قد تتوقع أن يكون محيط المستشفيات بمعايير بيئية خاصة، لكن الامر ليس كذلك حينما نتحدث عن مستشفيات محافظة الدقهلية، فالقمامة فى كل مكان، سوق شعبى يحيط بك، روائح كريهة تلتقطها أنفك. يأتي هذا في حين حظت مستشفيات المحافظة اهتمامًا ملحوظًا من قبل المسئولين خلال الفترة الأخيرة، خاصة محافظ الدقهلية حسام الدين إمام والذي شكل لجان مُتابعة لتفقد كافة المستشفيات وعرض التقارير اللازمة عليه لإتخاذ إجراءات رادعة ضد المُخطئين.
مأساة حقيقية تعيشها مدينة بني عبيد وحالة من الإحتضار تعيشها القرى التابعة لها وسط حالة من الفوضى والإهمال باتت تخيم على أغلب المستشفيات الحكومية المصرية ومن بين هذه المستشفيات مستشفى بنى عبيد المركزى والتي يجمعها قاسم مشترك تمثل في سوء الخدمة ونقص الأدوية والتكاليف والمرضى من الفقراء ومحدودي الدخل هم من يدفعون الثمن فى النهاية.
وقال محمد عبدالغني شادي، من أبناء بني عبيد، أن المستشفى تم بناؤها عام 2000 بقيمة 120 مليون جنيه ومنذ ثلاث أعوام اتضح أن المبنى آيل للسقوط، ومن هذا التوقيت والمستشفى تغرق في الإهمال، وأصبح عنصر جذب للقمامة وطاردًا للمرضى بالإضافة إلى أنها خالية من الأجهزة والأطباء وانتشار مقالب القمامة حولها وإلقاء المخلفات دون إتباع الأصول الفنية والصحية، بالإضافة لوجود عجز فى آسرة العناية المركزة لأن الموجودة لاتكفي 25% من أعداد المرضى المتوافدين على المستشفى والأدويرة والأجهزة الغير مُتوفرة.
وسادت حالة من الغضب بين أهالي قرية اخطاب التابعة لمركز أجا مطالبين بأبسط حقوق الإنسان إذا مرض يجد مكان يداوي فيه مرضه، نعم هناك مستشفى بالقرية لكنها بلا أجهزة وخدمات، عند دخولك من ابوابها تظن انك على أبواب سوق الخضار، واجازة يوم الجمعة من كل اسبوع ، عذراً فالجمعة نظرياً فى مستشفى اخطاب يوم عمل عادى ولكن الواقع يختلف كثيراً ، فإذا اضطرتك الظروف للذهاب إلى المستشفى يوم الجمعة ستجدها خاوية من الأطباء والتي تقع بنطاق 3 قرى، ويسكن بها أكثر من 25 ألف مواطن والذين يلجأوا لمستشفى وحيدة تفقد أبسط الخدمات الطبية وإستشرى بها الإهمال ، فهى خاوية من معظم الأجهزة الطبية ، وبالرغم من وجود أكثر من 80 طبيب وممرضات وفنيين وعاملين بها إلا إن المرضى من أهالى تلك القرى يفتقدون الخدمة الطبية بها.
وقال وليد صلاح الدين، لقد قمنا بالمشاركة فى الثورة لكي نقضى على الفساد ولكنه مازال يتربع فى كل مكان وكما هو بل أكثر، فالمستشفى كانت فى الأساس تسمى مستشفى "التكامل الصحى"، مضيفاً أنه تم تحويل المستشفى لطب أسرة فى عهد الدكتور "حاتم الجبالى" وزير الصحة الأسبق , وكانت عبارة عن غرف عمليات مجهزة بأحدث التكنولوجيا ، ولايوجد الآن أى شىء من هذه الأجهزة والمتبقى منها لاتعمل، وأثناء توجه أى مريض للمستشفى لا يقوم بالكشف عليه بل يعطى له العلاج دون عمل الفحوصات اللازمة, ولم يستسلموا وأنهم ساعين فى هذا الموضوع أملا أن يسمعهم المسؤلين.
ولم تقف المعاناة عند أهالى بني عبيد واخطاب بل إمتدت لقرى أخرى من قرى محافظة الدقهلية فقرية " أوليله "هى الأخرى تعانى من نقص الخدمات الطبية فهي يتبعها 7 قرى هم " بشلوش، سنتميه، كفور البهايتة، كفر سليمان، كفر داوود، وكفر على عبدالله "، فالوحدة لاتؤدى الغرض المُنشىء من أجله المستشفى ، فالمستشفى يوجد بها تخصصات عديدة بما فيها إجراء عمليات وغيرها، بينما طب الأسرة مقتصرة على 3 أو 4 تخصصات فقط، وأن قرية مثل أوليله تعدادها 70 ألف بالإضافة للقرى التابعة لها فى حدود 30 ألف تقتصر على مستشفى ليس بها كل التخصصات.
وتشهد مستشفى دكرنس العام على من الإهمال وتدني الخدمات وعدم اعتناء الممرضات والأطباء للمرضى، وإهمال بدورات المياه وتجاهل المسؤلين بالمستشفى للمرضى الوافدين للعلاج.
وضرب الإهمال مستشفى شربين وكشف المسئولين انصراف عدد من العاملين بدون إذن وشمل "111 طبيبًا، و47 ممرضًا وممرضة، و10 فنيين وإداريين، وغياب 40 من العاملين"، بالإضافة لخروج 55 طبيبًا بمستشفى بلقاس بدون إذن أو خط سير، وقيام 11 من الأطباء بمستشفى بلقاس بالغياب و101 من العاملين بمستشفى طلخا بالانصراف بدون إذن أو خط سير رسمي، وغياب 13 طبيبًا من العاملين بمستشفى طلخا وغياب عدد من العاملين بمستشفى السنبلاوين المركزي بترك النويتجية بدون إذن أو خط سير رسمي.
وشدد محافظ الدقهلية حسام الدين إمام في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن مستشفيات الدقهلية في أولى الإهتمامات التي يعمل جاهداً بالتعاون مع المسئولين التنفيذيين للقضاء على الفساد بداخلها، مؤكداً أنه لا مكان لفاسد أو مقصر ومن يُقصر في عمله سُيحال للتحقيق فوراً، ولابد من متابعة المسئولين بإستمرار على المستشفيات وأنه طالب اللجان بتشديد الرقابة في جولات مُفاجئة لكشف الفاسدين والإهمال واتخاذ كافة الإجراءات ضدهم، ومتابعة اعمال النظافة حول المستشفيات وأي مُقصر يُحال للتحقيق أي كان منصبه.