في مثل هذا اليوم وُلد العقل الإخواني الأول.. "حسن البنا" رجل الإخوان الذي كان صاحب بداية تواجد الفكر الإخواني بمصر فهو مؤسسها ومرشدها الأول. وفي ذكرى ميلاده ال"109" قمنا برصد أهم ملامح حياة مرشد الإخوان الأول "حسن البنا" منذ مولده وحتى وفاته. من هو حسن البنا؟ هو حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتي، المولود في مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة في 14 أكتوبر 1906 لأسرة بسيطة، فقد كان جده فلاحاً مزارع، ووالده يعمل مأذوناً وساعاتي. لحسن البنا أربعة أشقاء ذكور من بينهم عبد الرحمن البنا وجمال البنا، وأولاده ست بنات هن وفاء، سناء، رجاء، صفاء، هالة، واستشهاد، وولدين أحمد سيف الإسلام ومحمد حسام الدين. وكان "البنا" يعامل أهل بيته معامله طيبة، حتى أن الخادمة التي كانت تساعد زوجته اشادت بطيبته ومعاملته الحسنة مع كل أهله وحتى هي أيضاً. - دراسته ومشواره الدعوي التحق "البنا" بمدرسة الرشاد الإعدادية، ثم شارك فى تأسيس جمعية الأخلاق الأدبية"، وكان رئيساً لها، ثم أنشأ جمعية أخرى خارج مدرستهم وهى "جمعية منع المحرمات"، وكانت ترسل الخطابات لكل من يرتكبون الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات. ثم تطورت الفكرة بعد التحاقه بمدرسة المعلمين بدمنهور فأنشأ "الجمعية الحصافية الخيرية"، التى عنيت بنشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة، ومقاومة الإرساليات التبشيرية. بعد انتهائه من الدراسة فى مدرسة المعلمين انتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، ثم اشترك فى جمعية "مكارم الأخلاق الإسلامية"، وبدأت تتبلور فى رأسه وهو طالب بدار العلوم، فكرة إنشاء جمعية أو جماعة دينية، وهى ما عرفت لاحقاً باسم جماعة "الإخوان المسلمين". وعندما حصل على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 عين معلماً بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية، وفى مارس من عام 1928 تعاهد مع ستة من الشباب على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين فى الإسماعيلية.
- اغتياله وتورط الملك فاروق والإخوان وفي عام 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس تمت واقعة اغتيال "البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد إطلاق النار عليه حيث استقرت سبع رصاصات بجسده، توفي بعدها بساعات بمستشفى القصر العيني. وكانت الظروف المحيطة باغتيال "حسن البنا" بها صراع حاد بين رجال القصر الملكي والحكومة من ناحية وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية أخري. حيث قام أحد أعضاء الجماعة باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 لقيام النقراشي باتخاذ قرار حل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948، فتآمر القصر مع الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم عبد الهادي للانتقام من الإخوان، ودبروا اغتيال حسن البنا المرشد العام للجماعة. وفي رواية أخرى أكدت أن الإخوان هم أحد المدبرين لاغتيال مرشدهم العام "حسن البنا" حيث إن الأخير كان السبب وراء فتح نار القصر الملكي على جماعة الإخوان والمتسبب في تورطهم أمام القصر وسجنهم والحجز على ممتلكاتهم وجميع أموالهم، فشاركوا القصر في قتله كي يخرجوا من السجون وينالوا رضاء الملك فاروق مرة أخرى. - محاكمة القتلة عندما قامت الثورة في 23 يوليو من عام 1952م، أخذت حكومة الثورة على عاتقها محاكمة المتورطين في اغتيال حسن البنا، نظراً للتقارب الذي كان موجوداً بين قادة الثورة و قادة الإخوان في البداية. وبالفعل قُدم القتلة للعدالة، وصدرت أحكام ضدهم في 2 أغسطس 1954، ولكنها أحكام اقتصرت على أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء، ولم تطل أصحاب قرار الاغتيال، و لقد أُفرج عن القتلة في مدد متفرقة لأسباب صحية، و لم يقض أي منهم مدة العقوبة كاملة. - العلاقة بين الملك فاروق والبنا كانت العلاقة بين الملك فاروق والإخوان علاقة مصالح اتسمت في ظاهرها بالصداقة والحب وفي باطنها بالمصالح، حيث إن كلاً من الطرفين قام باستخدام لعبة المحبة لاستغلال الطرف الآخر. فلعب الملك فاروق بكارت الإخوان لمدة طويلة، حيث أنهم كانوا أصحاب الوجود القوي علي الساحة و المضاد لحزب الوفد، فاستخدمهم الملك لمناوئة تيار الوفد في البلاد و خاصةً في الجامعة. ولكن الموقف البريطاني كان متشدداً ضدهم، مما كان له الأثر في جعل فاروق ينقلب عليهم، و بناءً على توجيهاته تم حل الجماعة في 8 ديسمبر 1948. أمّا عن الإخوان فقد كان "البنا" يستخدم الملك فاروق في محاولة للوصول إلى غايته التي أسس من خلالها جماعة الإخوان المسلمين وهي الوصول إلى الحكم والتحكم في كافة طوائف الشعب، فاستخدم ارتباط الملك فاروق بالجماعة لمصالحه ومصلحة الجماعة الشخصية في التوغل أكثر في حياة حكّام مصر وحكومتها ليكونوا جزءاً منها.