قال نشأت الديهي، الخبير في مجال العلاقات الدولية، أن موقف السعودية المتعنت ضد الرئيس السوري بشار الأسد، يثير التساؤلات، خاصة والعالم العربي في أمس الحاجة إلى وحدة الصف لمواجهة الكم غير المسبوق من العدائيات الموجهة ضده سواء من الولاياتالمتحدة أو أدواتها في المنطقة تركيا وإيران، مؤكدًا أن الدولة السورية تمر الآن بأزمة بقاء تقتضي نبذ الخلافات السياسية والتوحد خلف الرئيس السوري واعتباره جزء من الحل وليس الصراع. وحول زيارة كل من ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير عادل الجبير إلى موسكو، أوضح الديهى ل"الفجر" أن تلك الزيارة تأتي في توقيت بالغ الدقة، وذلك نظرًا لتطور الموقف في سوريا عقب الضربات الجوية الناجحة الروسية على تنظيم داعش الإرهابي، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي الرافض للموقف العسكري الروسي بالاتساق مع الموقف الأمريكي. كما أشار إلى أن السعودية تشارك الإدارة الأمريكية قلقها حيال استهداف الطيران الروسي، جميع العناصر المسلحة في سوريا بما في ذلك ما تسميه واشنطن "المعارضة السورية المعتدلة".
وأكد الديهي، أن ازدواجية معايير الموقف السعودي، حيال الأزمتين السورية واليمنية، حيث تدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في اليمن وترفض انقلاب الحوثيين، في الوقت الذي تفرض فيه على الشعب السوري خياراته السياسية التي تتسق ومصالحها بعيدة عن احترام إرادة هذا الشعب في اختيار من يمثله، موضحًا أن السعودية تريد فرض قرارها على اليمن وسوريا من خلال فرض أنظمة سنية مناوئة لإيران تكون تحت سيطرتها حتى وإن تم ذلك على حساب الأمن القومي العربي.
كما أكد الديهي، أن السعودية تعاني الآن من ارتباك شديد في قرارها كما أنها لازالت تبحث عن بصلة، حيث لازالت تتعنت ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتحاول فرض قرارها على المشهد السياسي في سوريا، على الرغم أن كثير من الأطراف الدولية بدأت تتراجع كثيرًا وأبدت مرونة شديدة حيال الأسد، وعلى رأس تلك الأطراف فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا حتى الولاياتالمتحدة نفسها، حيث تضمنت تصريحاتهم إمكانية قبول الأسد لفترة انتقالية.
وتابع: "إن السعودية بهذا الشكل تغرد خارج السرب الدولى وتبحث مرتبكة عن من يؤيد موقفها ولن تجد هذا الطرف خاصة على ضوء نجاح روسيا في فرض واقع جديد على المشهد السوري أرغم الجميع بما في ذلك الولاياتالمتحدة على قبول القرار الروسي ومراعاة مصالحها.