صباح اليوم الباكر، استقلينا حافلة إلي قرية "ساقية ابو شعرة"، مركز شبين، محافظة المنوفية، التي طالما اشتهرت محليا و عالميا بصناعتها للسجاد اليدوي، و الذي كان في مكانة منافسة دائما لأشهر أنواع السجاد اليدوي سواء الإيراني او التركي . حاورت الفجر الحج "حمادة محمد العادلي" ذي الأربعة عقود، قضى منهم ثلاثين عاما في امتهان صناعة السجاد اليدوي، و الذي بدوره تحدث معنا عن كل ما عاصره في هذه الصناعة خلال سنوات عمله بها . بدأ حديثه عن كونه قد تعلم هذه المهنة منذ كان عمره خمس سنوات و ظل بها حتي الآن، حيث أكد أنه لابد لتعلم صناعة السجاد اليدوي أن يبدأ بها الأطفال منذ الصغر، وعن الخامات التي يستخدمها في انتاج سجاده اليدوي قال:" أحنا بنستخدم خامات خيوط الحرير و أنواع عديدة أفضلها الحرير الياباني، فهناك سجاد مصنوع من خيوط الحرير فقط، و أخرى من خيوط الصوف، و ثالث خليط من الصوف مع الحرير" معلقا أن المتحكم في ذلك هو طلب و ذوق الزبون. وعن رحلة صناعة السجاد التي غالبا ما تستغرق من ثلاثة إلى خمسة شهور، حيث تتضمن مراحل كثيرة وهي :"مرحلة الفتال (من يقوم بتحديد عدد الخيوط لإنتاج الخيط المخصص للسجاد) ثم مرحلة صباغة خيوط الحرير بحسب الألوان المطلوبة لكل سجادة، يليهما مرحلة الأنوال و التي تتم في مصانع قرية ساقية ابو شعرة بالمنوفية، ثم مرحلة التجهيزات النهائية و غسيل و كي السجاد". استطرد معنا الحج "حمادة" –ممسكاً بيده سجاد صغير- عن المشكلات التي حلت بمهنته التي احبها منذ صغره –مترحماً في ذلك علي فترة أيام حكم مبارك- ذلك علي مدار فترات الحكام المختلفة علي مصر في العشر سنوات الأخيرة، معللا ذلك بتوفير الحكومة لهم كصناع حرف يدوية خامات و من ثم قيامهم بتسويق هذة المنتجات اليدوية،و التي تلخصت هذه المشكلات :" غلاء اسعار الخامات و عدم توفرها، نزوح العمالة لمهن أخرى مع ركود عملية البيع، و أخيراً انتهاء المهنة بالأزمة التي حلت علي قطاع السياحة". ثم وجه "العادلي" مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالالتفات لأصحاب هذه المهن و الحرف اليدوية قائلا :"ابدأ من القاعدة ، حضرتك رجل جيش ؛ و تعلم أن القاعدة القوية يسهل البناء عليها، فصناعتنا اليدوية للسجاد انتهت، واذا كان لديكم بطالة، فنحن لدينا الالاف فرص العمل؛ فقط اذا وفرتم لنا الخامات لذلك"، " فالايادي المرتعشة لا تبني وطن، و نحن امام حكومة تعتمد علي الورق فقط دون التنفيذ". و اختتم حديثه برغبته في توفير اقسام تحتوى علي قطع من منتجات الصناعات اليدوية بكل المطارات الموجودة بالجمهورية، او تصديرها للعالم في مطاراتهم كنوع من التسويق لانعاش هذة الصناعات التراثية بمصر.