"5 أعوام على الحرب الأهلية السورية لم تجن منها سوى الخراب والدمار وتشريد الملايين وربع مليون قتيل، سواء رضينا بالأسد أو لا فهو الرئيس السوري، وحان وقت التفاوض معه"، هكذا أعلنت إسبانيا أمس موقفها من بشار، كما أعلنت أيضًا تأييد موقف دولي برعاية الأممالمتحدة لضرب داعش سوريا. ويأتي إعلان إسبانيا أمس بعد ساعات من قرار كل من بريطانياوفرنسا اعتزامهما توجيه ضربات لداعش سوريا عقب تفاقم أزمة اللاجئين الإنسانية غير المسبوقة التي تواجهها أوروبا، وتهدد استقرارها، عقب إثارة الرأي العام العالمي لنشر صورة الطفل السوري الغريق "أيلان" وهو ملقي على وجهه على رمال شاطيء بتركيا وغيرت مواقف دول العالم جذريًا تجاه اللاجئين وسوريا. وأشارت مصادر فرنسية أن هناك دوافع عدة لتفكير فرنسا في ذلك أولها ضرورة حل مشاكل اللاجئين من جذورها وهي داعش وبشار، فضلًا عن تدخل روسيا بإرسال طائرات وجنود لدعم نظام الأسد، وإخفاق التحالف الدولي في مواجهة توسع داعش، وأشارت مصادر أن فرنسا اتخذت قرار التدخل بالفعل لضرب من داعش من قاعدتين بالأردنوأبوظبي. كما اعترف أيضًا ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية أمس خلال جلسة مجلس لعموم البريطاني لمناقشة أزمة اللاجئين، بأن أصدر قراره بضرب داعش سوريا منذ أواخر أغسطس المنصرم. كما يأتي ذلك عقب إعلان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أول أمس انزعاجه من التدخل الروسي عسكريًا في سوريا وكون ذلك يهدد من استقرار المنطقة ويشتت الجهود الدولية، كما أكد باراك اوباما للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الجاري أنه لا مستقبل لبشار بسوريا. وكان اجتماع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي مع نظيره عبدالفتاح السيسي في موسكو 26 أغسطس المنصرم شهد اتفاقًا بين الجانبين على ضرورة تشكيل تحالف إقليمي واسع يشمل سوريا ضد الإرهاب الدولي، وأكد الطرفان أن ذلك التحالف لن يكون موجهًا لأحد، وعلى هامش لقاء السيسي وبوتين كانت هناك تدافعه لملوك عرب مثل الملك عبدالله من الأردن وولي عهد أبوظبي محمد بن راشد، ولم يلبس بوتين أن قام بإرسال طائرات عسكرية وجنود روس لدعم قوات بشار الأسد ضد داعش وكذلك المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها أمريكا وإسرائيل. تلك التحركات الغربية تجاه سوريا تؤكد من جديد كذب إدعاءات الغرب التعاطف مع اللاجئين السوريين والتي تتعامل معها بشكل جدي سوى ألمانيا التي فتحت أبوابها لأكثر من 13 ألف لاجيء خلال اليومين الماضي أمام تردد باقي دول الاتحاد الأوروبي.