إنقراض 70 نوعاً من الضفادع.. وقريباً اختفاء البطريق والدب القطبي التغير المناخي يزيد من مرض الطفح الجلدي والجفاف التغيرات المناخية.. تهدد العالم والممارسات الخاطئة تؤثر على الإنسان الاحتباس الحراري يهدد المحاصيل الزراعية الإنسان يعتبر السبب الرئيسي وراء التغيير المناخي المفاجئ ارتفاع منسوب مياه البحر إلى 59 سم بحلول عام 2100 العودة إلى كوكبنا الأخضر .. أحد حلول مواجهة التغير المناخي بدأت التغيرات المناخية تلامس أسوأ السيناريوهات المتوقعة، ووجهت العديد من التقارير أصابع الاتهام إلى الإنسان، وهو المتسبب الرئيسي بنسبة 95 % في ارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين، وفقاً لما أفاد به خبراء المناخ في الهيئة الحكومية الدولية الأممية. لذا تحاول شبكة الإعلام العربية "محيط"، إلقاء الضوء على التأثيرات السلبية على كوكب الأرض وبعض العواقب المحتملة التي تنتج من الممارسات الخاطئة وتؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التاثير ولا يمكن التنبؤ بها، خلال هذا الحوار مع الدكتورة منال محمد عادل أستاذ العلوم البيولوجية بالمركز القومي للبحوث. ما هو تغير المناخ ؟ يعرف التغير المناخي على أنه اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة والرياح والأمطار والثلوج التي تميز كل منطقة على الأرض، وتسبب تاثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية. هل هناك فرق بينه وبين الاحتباس الحراري؟ لانستطيع أن نتحدث عن التغير المناخي دون ذكر للاحتباس الحراري وأسبابه والآثار المترتبة عليه، فالاحتباس الحراري يعرف على أنه ارتفاع بشكل تدريجي في درجات الحرارة في الغلاف الجوي للأرض في الطبقة السفلى، نتيجة الإرتفاع المتزايد في انبعاث الغازات الدفينة أو غازات الصوبة الخضراء مثل، غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغاز أكسيد النيروز، وغازات الكلوروفلورو كربون، وغاز الأوزون الموجود في طبقات الجو السفلي. وللاحتباس الحرارى عدة أسباب منها، طبيعية مثل تصاعد الحمم البركانية، والملوثات العضوية، والحرائق الناتجة عن الغابات. هل الإنسان مسئول عن الاحتباس الحراري؟ وما سبب التغير المناخي؟ نعم.. نتيجة ما يقوم به من نشاطات على الأرض مثل، احتراق الوقود من نفط وغاز طبيعي والفحم الذي يستخدم كمصدر رئيسي للحصول على الطاقة مما يؤدى إلى ارتفاع متزايد في درجات الحرارة على سطح الأرض والطبقة السفلية من الغلاف الجوي. فإذا نظرنا إلى أسباب التغير المناخي نجد أن النشاط البشري يعتبر السبب الرئيسي وراء هذا التغيير المفاجئ بفعل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وخصوصاً غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان، وهذه الغازات هى طبيعية وضرورية للحياة لأنها تحافظ على الحرارة من خلال الاحتباس الحراري. ولكن هذه الانبعاثات بكميات متزايدة وغير منضبطة، يؤدي إلى زيادة الحرارة بطريقة غير طبيعية، وبالتالي إلى تغيير في نظام المناخ كله، حيث بلغت نسبة تركيز هذه الغازات في الغلاف الجوي حدها الأقصى منذ 420 ألف سنة، وذلك بسبب تزايد المصانع خلال قرن ونصف، وزيادة إستهلاك البشر للطاقة بشكل كبير. ونرى اليوم أن كوكب الأرض يتعرض لارتفاع في درجة الحرارة بمعدلات غير مسبوقة ولأسباب بشرية. ويمكن الحد من هذه الأسباب عن طريق الحد من إنبعاث الغازات المؤدية إلى الإحتباس الحراري. كيف يؤثر التغير المناخي على الأرض؟ وما تأثيره على التنوع البيولوجي؟ بالعودة إلى التغيرات المناخية نجد أن الكوارث الطبيعية كالجفاف الشديد والمجاعة في الصومال والقرن الأفريقي والإعصار الذي ضرب المكسيك وبلغت سرعته 256 كم/ س وموجة الحر الشديدة في الولاياتالمتحدةالأمريكيه, وغيرها من المظاهر كلها مؤشرات على تاثيرات التغير المناخي على مختلف أنحاء الكرة الأرضية دون تمييز. كما كان للتغيرات المناخية تاثيراً كبيراً على التنوع البيولوجي، حيث أدى ارتفاع الحرارة إلى موت الشعاب المرجانية وتناقص أعدادها، وكذلك اختفاء وإنقراض عشرات الأنواع من الكائنات البحرية في خليج العقبة. وفي البرازيل اختفت أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات في غابات الأمازون، كما أن زيادة نسبة الكربون المذاب في مياه المحيطات سيزيد من حموضة المياه ويهدد النظم البيئية. ونجد أيضاً أن ارتفاع حرارة الأرض أدى إلى ذوبان الكتل الجليدية في الأقطاب وارتفاع منسوب مياه البحر بمعدل 10 سم خلال القرن العشرين, ومن المتوقع ارتفاع منسوب مياه البحر إلى 59 سم بحلول عام 2100. ومن المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على إنتاجية الأرض الزراعية، فالزيادة المتوقعة في درجة الحرارة وتغير نمطها الموسمي سيؤدي إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل وحيوانات المزرعة. هل سيؤثر تغير المناخ على البشر مستقبلاً؟ نعم.. التغير المناخي سيلعب دوراً رئيسياً في تفشي الأمراض المعدية ، كما سيزيد من تركيز المواد المثيرة للحساسية في الغلاف الجوي مما سيزيد من الأمراض الرئوية، كما سيزيد من مرض الطفح الجلدي والجفاف وإعتام العين وتعرض كبار السن للإجهاد بسبب الحرارة، وزيادة نسبة الأمراض الخطيرة بالمياه مثل، الكوليرا والملاريا بسبب هجرة الحشرات وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة ، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع نسبة الأراضي القاحلة نتيجة الجفاف. كما يتسبب الإحتباس الحراري في حدوث كوارث مدمرة نتيجة ذوبان الجليد والثلوج الموجودة على قمم الجبال منها حدوث تداخل واختلالات في فصول السنة وارتفاع في درجات الحرارة في الشتاء. هل التغير المناخي كان سبب في إنقراض الحيوانات.. وما هى الحيوانات؟ تسبب بالفعل التغير المناخي في إنقراض الكثير من الطيور والحيوانات، حيث لاحظ العلماء إنقراض 70 نوعاً من الضفادع. فهناك خطر على الحيوانات التي تعيش في المناطق الجليدية مثل، البطريق والدب القطبي ومدى صعوبة تأقلمها مع الإرتفاع المستمر لدرجات الحرارة. ويتوقع الباحثون أن 20-30% من الأنواع في العالم العربي سوف ينقرض إذا ارتفع معدل الحرارة 1 درجة فقط. وفي اليمن يوجد العدد الأكبر من الأنواع المهددة بالإنقراض، حيث تبلغ 159 نوعاً، بينما لدى الصومال 17 نوعاً مهدد، ولدى الأردن ومصر والسعودية وغيرها مجتمعة أكثر من 80 نوع مهدد، ومن ضمنها غابات الأرز في لبنان وسوريا. ماذا تفعل الحكومات للمساعدة في الحد من التغير المناخي؟ من الحلول المقترحة للتقليل من خطورة ظاهرة الاحتباس الحرارى استخدام الطاقة الشمسية والطاقة الذرية، حيث تعتبر أقل إصداراً للغازات الدفينة و زراعة الأشجار للتقليل من خطورة غاز ثاني أكسيد الكربون واستخدام طاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية الناتجة عن حركة المياه، والحد من التلوث. فالتغير المناخي مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد، لكنها مشكلة نستطيع الآن محاولة تجنب آثارها بالتخطيط الجيد والتعامل مع المتغيرات الحالية بجدية، وذلك بالنسبة إلى جميع دول العالم "دول غنية ونامية على السواء"، لأننا من تسبب بها ولا أحد غيرنا يستطيع إيقافها، فكل ما نستطيع عمله العودة إلى كوكبنا الأخضر.