في كرة القدم المصرية، أنتَ دائمًا تُشاهد العجب، تري كل ما لم تراه في حياتك منذ الصغر، الكرة في بلد الفراعنة مختلفة، فالمشجعين يروا بأن الدوري المصري أفضل من الدوريات الأوروبية، وأن بعض لاعبو الأهلي والزمالك يستحقون اللعب في برشلونة وريال مدريد، نعم هذه حقيقة. عندما تشاهد مباريات الأهلي وتري مثلًا رمضان صبحي يمر من أكثر من لاعب ومن ثم يقف على الكرة، ستسمع مشجعي الفريق الأحمر يقولون " إنت يا بني مكانك تلعب جنب رونالدو ولا ميسي، الله عليك والله إنت مفيش زيك، إنت خليفة أبو تريكة"، كل هذا الكلام يصل للاعب سواء عبر أصدقائه أو مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثمَ ينتباه الغرور القاتل، بأنه أصبح ياما هنا ياما هناك وهو في الحقيقة كان فقاعة في الهواء!.
نفس الكلام ينطبق بالحرف، على مشجعي الزمالك وعندما تشاهد مباريات الفريق الأبيض، وتري تألق وجمالية مهارات مصطفي فتحي أو السافل كما يحب جماهير القلعة البيضاء أن يسموه، يقولون عليه أنه "ميسي"، وعندما تري مهاراته أمام فرق الدوري المصري يقولون" شوف الواد السافل بيعمل ايه، هوبا لو راح برشلونة هيعمل دويتو ناري مع ميسي يالهوي عليك ياسافل"!.
للآسف أغلب مشجعي كرة القدم في مصر، لا يعرفون ثقافة التشجيع المثالية، هم يشجعون بشكل غير عقلاني، حتي أنهم كلامهم عن لاعبي فرقهم يدّمر هؤلاء اللاعبين، ولا ننسي دور الإعلام المصري الذي في الحقيقة لا يعرف شيئًا، فهم من يجعلون من هؤلاء اللاعبون أساطير ونجوم في السماء، وهم في الحقيقة ولا شيء ولم يصلوا حتي ل "حذاء" من يدعون أنهم مثلهم من اللاعبين علي المستوي العالمي أو حتي المحلي، إعلام المصاطب والمصالح والفتن، يظنون بأنهم إعلاميين لكنهم في الحقيقة هم لا يفقهون شيئًا في كرة القدم إلا ما رحم ربي.
سنظل نسمع أن رمضان صبحي مكانه في ريال مدريد، ومصطفي فتحي لابد أن ينتقل إلي برشلونة في المستقبل، هذا هو تفكيرنا العقيم، وللآسف نحن ندّمر هؤلاء اللاعبين بنفخهم بهذه الطريقة .."لنا الله"..!.