المشاط: 3 مليارات دولار تمويلات ميسرة من بنك الاستثمار الأوروبي للقطاع الخاص منذ 2020    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    محلل استراتيجي أمريكي: اتفاق وقف النار في غزة فرصة تاريخية للسلام    وزير فلسطيني: 300 ألف وحدة سكنية مدمرة و85% من شبكة الطرق في غزة تضررت    يلا شوت منتخب العراق LIVE.. مشاهدة مباراة منتخب العراق وإندونيسيا بث مباشر جودة عالية اليوم في تصفيات كأس العالم 2026    وزير الشباب والرياضة يتابع استعدادات الجمعية العمومية للنادي الأهلي    ضبط 5 أطنان دواجن فاسدة داخل مجزر غير مرخص بالمحلة الكبرى    صوروه في وضع مخل.. التحقيقات تكشف كواليس الاعتداء على عامل بقاعة أفراح في الطالبية    شريف فتحي يبحث تعزيز التعاون السياحي مع قيادات البرلمان والحكومة الألمانية    وزارة الري: إدارة تشغيل المنظومة المائية تجري بكفاءة عالية لضمان استدامة الموارد    جماهير النرويج ترفع أعلام فلسطين في مواجهة إسرائيل بتصفيات كأس العالم 2026    «تفاجأت بإنسانيته».. فيتوريا يكشف أسرار علاقته ب محمد صلاح    9 مرشحين بينهم 5 مستقلين في الترشح لمجلس النواب بالبحر الأحمر ومرشح عن حلايب وشلاتين    التشكيل الرسمى لمباراة الإمارات ضد عمان فى تصفيات كأس العالم 2026    محافظ الأقصر يقوم بجولة مسائية لتفقد عدد من المواقع بمدينة الأقصر    ليلى علوي تهنئ إيناس الدغيدي بعقد قرانها:«فرحانة بيكم جدًا.. ربنا يتمملكم على خير»    تامر حسني وعفروتو وأحمد عصام يشعلون حفلاً ضخماً في العين السخنة (صور)    المايسترو محمد الموجى يكشف ل«الشروق» كواليس الدورة 33 لمهرجان الموسيقى العربية    القسوة عنوانهم.. 5 أبراج لا تعرف الرحمة وتخطط للتنمر على الآخرين    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    وزير الصحة يبحث مع شركة «دراجر» العالمية تعزيز التعاون لتطوير المنظومة بمصر    وفقًا لتصنيف التايمز 2026.. إدراج جامعة الأزهر ضمن أفضل 1000 جامعة عالميًا    QNB يحقق صافى أرباح 22.2 مليار جنيه بمعدل نمو 10% بنهاية سبتمبر 2025    لامين يامال يغيب عن مواجهة جيرونا استعدادا للكلاسيكو أمام ريال مدريد    وزير خارجية الصين يدعو إلى تعزيز التعاون الثنائي مع سويسرا    رسميًا.. موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 وتغيير الساعة في مصر    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    هل متابعة الأبراج وحظك اليوم حرام أم مجرد تسلية؟.. أمين الفتوى يجيب "فيديو"    رئيس جامعة قناة السويس يشارك في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الوطن    مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية: لا تفشٍ لفيروس كورونا مرة أخرى    نزلات البرد.. أمراض أكثر انتشارًا في الخريف وطرق الوقاية    التوقيت الشتوي.. كيف تستعد قبل أسبوع من تطبيقه لتجنب الأرق والإجهاد؟    قيل بيعها في السوق السوداء.. ضبط مواد بترولية داخل محل بقالة في قنا    بتهمة خطف طفل وهتك عرضه,, السجن المؤبد لعامل بقنا    معهد فلسطين لأبحاث الأمن: اتفاق شرم الشيخ يعكس انتصار الدبلوماسية العربية    في 3 أيام.. إيرادات فيلم هيبتا 2 تقترب من 11 مليون جنيه    الداخلية تكشف حقيقة سرقة شقة بالدقي    «الري»: التعاون مع الصين فى 10 مجالات لإدارة المياه (تفاصيل)    غدًا.. محاكمة 60 معلمًا بمدرسة صلاح الدين الإعدادية في قليوب بتهم فساد    منظمة العمل العربية تطالب سلطات الاحتلال بتعويض عمال وشعب فلسطين عن الأضرار التي سببتها اعتداءاتها الوحشية    الجو هيقلب.. بيان عاجل من الأرصاد الجوية يحذر من طقس الأيام المقبلة    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط سائق يسير عكس الاتجاه بالتجمع الخامس ويعرض حياة المواطنين للخطر    تفاصيل لقاء السيسي بالمدير العام لليونسكو (صور)    إيهاب فهمي: "اتنين قهوة" يُعرض في ديسمبر | خاص    الرباعة سارة سمير بعد التتويج بثلاث فضيات ببطولة العالم: دايمًا فخورة إني بمثل مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    العرفاوي: لا ندافع فقط في غزل المحلة.. ونلعب كل مباراة من أجل الفوز    عاجل- الدفاع المدني في غزة: 9500 مواطن ما زالوا في عداد المفقودين    «المشاط» تبحث مع المفوض الأوروبى للبيئة جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون    زراعة المنوفية: ضبط 20 طن أسمدة داخل مخزنين بدون ترخيص فى تلا    انتخابات النواب: رقمنة كاملة لبيانات المرشحين وبث مباشر لمتابعة تلقى الأوراق    نائبة وزيرة التضامن تلتقي مدير مشروع تكافؤ الفرص والتنمية الاجتماعية EOSD بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي    الرعاية الصحية: تعزيز منظومة الأمان الدوائي ركيزة أساسية للارتقاء بالجودة    منها «القتل والخطف وحيازة مخدرات».. بدء جلسة محاكمة 15 متهما في قضايا جنائية بالمنيا    أكسيوس عن مسؤول أميركي: نتنياهو لن يحضر القمة التي سيعقدها ترامب بمصر    أسعار اللحوم اليوم السبت في شمال سيناء    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرق بين من يصلي وبين من لا يصلي!
نشر في الفجر يوم 27 - 09 - 2015

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
النقطة الدقيقة في هذا الدرس ما الفرق الحقيقي بين من يصلي و بين من لا يصلي ؟
الفرق الحقيقي بين المصلي وغير لمصلي في الدنيا:
أقول لكم بادئ ذي بدء: إنه إن لم يكن هناك فرق كبير جداً في كل جوانب حياة الإنسان، بدءاً من عقيدته، ومروراً بنفسيته، وانتهاء بوضعه العام، فمعنى ذلك أن الذي يصلي لم يقطف ثمار صلاته، نحن نتحدث عن علو الهمة.
تقريباً: معظم المسلمين يصلون، لكن ما الفرق الدقيق بين من يصلي ومَن لا يصلي ؟ ليس الفرق أن هذا ناج أو هذا غير ناج، هذا موضوع متعلق بالآخرة.
أنا أريد الفرق في الدنيا، حينما تلتقي بإنسان مصلٍ، وتلتقي بإنسان لا يصلي، هل تجد فرقاً كبيراً ؟ أو لو جلست مع اثنين، ولا تعلم أيهما يصلي، هل تكشف من الذي يصلي ؟
1 غير المصلي هلوع خائف:
نحن في علو الهمة، الحقيقة هذا السؤال أجاب عنه القرآن الكريم في سورة المعارج، فقال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 19]
وقد قال العلماء: حيثما وردت كلمة إنسان معرفة ب ( أل ) فهو الإنسان قبل أن يؤمن:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾
[ سورة إبراهيم: 34]
إن الإنسان خُلق في أصل خلْقه هلوعًا، في أصل فطرته ضعف خلقي لا ذنب له به، هكذا جبله الله، هكذا خلقه الله، هكذا فطره الله:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 19]
شديد الخوف ينخلع قلبه لشبح مصيبة، لتقرير طبي ينبئه بمرض عضال ينتهي به إلى الموت:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 19]
يخاف على وجوده، يخاف على سلامة وجوده، يخاف على كمال وجوده، يخاف على أهله، يخاف على أولاده، أي في أصل خلقه خوف شديد:
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 20]
2 غير المصلي جزوع مضطرب:
ينهار، يضطرب:
﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 21]
3 غير المصلي جزوع مضطرب:
إذا مسه الخير يقتّر على من حوله، قد ينفق على نفسه الملايين المملينة، أما على غيره فيعطي أقلّ مما ينبغي.
ما الفرق بين الذي يصلي والذي لا يصلي ؟ قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
[ سورة المعارج ]
من صفات المصلي:
المصلي لا يخاف.
واثق من أن الله لا يضيعه.
واثق من أن الله لا يتخلى عنه.
واثق من أن الله يدافع عنه.
واثق من أن أمره بيد الله لا بيد خصومه، لا بيد الأقوياء:
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
[ سورة هود ]
المصلي يرى أن أمره بيد الله وحده، وأن الله يعلم، يعلم سره وجهره، يعلم نياته الطيبة، يعلم استقامته، يعلم عمله الصالح، وأن الله لا يضيعه، ولا يستوي المحسن مع المسيء.
مثلاً:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
[ سورة الجاثية: 21]
أريد أن أؤكد أنك إذا كنت تصلي حقيقةً فلا يمكن أن تصاب بهذه الأمراض التي هي في أصل خلقك، شدة الخوف، الانهيار، الكآبة.
انتشار مرض الكاّبة في غير المصلين:
والله أيها الإخوة، يكاد مرض الكآبة يكون أكثر الأمراض انتشاراً في الذين لا يصلون، يشكون مرض الكآبة، الخوف، القلق لأنه لا يصلي، لأنه لا يعلم أن الأمر بيد الله، لأنه لا يعلم أن الله عز وجل هو الفعال:
﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾
[ سورة البروج]
هو يرى الشركاء هم الفعالون، يرى الأقوياء بيدهم مصير بلادنا، بيدهم اقتصادنا، يروجونه أو يضعفونه، بيدهم استقرارنا، يقلقوننا، أو نستقر إذا انبطحنا أمامهم، هذا الشعور مستمر، فلذلك المصلي يجب أن يكون معافى من هذه الأمراض، القلق، توقع المصيبة، توقع الشر.
واللهِ تجلس مع إنسان من شدة ما هو خائف ومنقبض، ومعه كآبة شديدة لا تستطيع بعد حديثه أن تقف:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾
[ سورة المعارج]
سوداوي، متشائم، قلق، محبط، يائس، الآن في أكثر المجالس كلام يسميه بعض المثقفين جلد الذات، أينما جلست نتهم أمتنا، نتحدث عن تخلفنا، نتحدث عن ضعفنا، نتحدث عن انقساماتنا، هذا من ضعف إيماننا، هذا من ضعف اتصالنا، قلة قليلة قلبت موازين المنطقة بخلاف جميع القوانين، بخلاف المعطيات الثابتة، بخلاف ما ينبغي أن يكون، إذاً: الله موجود، الله فعال، الأمر بيده:
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
[ سورة الزمر: 62]
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾
[ سورة الأعراف: 54]
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾
[ سورة الزخرف: 84]
مادام هناك تشاؤم، وسوداوية، ويأس، وإحباط، وقلق، والمسلمون انتهوا، أعداؤهم أقوياء، الإعلام بيد أعدائهم، والمال بيد أعدائهم، ومقدرات الأرض بيد أعدائهم، والتحالفات ضدهم، هذا الشعور شعور إنسان لا يصلي.
تطمينات وضمانات الله للمصلي للعابد :
1 – عدم تعذيبهم:
أما حينما تتصل بالله فلك عليه حق، الله عز وجل أنشأ للمؤمن حقاً عليه:
(( يا معاذ، ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ قال: الله و رسوله أعلم، ثم أجابه قال يا معاذ حق العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم ))
[ متفق عليه عن معاذ ]
تطمين آخر:
2 – التسليم بالقضاء والقدر:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
[ سورة التوبة: 51]
تطمين ثالث:
3 – عدم الخوف والحزن:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾
[ سورة فصلت: 30]
4 – الحياة الطيبة:
تطمين رابع:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
[ سورة النحل: 97]
هذه التطمينات أقوى من كل شيء، أقوى من كل ظرف، أقوى من كل معطيات، أقوى من كل ظروف.
ما لم يكن هناك فرق صارخ بين من يصلي ومَن لا يصلي فلن نقطف ثمار الصلاة، إنها صلاة جوفاء.
الآية:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾
[ سورة المعارج: 19]
هلوع في أصل خلقه:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
[ سورة المعارج ]
الفروق النفسية العامة بين المصلي وغير المصلي:
واللهِ أعرف أخاً مؤمناً طبيباً، توفاه الله، أصابه مرض عضال، وهو أعلم الناس بأخطار مرضه، هو أعلم الناس أن أجله قريب، نزوره أحياناً، تفاؤله عجيب، رضاه بقضاء الله وقدره لا يصدق، وإنسان بكامل صحته، بكامل دخله الفلكي، كامل معطيات الأمور لصالحه، يشعر بقلق وخوف، فالفرق الكبير الصارخ بين من يصلي ومن لا يصلي أن الذي يصلي متماسك، متوازن، معنوياته عالية، ثقته بالله كبيرة، متفائل، يرى أن الأمر بيد الله، ألم يقل أحد العلماء: " ماذا يفعل أعدائي بي، إن أبعدوني فإبعادي سياحة، و إن حبسوني فحبسي خلوة، وإن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي ؟
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
[ سورة المعارج ]
كلما ضاقت الشخص بالصفات ضاق الموصوف:
ولكن كما ذكرت فيما أعتقد سابقاً: قد تقول: مصلٍّ، يوجد مليار وخمسمئة مليون يصلون، لكن هؤلاء المصلون لهم صفات، وقد قال المناطقة: الصفة قيد.
للتوضيح: قُل: إنسان، ستة آلاف مليون، أضف إليها كلمة مسلم، مليار ونصف ، أضف إليها كلمة عربي، كم مليونا ؟ ثلاثمئة مليون، أضف إليها كلمة مثقف، أضف إليها كلمة طبيب، أضف، أضف، كلما أضفت كلمة ضاقت الدائرة، الآن:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
[ سورة المعارج]
معنى: على صلاتهم دائمون:
أي لا ينامون ؟ لا يأكلون ؟ لا يعملون ؟ لا يذهبون إلى أعمالهم ؟ لا ليس هذا هو المعنى، هو يصلي الصلوات الخمس، لكن بين الصلاتين مع الله، بين الصلاتين مع الله بالدعاء، مع الله بالاستغفار، مع الله بالابتهال، مع الله بكل جوارحه، هذا معنى:  دَائِمُون
﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ﴾
[ سورة المعارج: 34]
من الصفات المادية الحسية للمؤمن:
الإنفاق:
يؤدون زكاة أموالهم عن طيب نفس:
﴿ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾
[ سورة المعارج ]
﴿ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴾
[ سورة ص: 46]
موقف المصلي من يوم القيامة:
المؤمن قبل أن يفعل شيئاً ماذا أجيب الله يوم القيامة لو سألني ؟ قضية الدار الآخرة والموت والحساب والعذاب لا تبتعد عن ذهنه إطلاقاً:
﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ *وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ* إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾
[ سورة المعارج ]
كل كلمة تضيق الدائرة، هؤلاء الذين يصلون، وهذه صفاتهم، لا يعيشون حالة الهلع ولا الجزع، وإذا مسهم الخير فهم كرماء، بنوا حياتهم على العطاء، فلذلك ليس الفرق بين المصلي وبين غير المصلي أن المصلي ناج من المساءلة يوم القيامة، والذي لا يصلي سيحاسب، هذه قضية إجرائية بعد الموت، أما ما لم يكن هناك فرق في التصور، في النفسية، في التفاؤل، في الثقة، في معنويات مرتفعة، فهذه الصلاة لم نقطف ثمارها، و الحقيقة لا يليق بإله عظيم له أمر عظيم ألا نقطف ثمار هذا الأمر.
أحاديث نبوية في أثر الصلاة في المؤمن:
لذلك:
(( الصلاة عماد الدين ))
[الجامع الصغير عن عمر]
(( كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة ))
[أبو داود عن حذيفة ]
وكان يقول:
(( أرحنا بها يا بلال ))
[ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد]
خلاصة الفروق بين المصلي وغير المصلي:
حينما تصلي تشعر براحة، تشعر أنك أديت واجب العبودية لله عز وجل، تشعر أنك تحت مظلة الله، تشعر أن الله لا يتخلى عنك، تشعر أنك في رعاية الله، في حفظ الله، في تأييد الله، في توفيق الله، تشعر أنك بأعيننا كما قال الله عز وجل:
﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾
[ سورة الطور: 48]
أي ما لم تتبدل حياتك تبدلاً جذرياً، ما لم تنعطف انعطافاً نوعياً بعد الصلاة فابحث عن صلاة ترفع معنوياتك.
الانهيار والضعف، والشعور باليأس والخذلان، والإحباط، هذه الأمراض بدأت تستشري في المسلمين عقب النكسات المتلاحقة، والتحديات المستمرة، وكيف أن العالم كله يحارب المسلمين في شتى بقاع الأرض لكن المؤمن:
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾
[ سورة الأحزاب: 23]
والحمد لله رب العالمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.