اختتمت فى جنيف مساء اليوم "الأربعاء " فعاليات جولة الحوار السياسي الليبي تحت رعاية الأممالمتحدة ، بوساطة المبعوث الخاص لليبيا برناردينيو ليون . وأكد المشاركون أن المبعوث الخاص سيسلم الوفود في وقت لاحق "الملاحق " الخمسة التي تشتمل على النقاط التي ستعرضها الوفود على الجهات التي تمثلها في ليبيا ، على أن تستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل بمدينة الصخيرات "المغربية " لمناقشة رأيها . وأكد المشاركون فى الحوار أن الملحقين الخاصين بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وجدول عملها وصلاحياتها ، وملحق الترتيبات المالية الليبية هما الملحقان اللذان يحظيان بالأولوية خلال تلك المرحلة ، لافتين إلى أن المفاوضات فى جنيف تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل في ظل اقتناع كافة الأطراف بأن الوضع في ليبيا لم يعد يتحمل الانتظار ، وانه لابد من العمل للانتهاء من كافة نقاط الخلاف والتوصل الى التسوية بنهاية أغسطس الجاري . ومن جانبه ، صرح شعيب محمد شعيب - نائب رئيس البرلمان الليبى الشرعى المنتخب - عقب انتهاء الجولة بأنه كانت هناك بعض الإشكاليات وتم حلها في جنيف ، ومنها تخوف المؤتمر الوطني من الالتحاق بالحوار ، حيث كان يرغب في شكل من أشكال التطمينات بأن مخاوفه او تحفظاته ستؤخذ بعين الاعتبار . وأضاف أن تجاوز تلك العقبة شجع ممثلو المؤتمر الوطني اليوم على الالتحاق بجلسة مباشرة مع ممثلي البرلمان الشرعي المنتخب وبقية المشاركين في حوار جنيف . وأشار إلى أن ممثلي البرلمان فى الاجتماع أكدوا على أن جميع الأطراف يجب أن تتحلى بالمسؤولية والجدية لإنجاز الاتفاق بحلول نهاية أغسطس الجاري ، لافتا إلى أن الملاحق التي ستعمل عليها الأطراف خلال الأيام القادمة والخاصة بالحكومة وأعمالها وكذلك الترتيبات المالية لن تكون بها من المشكلات مايعيق . وأوضح أن تحفظ البرلمان على وجود ممثلين للأحزاب السياسية ضمن الجولات له منطقه حيث يرى البرلمان أن الشعب الليبى له تجربة سيئة مع الأحزاب السياسية في المرحلة الانتقالية وبما يستدعى معه ألا يكون لها دور كبير خلال المرحلة المقبلة تفاديا للاستقطاب السياسي والتجاذبات السياسية التي أعاقت العملية الديمقراطية ، وأعاقت عمل الحكومة مما كان سببا في تحفظ البرلمان على حضور الأحزاب " حسب قوله ". ولفت إلى أن الجلسة التي جمعتهم مع الأحزاب اليوم في جنيف تم التوصل فيها الى توافق بأن يقدموا اقتراحاتهم في الملاحق وفي باقي الأوراق والبرلمان سيتعامل معها بجدية باعتبارهم مهتمون بالشأن العام ، وأن البرلمان ليس إقصائيا وسيتعامل مع كل فكرة تقدم إليه تخص الشأن العام . واعتبر أن المشكلة الأساسية في المسار الأمني هى أن الجيش الوطني في المنطقة الشرقية وبعضه في المنطقة الغربية ، وأن هناك المجموعات المسلحة من الشباب ، وانتشار تلك المجموعات في ليبيا تصعب الاتصال بشكل مباشر ..ولكن هذا الأمر فى النهاية لابد من التعامل معه . وقال إن مجرد حضور المؤتمر الوطني وجلوس الطرفين معا وتبادلهما وجهات النظر هو بمثابة توافق وإنجاز وهو مقدمة للتعامل وخطوة للأمام . على صعيد آخر، قال صالح المخزوم نائب رئيس المؤتمر الوطنى فى تصريحاته عقب انتهاء الحوار إن الوفد سيعود لمناقشة الرسالة التى بحثها المبعوث الخاص برناردينيو ليون مع زملائهم فى طرابلس ، وكيفية تفعيلها ، بحيث تتاح الفرصة للمؤتمر الوطني العام أن يقدم تعديلاته والتي يراها ضرورية لإنجاح الحوار ، وخلق نوع من التوازن السياسي وغير ذلك من نقاط ، وبعد ذلك سيتم تقرير الآلية التي سيلتحق بها المؤتمر الوطني في الجولات القادمة . وأكد مجددا على أن التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة أو "اتفاق الصخيرات " غير ملزم للمؤتمر الوطني ، وأن المؤتمر على موقفه ولن يوقع عليها بالأحرف الأولى . وأضاف أن المشاركة امس واليوم فى جنيف للتأكيد على أن المؤتمر الوطني العام عازم على المضي في الحوار ، وأنه لا حل للأزمة الليبية إلا بالحوار ولكن دون التنازل عن الثوابت ؛ ومنها أن القرارات التي أصدرها مجلس النواب في طبرق هى قرارات لابد من معالجتها . وأشار إلى أن جلسات جنيف أكدت أن هناك تقاربا كبيرا في وجهات النظر بين الطرفين الأساسيين ، وأن الجميع يرغب في اتخاذ خطوات سريعة ولابد من إنجاح الحوار .