· أهالى القرية : توارثنا المهنة عن أجدادنا فوصلت "الشناوية" إلى العالمية · صاحب مصنع : السجاد "الصينى" والتقليد .. "خرب بيوتنا" · رئيس المدينة : نكتفى بتدريب العمالة .. وليس لنا علاقة ب"التسويق"
تتجول كاميرا "الفجر" داخل قرية "الشناوية" التابعة لمركز ناصر ببنى سويف ، فهذه القرية توارثت حرفة صناعة السجاد والكليم اليدوي تلك الحرفة التي إكتسبتها من الأجيال القديمة الماهرة والتي اشتهرت بدقة التصنيع ومهارة العقدة وذاعت شهرتها بمنطقة الشرق الأوسط حتى وصلت للمستوى العالمي
ويتميز السجاد اليدوي بالمتانة والدقة والجمال فى الشكل الى جانب زيادة عمر السجادة الافتراضي ، بالإضافة أنه آمن على الصحة بعكس السجاد الحديث المصنوع بطرق آلية وبه أضرار صحية أكدها الأطباء نتيجة استخدام نوعيات من الخيوط في صناعته تحتوي على مواد رغوية ولزجة مضرة قد تصيب بالحساسية الصدرية خاصة بالنسبة للأطفال .
الى جانب أن غسيل السجاد اليدوي يختلف عن الصناعي بحيث أن السجاد الحديث يخرج روائح كريهة عند عملية الغسيل أما اليدوي فلا وإذا سكب على السجاد الآلي ماء أو عصائر ولم يجفف جيداً يؤدي إلى عمل ثقب وقطع فى السجادة نتيجة لضعف النسيج .
وفيما يخص عملية التسويق فإن سجاد الشناوية يحظى باهتمام كبير بين تجار السجاد بالقاهرة إلى جانب معارض الأسر المنتجة و المعارض الموسمية المختلفة بالقاهرة وجميع هذه الأماكن تم عرض وبيع أنواع سجاد الشناوية المختلفة بها . ولكنها تواجه الآن شبح الانقراض وللتعرف على تاريخ هذه الحرفة المتميزة وتطورها وسبب التخوف من انقراضها .
في البداية يقول رمضان محمد عبد القادر رئيس مكتب التشغيل ورئيس الأقسام بمصنع السجاد اليدوي بالشناوية أنشات وحدة الكليم والسجاد في الشناوية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر فى 1/5/1961 وكان الهدف من انشاء المشروع هو تدريب المتسربين من التعليم والأميين من الجنسين على صناعة الكليم والسجاد
حيث كانت صناعة مزدهرة آن ذاك وهي صناعة يدوية معروفة مثل تشغيل المعادن وتشكيل النحاس وغيرها من الصناعات اليدوية الشهيرة وكان يقوم بعملية التدريب مدربين على مستوى عالي ملمين بكيفية صناعة السجاد والكليم بمساعدة الجمعية الصناعية وقتها وأمدتهم بالرسومات والخامات والمدربين المتميزين .
وبدأت صناعة السجاد اليدوي بصناعة السجاد 9 عقدة وتطورت حتى وصلت الى 81 عقدة وسعر السجادة اليدوي يزيد على الألف جنيه وهناك سجادة يصل سعرها الى 3 آلاف جنيه حسب تركيبة عقدة العامل فى الشكل المنفذ على خيوط الرول وفي بعض الأحيان كان يصل سعر المتر المربع الى 5 آلاف جنيه اذا كانت السجادة من الحرير الطبيعي .
ونظراً لدقة هذه الأنواع من السجاد كان يتم اختيار الخامات من القاهرة وخارجها من دول أخرى مثل نيوزيلندا وإيران والمتر المربع لصناعة السجاد يتطلب 800 جرام من خيط السيداء سواء كان قطن أو صوف أو حرير ثم 4 كيلو من الصوف أو الحرير ثم 1 كيلو تفويت ويتم عمل مقايسة لأي سجادة بناءاً على هذه الكميات في سعر الكيلو فى جنيه زائد أجرة العامل ويوجد أنواع أخرى للسجاد اليدوي مثل الشروان والكازاك والتوبس والحرير ويتراوح سعرالمتر المربع للكازاك من 400 إلى 450 جنيه أما الشروان 800 جنيه والتوبس من 900 إلى 1200 جنيه وأما الحرير فمن 3000 إلى 3500 جنيه .
قال صالح محمد جمعة 47سنة " عامل بمصنع السجاد اليدوي" بالشناوية أعمل بهذه المهنة منذ عام 1970 وبدأت عملي مع الجمعية الصناعية التابعة للمحافظة وقتها إلى أن قامت الشئون الاجتماعية بعد الحرب بضم المصنع للأسر المنتجة وتعلمت هذه المهنة وأنا عمري 6 سنوات ، وذلك للظروف المعيشية وكنت أتقاضى 75 قرش شهرياً ونعمل الآن بالإنتاج وزاد الدخل عن سابقه ولكنه مازال قليل ولا يكفي نتيجة صعوبات ومتطلبات الحياة حيث أنني أتقاضى الآن متوسط 210 جنيه شهرياً وأطالب بتعييني بنظام المكافأة الشاملة ليزيد الراتب وأستطيع مواجهة ظروف الحياة .
ويشير أحمد طه أحمد 33 سنة " عامل بصناعة السجاد اليدوي " وحاصل على محو الأمية عم صالح قام بتدريبي وأحب العمل بهذه المهنة لما بها من تعلم واكتساب مهارات التذوق والحس الفني حتى أنني وصلت الآن لمستوى رسم أشكال وقطاعات السجاد المصنوع يدوياً ولكن نظراً لضعف قيمة الأجور بها اتجهت للعمل الخاص لحسابي بحيث أقوم برسم القطاعات وأتقاضى عليها الأجر لتحسين مستوى معيشتي
وأطالب المسئولين بزيادة أجور العاملين بالمهنة وتثبيتهم ليزيد الإقبال على العمل بها بدلاً من العزوف عنها حيث أن معظم العاملين بها الآن يتركونها الواحد تلو الآخر مما يشير إلى احتمالية انقراض هذه المهنة .
وقال عمرو محمد عبده " صاحب ورشه صناعة كليم يدوى" كانت القرية تعج بورش ومناويل صناعة السجاد واغتيلت كلها ولم يبقى منها سوى القليل بسبب قلة العمالة فالسجادة الواحد تحتاج لأكثر من شهرين للإنتهاء منها وبسبب طول المدة لا نستطيع دفع أكثر من 30 جنية للصنايعى ، حيث أن التاجر بالقاهرة لا يقوم برفع سعر السجادة بالرغم من المكاسب الكبيرة التى يحققها من بيع تلك السجاد والكليم للخواجات مستغلا عدم قدرتنا على التسويق كما لا يقوم بزيادة سعر المتر من سنوات، فضلا على غلاء خامات الخيوط الحريريه والصوفية ويرجع ذلك كله لإهمال المسئولين وتجاهلهم لنا مقارنة بتباهى الجدود بإهتمامات الرئيس الأسبق عبد الناصر بتلك الحرف وتسوقيها فى الخارج بإسم مصر.
ويستطرد حجاج محمد يونس" صاحب ورشه لصناعة السجاد اليدوى" قائلا : يقوم تجار القاهرة بالضغط علينا عن طريق شرائه للسجاد المقلد بالصين مستغلا جهل الزبون بالخامات ويبيع له تلك السجادة المقلدة بنفس سعر السجادة الاصلية الصوف ليحقق ربح كبير ويضطرنا للبيع له بسعر التكلفة ، مما جعل هذه المهنة عرضه للإندثار بعد أن كانت مصدر للعملة الصعبة
مضيفاً لذا نتوسل الى جهاز حماية المستهلك بأن يضع الضوابط على تجار السجاد وتعريف المستهلك بحقيقة السجاد الحديث المصنوع بطرق آلية لما به أضرار صحية أكدها الأطباء نتيجة استخدام نوعيات من الخيوط في صناعته تحتوي على مواد رغوية ولزجة مضرة قد تصيب بالحساسية الصدرية خاصة بالنسبة للأطفال وعلى العكس السجاد اليدوى صحى للغاية ويعيش ما بين 60 الى 70 عام ويسهل تصليح اى قطع به وكذلك تدفئته للمكان بسلل اصوافه الطبيعية .
ويؤكد مدير التشغيل بالمصنع على ما قاله العاملون ويطالب بالدعم المادي لهم إلى جانب البرامج التدريبية للصبية المراد تعليمهم الحرفة وخاصة خريجي التعليم الفني خشية أن تتلاشى هذه الصناعة تدريجياً وتفقد المهنة قيمتها التاريخية التي تميزت بها قرية الشناوية .
كما اكد اللواء "محمد حسين كامل" رئيس مركز ومدينة ناصر ، أن الصندوق الاجتماعى يدعم المشروعات الصغيرة ولكن ليس لنا علاقة بتسويق المشروعات الخاصة ونكتفى بتدريب الاهالى على الحرف اليدوية داخل مجلس المدينة بالمجان .