سيميوني: إن خيروني بين تدريب الريال والأرجنتين سأختار الإستغناء عن المال

قال مدرب أتلتيكو مدريد، الأرجنتيني دييجو سيميوني، إنه لن يدرب البرازيل، أو ريال مدريد، الغريمين التقليديين لمنتخبه وناديه، أبدًا.
في حوار مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قال «سيميوني»، أثناء وجوده في زيورخ لحضور حفل الكرة الذهبية مؤخرًا، إنه شخص «صريح وشفاف، وليس له وجهان»
هنا ننقل لكم حوار «إل تشولو» مع موقع «فيفا» كاملًا.
«فيفا»: أخيرًا تم الاعتراف بك كواحد من أفضل ثلاثة مدربين في السنة. هل تعطي أهمّية كبيرة لهذه الترشيحات؟ هل تتابع عن كثب كل هذه الأمور؟
دييجو سيميوني: دائمًا ما يكون الاعتراف جيد عندما يأتي من اللاّعبين. وعندما يتعلق الأمر بلاعبين من جميع أنحاء العالم فهذا أفضل بكثير. ولكن هذا ليس شيئًا حاسمًا لأن كرة القدم لا تتوقف ويجب دائمًا التفكير في الغد وتقديم أفضل ما لديك مرّة أخرى، ولكن عندما يأتي الاعتراف من اللاعبين أوليه اهتمامًا خاصًا. لا شك بأنني سعيد لاختياري إلى جانب مدربين مثل يواخيم لوف وكارلو أنشيلوتي، وهذا ما يحفزني للعمل وتحسين المستوى في المستقبل.
كانت إسبانيا منقسمة لوقت طويل بين أسلوبي جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا. هل هناك الآن توجّه اسمه «إل تشوليسمو«في إسبانيا؟
من المؤكد أنه لدينا هوية واضحة داخل الملعب. دائمًا أقول إن الفرق التي استوعبت بشكل أفضل أفكارنا هي إستوديانتس دي لابلاتا، حيث قضيت سنة ونصف، وفريقي الحالي أتلتيكو مدريد. لا يمكنني أن أتحدث عن شيء اسمه «تشوليسمو»، ولكن صحيح أن فرقي تلعب بطريقة محدّدة.
من الواضح أن فرقك لا تعتمد فقط على ركل الكرة إلى الأمام...
لا، فهذه آراء مختلفة تطفو إلى السطح عندما لا يجدون طريقة ناجعة لمواجهتنا. هذه ليست مشكلتنا نحن!
هناك الكثير من الحديث عن «مقاتلي إل تشولو«وتضحياتهم. ألا تظن أن التركيز على هذا الجانب يغيّب الصفات الأخرى لفريقك؟
الجميل في كرة القدم أنها عالم واسع جدًا: لا أحد يمتلك الحقيقة، ولكن الجميع يمتلكها في الوقت نفسه. هناك الكثير من أساليب اللعب. وكما أقول دائمًا أنا أبحث عن خصائص اللاعبين لتحسين أدائهم الفردي قصد تحسين مستوى الفريق. في جميع المباريات النهائية التي لعبناها اعتمدنا على لاعبين كبار، ولكننا لا نؤمن بأن الموهبة كافية لوحدها لتحقيق الفوز، بل يجب أن يواكبها العمل الجاد الذي يكون مشتركًا عندما يكون جماعيًا.
تكرّر دائمًا أن التضحية غير قابلة للنقاش. ما هي الأشياء الأخرى التي يمكن مناقشتها؟
الجانب الإنساني. طالما تكون الأمور واضحة، يمكن التحدّث في كل شيء. أنا دائمًا أقول إننا يجب أن نكون في نفس الجانب، أمّا إذا كنت أنا في جانب ولاعبي في الجانب الآخر فهذا أمر غير جيد. لا أحبّ ذلك.
هل أنت نادم على بعض القرارات التي اتخذتها عام 2014؟
لا، لست نادمًا على أي قرار. لأنه دائمًا عندما تفكر، بعد قرار خاطئ، في أنه كان بإمكانك اتخاذ قرار مغاير، فإن ذلك يكون بعد فوات الأوان...
بما في ذلك الاعتماد على دييجو كوستا في نهائي دوري أبطال أوروبا؟
لا، على العكس من ذلك. لقد كان قرارًا متوازنًا جدًا لما يقتضيه نهائي دوري أبطال أوروبا. دائمًا ما أقول إنه قبل ذلك بيوم واحد كان يركض 100 متر وكأنه عداء! لهذا فكرت مع نفسي «إذا لعب 45 أو 50 دقيقة بهذا الشكل فهو يستحق النهائي.» خصوصًا وأن كوستا كان لاعبًا مهمًا بالنسبة لنا. للأسف، كان للقدر كلمة أخرى ولم نحصل على فرصة الاعتماد على لاعب حاسم. ولم يكن الوحيد: أردا توران أيضًا كان مصابًا ولم يلعب، ومع ذلك نافسنا بشكل جيد.
هل أعدت مشاهدة مباراة النهائي؟
لا، لا... لا عودة إلى الوراء. عندما لا يمكنك تغيير الأمور من الأفضل عدم مشاهدتها.
لا تزال تحتفظ كمدرب بنفس صفاتك عندما كنت لاعبًا. هل تغيّر أحيانًا بعضًا منها؟
لا، إنها شخصيتي. لكل مدرب صفاته. عندما سأكبر، ربما –لا يمكنني الجزم بذلك- ستكون لدي صفات أخرى. اليوم أشعر بأنني شاب وحيوي وأشارك بطريقة أو بأخرى في المباراة كما تشاهدون.
كان الجميع يعتبر أتلتيكو مدريد فريقًا لطيفًا قدرُه أن يعاني. ما هي المكانة التي يحتلها الآن في نظرك؟
في المؤتمر الصحفي الذي أجريته مباشرة بعد وصولي، قلت إنني أتطلع لنكون فريقًا مزعجًا. فمواجهة فريقين كبيرين من حجم ريال مدريد وبرشلونة أمر صعب جدًا. لا يجب أن ننسى أننا نلعب في بطولة فيها فريقان مجبران على الفوز بدوري أبطال أوروبا. وقد تمكننا من كسر هذه الهيمنة، -كما فعلنا كلاعبين عام 1996- وكذلك تلك القوة الاقتصادية واللاعبين الكبار الذين يمتلكون بفضل ما يحققونه. ولكن مع مرور الوقت أصبحنا أكثر من مجرد فريق مزعج لأننا نجحنا في الحفاظ على مستوى قاري، وهذا هو أصعب شيء في كرة القدم. منذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نحقق أشياء مهمة. والآن نواصل المنافسة مع ريال مدريد وبرشلونة.
كيف ينظر إليك مشجعو ريال مدريد حسب رأيك؟
ربما بشكل غامض. من جهة، من المؤكد أنني لا أعجبهم، ومن جهة أخرى، أشعر بالكثير من الاحترام في الشارع. يقترب الكثير من الأشخاص منّي ويقولون لي «أنا مشجع لريال مدريد، ولكني أهنئك من كل قلبي. أحبّ طريقة عملكم وروح الفريق.» أعتقد أن ما ينقله أتلتيكو مدريد في السنوات الأخيرة هو ما يحتاجه الناس في الحياة اليومية: الطاقة والحيوية. بمعنى آخر، بغض النظر عن الصعوبات، يمكنك أن تقاتل وتحارب بطريقتك الخاصة لإيجاد الحلول المستحيلة. نعرف أنه من الصّعب اليوم العثور على فرصة عمل أو العمل بانتظام في مكان واحد... وقد تمكن هؤلاء اللاعبين بفضل الكثير من الجهد والثبات من جعل الناس تقول «كل شيء ممكن. المال ليس هو كل شيء لفعل الكثير من الأشياء.» يمكن فعل الكثير بالقليل من المال.
هل تتخيل نفسك مثل أليكس فيرجسون أتلتيكو مدريد؟
أنا دائمًا أقول إنني أفكر في أنهم يمكن أن يطردونني غدًا. إنها أفضل وسيلة بالنسبة لي لأعيش اللحظة لأنه في كرة القدم ما يهم، بغض النظر عمّا حققته وسيبقى راسخًا إلى الأبد، هو الغد. أرى أتلتيكو مدريد كمؤسسة تنمو بشكل قوي جدًا وبإمكانات اقتصادية انطلاقًا من النتائج التي حققناها. الكثير من اللاعبين يريدون الانضمام إلينا، كما أن متوسط عمر الفريق جيد جدًا، ولدينا لاعبين أمامهم سنوات عديدة لمواصلة تحسين المستوى على غرار خيمينيز وكوكي وجودين الذين يمكن أن يوفروا لنا قاعدة الفريق لمواصلة النمو باستمرار.
هل تستسلم للاسترخاء في بعض الأحيان؟
لا أحبّ كلمة «الاسترخاء» لأنه عندما تسقط في فخ هذه الكلمة تخسر لا محالة. لا شك بأنني أكون أحيانًا على وشك الاستسلام لها، ولكنني أحاول محاربتها لأنني لا أشعر بالراحة في ظلها.
ولكنك تذهب أحيانًا إلى السينما أو تقرأ كتابًا أو تفعل أي شيء آخر!
نعم، أنا أعيش حياة طبيعية مثل أي شخص عادي، ولكنني أحمل دائمًا على عاتقي مسؤولية كبيرة وشغف هذه اللعبة التي هي حياتي. عندما يشعر المرء بحياته تتجسد في هذه اللعبة يصبح الأمر صعبًا جدًا. تذهب لمشاهدة فيلم وترى اللاعبين يمرّون أمام الشاشة. إنه أمر صعب كما ترى.
بصراحة، هل عرضوا عليك تدريب منتخب الأرجنتين بعد البرازيل 2014؟
لا، ولكنني أعرف أن هذه الفرصة ستأتي في المستقبل. دائمًا أقول إن المنتخب في مكانة الابن والأب والجد. وأعتقد أن المنتخب هو مكان يصلح للجد، أي للشخص الأكثر هدوءًا والذي يرى الأمور بشكل مختلف. أنا ما زلت أشعر بنفسي داخل الملعب وفي التداريب إلى جانب اللاعبين بشكل يومي، وهذا أمر غير ممكن في المنتخب. هل هو المكان الذي أرغب في الوصول إليه؟ بالتأكيد، فقد عشت هناك 12 أو 14 سنة. إنه مكان متميز ويشكل جزءًا من حياتي. آمل أن نلتقي في الوقت المناسب من أجل مصلحتنا جميعًا.
في الوقت الحاضر، لن يكون من السيء تدريب ليونيل ميسي...
ميسي لاعب حاسم ويحتاج إلى فريق ليكون أكثر قوة. كنا قريبين جدًا في كأس العالم الأخيرة وأتمنى أن يحيطه خيراردو (مارتينو)، الذي يعرفه منذ تدريبه لبرشلونة، بأفضل اللاعبين. ولكن قبل كل شيء، يجب تحفيز المجموعة لتشكيل فريق متماسك لأن هذا هو ما يجعل ميسي أفضل.
قبل الختام، نقترح عليك حالة افتراضية: يقدمون لك أفضل عرض ممكن أن تتخيله وأموالًا كثيرة، ولكن بشرط واحد أن تختار بين تدريب ريال مدريد أو المنتخب البرازيلي. من ستختار؟
آه، كم أنتم سيئون (يضحك). سأختار الاستغناء عن المال!
وفي حال تسليم الكرة الذهبية عن بعض الأنشطة في الحياة الخاصة. لماذا سيستحقها دييجو سيميوني؟
لأنني شخص شفاف وصريح. فأنا كما ترونني. ليس لي وجهان.
اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات