قبل.