قبل حوالى عام من الآن وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام قمة المناخ التى عقدت فى سبتمبر 2014، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، محذرا الدول الكبرى من مخاطر الأنشطة الصناعية والبترولية التى تتسبب فى ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى، مؤكدا على أن الدول الفقيرة هى التى تدفع ثمن هذه الأنشطة التنموية. وبعدها بأسابيع واجه العالم شتاء قارص البرد، لم تألفه مصر والدول العربية، التى تعرضت لموجات صقيع لأول مرة، وهانحن الآن نتعرض لموجات الحر الشديدة المتواترة التى تودى بحياة الناس، وتتسبب فى تفشى الأمراض المرتبطة بالحر الشديد. وحول الأسباب العلمية لذلك قال المهندس عزت عبد الحميد، خبير التغييرات المناخية، إن تلك الظاهرة ليست جديدة، ولكن النقاش حولها مستمر منذ أكثر من عشرين عاما، وكان الجدل حول الدور الذى يجب أن تقوم به كل دولة؛ لأن الدول الغنية التى لديها أنشطة صناعية لم تكن لترغب فى تحمل التبعات وتكلفة الإجراءات لمواجهة تلك الظاهرة بمفردها، بينما كانت الدول الفقيرة تصر على أنه لاذنب لها ولاطاقة لديها لمواجهة هذه التكلفة. وأشار خبير التغييرات المناخية إلى أن التقارير الاقتصادية قالت مؤخرا، أن الخسائر الناتجة عن إعصار واحد مثل إعصار ساندى تجاوزت ال70 مليار دولار، بينما أشارت التقارير إلى أن تكلفة إتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أخطار التغييرات المناخية والاحتباس الحرارى، أقل بكثير من الخسائر المترتبة على هذه الظواهر. موضحا أنه سيتم توقيع اتفاق إطارى للتصدى لتلك الظاهرة فى باريس، نهاية العام الحالى، آملا أن تنجح الدول فى التوصل لاتفاق يحدد المسئولية الوطنية لكل دولة. وعن الآثار السلبية الناتجة عن ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى قال عبد الحميد، يكفى إنه يودى بحياة 150 ألف شخص سنويا، على مستوى العالم، كما أنه أدى إلى إنقراض العديد من الكائنات التى فشلت فى التكيف مع درجات الحرارة، ما أثر سلبا على التنوع الحيوى للكائنات. موضحا أن ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة إنما ينتج عن عدم تحمل بعض المحاصيل لدرجات الحرارة، وتأثر الإنتاج الزراعى بالتغير المناخى، مطالبا الوزرارات المعنية بتغيير مواعيد ومناطق زراعة بعض المحاصيل؛ لنتكيف مع الظروف الحالية. وحذر الخبير من أنه اذا تقاعسنا عن التحرك لكبح سرعة عواقب التغير المناخي، فسوف يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الانواع المعرضة للانقراض من 20% الى الثلث بينما من المتوقع أن تؤدى العواقب المالية للتغير المناخي الى تجاوز اجمالي الناتج المحلي في العالم أجمع مع حلول العام 2080. موضحا أن الاحتباس الحراري هو ظاهرة إرتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها، و عادة ما يطلق هذا الإسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها، مرجعا هذه الظاهرة إلى أى نشاط بشرى، يؤدى إلى إصدار الغازات الملوثة كالآزوت و ثاني أوكسيد الكربون، وغيرها من الغازات التى تمنع أو تقوى مفعول التدفئة لأشعة الشمس. حيث تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات، والسفن ووسائل النقل، في نفس الظاهرة، مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وأوضح مهندس التغييرات المناخية أن قناة السويس المصرية الجديدة، تعد هدية مصر للعالم، ليس اقتصاديا فقط ولكن مناخيا أيضا، حيث ساهمت فى تقليل الزمن والمسافة التى تقطعها السفن وناقلات البترول العملاقة، ما أدى لانخفاض معدلات حرق الوقود، وتصاعد الملوثات، واصفا ذلك بأنه يسهم فى تقليل تصدير الغازات للجو، وبالتاى يحد من التلوث المسبب للإحتباس. وأضاف أنه من آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض، أيضا ذوبان الجليد عند القطبين، وهو ما يقول العلماء أنه فى حال استمراره فإن ذلك سيؤدى إلى إغراق كثير من المدن الساحلية حول العالم، كما سيؤدي إرتفاع درجة حرارة الأرض إلى تغير المناخ العالمي وتصحر مساحات كبيرة من الأرض؛ بسبب ارتفاع نسبة غازات مثل ثاني أكسيد الكربون ، و الميثان ، وأكسيد النيتروز ، والهالوكربونات.