قال نشأت الديهى الباحث في مجال العلاقات الدولية، أن ما يسمى بالجيش السوري الحر هو كيان وهمى ليس له وجود حقيقي على أرض الواقع ، حيث يتكون من مجموعة من المرتزقة دون أن يكون لهم كيان مؤسسي أو هيكل تنظيمي وتحكمهم العشوائية ، وذلك طبقا لما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف مؤخرا فى معرض حديثه عن استعداد روسيا للتعاون مع الجيش الحر إذا كان من المعارضة السورية المعتدلة ، وذلك في إطار العمليات العسكرية التى تقوم بها موسكو الآن ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا .
وأضاف الديهى لبوابة "الفجر" أن قناة الجزيرة قامت بتحريف كلمة ألقاها لافروف من خلال الترجمة حيث صرح " بأن روسيا مستعدة للاتصال بالجيش الحر فى سوريا إن كان موجودا أصلا " فى حين قامت قناة الجزيرة بتحريف المقطع الأخير قائلة " إن بقى موجودا " وذلك بهدف تصعيد حدة التوتر بين روسيا والسعودية التى تعتبر أن الجيش الحر وفصائل المعارضة السورية السنية " المعتدلة " تحقق أهدافها فى اسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد .
وأكد الديهي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعدت خطة خبيثة لإسقاط الدولة والجيش السوري وقامت في إطار ذلك بتوزيع الأدوار بين السعودية وتركيا ، حيث تقدم الأخيرة الدعم الفنى واللوجستى للجماعات المسلحة السنية وعلى رأسها داعش ، فى حين تقوم السعودية بتقديم المعونة المادية ، كما اكد أن السعودية تراجعت عن موقفها الداعم للجماعات الإرهابية حين ادركت خطرها ولكنها لازالت تقف فى الخندق الأمريكي وتتعنت كثيرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتصر على رحيله كشرط غير قابل للنقاش لبدء مرحلة انتقالية فى سوريا ، كما أنها لازالت داعمة لما يسمى " بالمعارضة السورية المعتدلة " .
وأوضح الديهى أن الضربات الجوية الروسية الموجعة على تنظيم داعش فى سوريا من شأنها تغيير معطيات المشهد بالشكل الذى يمكنها من فرض رؤيتها وقرارها الداعم لبشار الأسد ، الأمر الذى ازعج السعودية والولاياتالمتحدة الذين لهما مصلحة مباشرة فى اسقاطه ، وهذا ما يفسر الموقف السعودى الرافض للضربات الجوية الروسية الأخيرة على داعش فى سوريا اتساقا مع الموقف الأمريكى ، واختتم حديثه قائلا : تعانى كل من السعودية والولاياتالمتحدة وتركيا الآن حالة كبيرة من الارتباك بسبب نجاح الضربات الجوية التى تقوم بها روسيا على داعش فى سوريا .