قال الدكتور نشأت الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، إن أحداث فرنسا الدامية ألقت بظلالها على مباحثات فيينا 3 الخاصة بالأزمة السورية التى عقدت السبت الماضى حيث وجدت الاطراف الاقليمية والدولية وإنه لا مناص من التوافق مع الطرح الروسى بضرورة محاربة جميع التنظيمات المسلحة التى تنتشر بالمنطقة العربية والتعاون مع الحكومات الشرعية خاصة سوريا من أجل دحر الظاهرة الإرهابية التى باتت تهدد الإنسانية. وأضاف الديهى ل"الفجر"، أن مباحثات فيينا 3 حققت انجازا كبيرا حيث تم التوافق على البدء فى مرحلة انتقالية يتم تشكيل حكومة جديدة خلال 6 أشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا مع تأجيل قضية مصير الرئيس السورى بشار الأسد، موضحا أن روسيا استطاعت فرض وجهة نظرها على المجتمع الدولى، كما استطاعت حماية مصالحها الحيوية خاصة فى الشمال السورى، الأمر الذى اجهض الأهداف الأمريكية فى حصار روسيا سياسيا واقتصاديا. وأوضح أن الأحداث الدامية الأخيرة سواء المتعلقة بالطائرة الروسية المنكوبة أو تفجيرات فرنسا قد قوضت قدرة الدول الداعمة للمعارضة السورية وعلى رأسهم السعودية، وذلك لأن المناخ الدولى لم يعد مناسبا لمثل هذه الاطروحات، بل على العكس أصبح الاتجاه الأغلب هو دعم الحكومة الشرعية فى سوريا ضد كل التنظيمات المسلحة التى تواجهها وليس داعش فقط، الأمر الذى اضطر السعودية للتراجع عن موقفها المتعنت ضد الأسد. واختتم الديهى حديثه قائلا: إن الموقف الفرنسى عقب ما تعرضت له باريس من هجوم إرهابى أصبح اكثر توافقا مع وجهة النظر المصرية والروسية، الأمر الذى يعد خصما كبيرا من الموقف الأمريكى خاصة على ضوء التحالف الذى تحاول تشكيله روسيا.