"إن أعظم آمالي بعد اتمام حياتي الدراسية، أمل خاص وأمل عام، فالخاص هو إسعاد أسرتي وقرابتي ما استطعت الي ذلك سبيلا والعام هو أن أكون مرشدًا ومعلمًا أقضي سحابة النهار في تعليم الأبناء وأقضي ليلي في تعليم الآباء أهداف دينهم ومنابع سعادتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة وثالثة بالتجول والسياحة" هكذا كتب المرشد الراحل لجماعة الإخوان المسلمين "حسن البنا" عن آماله وأهدافه في الحياة والتي تغيرت وتبدلت بعد أن دخلت الجماعة معترك الحياة السياسية واليوم تمر الذكرى 64 علي رحيل حسن البنا الذي يعتبره بعض قيادي الجماعة بأنه شهيد الفكر والحرية وتعد الذكري 64 هي الذكرى الأولى التي تأتي وأحد قيادات الجماعة في قصر الرئاسة بعد صراع طويل من أجل الوصول الي السلطة، وبصرف النظر عن الآراء التي قيلت في حق هذا الرجل اتفقنا أو اختلفنا معها إلا أن أثره الممتد حتي اليوم يجعلنا نستعيد ذكراه. هو حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا ولد في 14 أكتوبر 1906 في المحمودية بمحافظة البحيرة لأسرة بسيطة فقد كان والده يعمل مأذونا وساعاتي وكانت مقومات الزعامة والقيادة متوفرة لدية منذ صغره فعندما التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور أنشأ الجمعية الحصافية الخيرية التي زاولت عملها في حقلين هما "نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة والثاني مقاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطنا تبشر فيه بالمسيحية". وبعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين انتقل البنا إلى القاهرة والتحق بمدرسة دار العلوم العليا وحصل علي دبلوم دار العلوم سنة 1927 وكان ترتيبه الأول علي دفعته فعين معلما بمدرسة الإسماعيلية الإبتدائية الأميرية، وفي مارس عام 1928 بدأت فكرة تأسس جماعة الإخوان المسلمين حيث تعاهد البنا مع سته من الشباب علي تأسيس الجماعة في الإسماعيلية وهم "حافظ عبدالحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبدالرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي مغربي". وقد قاومت الأحزاب المصرية فكر حسن البنا الذي يسير وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" ومن بين تلك الأحزاب حزب الوفد حيث كان من أكثر الأحزاب انتشارًا في ذلك الوقت. ونتيجة لما قامت به جماعة الإخوان المسلمين من أعمال عنف وتطرف مثبته تاريخيا، أصدر النقراشي باشا في مساء 8 ديسمبر 1948 قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها وفي اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات. وفي الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين حت سمع رئيس الجمعية إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه قد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي "محمود عبدالمجيد" المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية. نقل البنا الي مستشفي قصر العيني ولفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل بسبب فقده الكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومه دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته، وقد قامت السلطة باعتقال كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء. وفي الأيام الأولى من ثورة 23 يوليو أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات مصرع حسن البنا وتم القبض علي المتهمين باغتياله وصدرت ضدهم أحكام ثقيلة في أغسطس 1954 وبعد حادثة المنشية في ديسمبر عام 1954 صدرت قرارات بالعفو عن كل المتهمين في قضية اغتيال حسن البنا حيث أفرج عن القتله بعد شهور قليلة قضوها داخل السجون. Comment *