مع بداية المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب المصري، اليوم الأحد، يؤكد بعض الخبراء أن البرلمان القادم للمستقيلن فقط، وأنه حسبما يصفه هؤلاء "سمك لبن تمر هندى"، لعدم وجود حزب أو إئتلاف قادر على حصد الأغلبية وتشكيل الحكومة، استنادا على نتائج المرحلة الأولى التي أحرزت فيها الأحزاب نسبا ضئيلة من المقاعد مقارنة بقائمة "في حب مصر"، التي اكتسحت نتائج المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية حصلت على مقاعد شرق الدلتا بالتزكية، ومن المتوقع لها تحقيق النسبة الأكبر من مقاعد الدلتا والقاهرة. ولكن تبقى المخاوف من أن ينفرط عقد هذا التحالف الانتخابي بعد إعلان النتائج ويعود المرشحين الحزبيين إلى أحزابهم، ويصبح البرلمان بلا أغلبية، لعدم وجود تحالف سياسي يبقى أعضاءه كتلة واحدة بعد الحصول على "كارنيهات" عضوية البرلمان.
وقال الدكتور مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن النتائج النهائية للانتخابات قد تشهد مفاجآت، حيث وصل عدد المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب في المرحلة الأولى من الانتخابات 108 مقاعد من أصل 273 هي إجمالي المقاعد الفردية والقائمة في المرحلة الأولى. وأوضح "علوى" إنه على الرغم من أن العملية الانتخابية نفسها شهدت تحالفا بين قائمة "فى حب مصر"، وحزب "المصريين الأحرار"، الذي خاض بعض أعضاءه الانتخابات ضمن مرشحي القائمة، ومنهم من فاز بالفعل، ولكن من الطبيعي أن هذا التحالف سوف ينتهي بعد الانتخابات، حيث سيعود مرشحي المصريين الأحرار الذين خاضوا السباق على قائمة حب مصر، إلى حزبهم مثلما سيعود باقي الحزبيين، وهو ما يعنى أن القائمة المرشحة للفوز ب 120 مقعدًا بعد تجيمع نتائج المرحلتين، سوف تفقد 40 مرشحا ليصبح لديها 80 نائب فقط. وتابع: إن تحقق هذه التوقعات يجعلنا أمام مجلس نواب بلا أغلبية حقيقية، ولكن ستكون هناك أحزاب لديها أكثرية، مشيرًا إلى أنه على الأحزاب أن تبدأ من الآن في التحالف مع بعضها البعض، أو الدخول مع المستقلين في إئتلافات سياسية، وليست تحالفات انتخابية، حتى يكون هناك أغلبية ومعارضة، تتسق معها الصورة الكاملة للمشهد النيابي.
ومن جانبه قال الدكتور يسري العزباوي رئيس منتدى الانتخابات بالأهرام من المتوقع زيادة المقاعد التي ستحصل عليها أحزاب معينة في المرحلة الثانية، نظرًا لاختلاف التركيبة السكانية للناخبين في محافظات الدلتا والقاهرة عنهم فى الصعيد، ووفقا للأرقام المسجلة من الانتخابات الماضية، موضحًا أنه من المتوقع أن تزيد نسبة مقاعد حزب "الوفد" لوجود كتلة أكبر له فى الدلتا تزيد عن الصعيد. بينما توقع أن يحافظ "مستقبل وطن" و"المصريين الأحرار" على النسب التي حصلا عليها في المرحلة الأولى، لافتا إلى أحزاب المقعد الواحد قد تزيد لكن زيادتها لن تكون كبيرة، وكذلك حزب النور الذى توقع ألا يزيد عن عدد المقاعد التى حصل عليها فى المرحلة الأولى، التى كانت تضم أكبر معاقله.
وفي سياق متصل قال الكاتب الصحفي محمود نفادي خبير الشئون البرلمانية ورئيس رابطة المحررين البرلمانيين إن كتلة المستقلين ستمثل أكثر من 60 في المئة من نواب البرلمان القادم، موضحًا أنها ستكون بقيادة قائمة في حب مصر، التى عقدت لقاءات وإجتماعات مع غالبية المرشحين والنواب المستقلين، بهدف ضمهم إلى إئتلاف يضم نواب القائمة مع نواب أحزاب الوفد ومستقبل وطن والشعب الجمهوري. وأشار "نفادى" إلى أن جميع الأحزاب والمستقلين تقريبا، قبلوا الدخول في إئتلاف "حب مصر" باستثناء المصريين الأحرار والنور، لافتا إلى أن كلا منهما كان يطمح إلى تشكيل الحكومة، بينما يتجه تحالف في حب مصر، إلى الموافقة على برنامج الحكومة الحالية، التي سيطرحها الرئيس السيسي. وبالأرقام قال خبير الشئون البرلمانية إن عدد أعضاء المجلس 596، متوقعا أن يضم تحالف الأغلبية حوال 400 عضو، من بينهم نواب في حب مصر، والمستقيلن ونواب الوفد وباقي الأحزاب التي ستدخل في التحالف، بينما حصل المصريين الأحرار على 41 مقعد في المرحلة الأولى، متوقعا ألا تتجاوز ال 65 بعد تجميع نتائج المرحلتين، بينما لدى الوفد 26 نائبا من المتوقع أن يصل عددهم الإجمالى إلى 50 نائب على أقصى تقدير. وأوضح أن حزب المصريين الأحرار لديه 18 نائبا من المنتمين أساسا للوطني المنحل، من المتوقع أن ينشقوا عنه تحت قبة البرلمان، ويصوتوا لصالح بقاء الحكومة الحالية، لأن التصويت سري، أما حزب النور فلديه 9 مقاعد في المرحلة الأولى لن يحصل على أكثر من مثلهم – على أقصى تقدير، وهو ما يعنى أن كتلة المعارضة ستجمع نقيضين شديدا الخصومة لبعضهما، وهما حزب النور السلفي وحزب المصريين الأحرار بقيادة المهندس نجيب ساويرس، بعد أن يفقد كلا منهما حلمه بتشكيل الحكومة الجديدة.