أعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أن القوات الباسلة أحبطت صباح اليوم الأربعاء، محاولة هجوم إرهابي بسيارة مفخخة على أحد التمركزات العسكرية بطريق "القطامية – السويس". وقال المتحدث العسكري، عبر صفحته على "فيس بوك"، إنه تم تدمير العربة المفخخة ومقتل قائدها، كما نشر صور السيارة بعد تفخيخها على صفحته الرسمية. تلك العملية الإرهابية رغم إحباطها فتحت الباب أمام مخاوف من تكرار المحاولات خلال أجازة عيد الفطر، خاصة وأنها وقعت على طريق السويس، ليتصاعد القلق من إستهداف محافظات القناة والإقتراب من المجرى الملاحى، قبل أسابيع قليلة من إفتتاح القناة الجديدة بعد العيد. فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية، قلت وأكرر إن قوات الجيش والشرطة تصنع المستحيل فى سيناء ومدن القناة وجميع محافظات مصر، ولديها خطط محكمة لتأمين المحافظات الحدودية و الأهداف ذات الأهمية الإستراتيجية، وحالة الإستنفار واليقظة على أشدها، ولا يوجد شئ أسمه أجازات الأعياد، أو خمول أواخر رمضان، بدليل نجاحهم فى التصدى لعملية الشيخ زويد الشهيرة، وإحباط عشرات الهجمات الإرهابية على الكمائن بعدها، وتوجيه ضربات موجعة للتكفيريين، بتصفية العناصر شديدة الخطورة، وتدمير المخابئ والأوكار، وصولا لإحباط عملية اليوم. وأضاف فؤاد إن إحباط تلك العملية يدل على أن يقظة القوات ليست قاصرة على شمال سيناء فقط، وحتى لو نقل الإرهاب أهدافه إلى خارجها فالرجال جاهزون. وشدد الخبير العسكرى على أن تأمين محافظات القناة و المجرى الملاحى لقناة السويس، هو مهمة إستراتيجية من أخطر وأدق مهام القوات المسلحة والشرطة، منذ تأميم القناة عام 1956 وحتى الأن. وأوضح أستاذ العلوم الإستراتيجية أن القناة مؤمنة من خلال تقسيم المنطقة المحيطة بها إلى ثلاث مناطق حسب إتفاقية "كامب ديفيد"، هى المنطقة "أ" الممتدة بطول 65 كم شرق القناة، وعليها قواتنا الرئيسية، بما يعادل فرقة مدرعة وفرقة مشاة ميكانيكى، واصفا هذا الخط الدفاعى بأنه "حائط غربى" يصعب إجتيازه إلا من خلال ممرات خاصة، لذلك فهى مصفاة شديدة جدا. أما المنطقة الثانية "ب" فتمتد بطول 100 كم وفيها قوات حرس الحدود، مشددا على أن كلا المنطقتين " أ وب "، لم تشهدا أى مشكلات. وأضاف أن التوترت كلها فى جزء من المنطقة "ج"، ومساحتها لاتزيد عن 30 كم، مشيرا إلى أنه من يحاول التسرب من تلك المنطقة سوف يصطدم بالمنطقتين أ وب، وفيهما فوج لتأمين القناة عن بعد، وفوج أخر لصيق بها يسمى خط الدفاع اللصيق، بالإضافة لطائرات الهيلوكوبتر التى تقوم بعمل مسح للمنطقة بشكل دائم ومتكرر. ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إنه بالفعل منذ فترة، تم ضبط مزرعة فى مدينة بلبيس القريبة من محافظات القناة يمتلكها شخصيات من حماس، وفيها ضبطت صواريخ كانت معدة لإستهداف قناة السويس. وأشار النمنم إلى أنه ينبغى على القوات المسلحة والشرطة، أن تتمسك بحالة اليقظة والإستنفار، ونحن واثقون من ذلك، خاصة مع إقتراب أجازات العيد وبعدها حفل إفتتاح قناة السويس الجديدة، موضحا أنه قد يسعى المجرمون لإستغلال هذه الظروف، فى توجيه ضربات لإفساد فرحة المصريين بالعيد، ثم بإفتتاح القناة الجديدة. لافتا إلى أن الخطر الحقيقى على مصر هو من جماعة الإخوان الإرهابية التى تسعى للضغط على الدولة من خلال العمليات والتفجيرات، بهدف إجبار النظام على التصالح معها وإعادتها للساحة السياسية، مشددا على أن هذا غير وارد ولا ينبغى أن يحدث. وأكد المؤرخ والمفكر السياسى على أن تنظيم داعش و جماعة أنصار بيت المقدس التى تطلق على نفسها "ولاية سيناء"، والتى أعلنت تبنيها لعملية القطامية، ماهى إلا أسماء وتفريعات لأصل واحد هو جماعة الإخوان، مضيفا أن داعش والإخوان شئ واحد، والجذر الأساسى هو فكر الخوارج الذى إتخذه حسن البنا وسيد قطب مرجعية لتأسيس الجماعة، وتسير عليه داعش وقبلها القاعدة وغيرهم، وأضاف المؤرخ والخبير بشئون الجماعات المتطرفة إن مصر كلها مستهدفة، خاصة مع إقتراب يوم إفتتاح القناة فى السادس من أغسطس القادم .