■ عادل إمام يبدأ مسلسله بعلقة موت.. و«الكابوس» يبدأ بقتل ابن غادة لم يتخيل أحد أنه سيبدأ شهره الكريم بالعنف والقتل والبلطجة، بعد أن استهل أكثر عمل درامى حلقاته الأولى بالعنف والدماء المتناثرة والرقاب المتطايرة، ففى مسلسل «الكابوس»، وجدت الفنانة غادة عبدالرازق رأس ابنها مقطوعة فى أحد أكياس القمامة، ومسلسل «استيفا» الذى يدور كاملاً حول عالم الجريمة وكل يوم تبحث الشرطة فى جريمة قتل بعد أن تعثر على جثة مقتولة يتم التحقيق فيها، أما مسلسل «العهد» فقتلت هنا شيحا والدتها ومن قبلها جدتها، وفى «حوارى بوخاريست» تجلت مشاهد البلطجة والضرب بشكل كبير فى الحلقات الأولى، فضلاً على مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» ورغم أنه يندرج فى قائمة الأعمال الكوميدية، إلا أنه افتتح حلقاته بمشهد يتعرض فيه بطل العمل عادل إمام لعلقة موت على يد مجهولين، وكذلك مسلسل «الكبير قوى» لأحمد مكى، الذى يتعرض فيها الكبير لضرب مبرح من أحد بلطجية تركيا بالسلاسل والسيوف والجنازير، حتى ينزف دما ويفقد وعية، واتفق صناع الدراما على صدمة الجمهور بهذه المشاهد وكأنها أصبحت عاملاً درامياً جديدًا لجذب الجمهور. يقول هشام هلال مؤلف مسلسل «حوارى بوخاريست»: «إن فكرة العنف عنصر جذب من جانبين الجانب الأول للجذب الدرامى لأنه يساعد فى تقديم الشخصية الدرامية فى الأحداث وفى حوارى بوخاريست كان الظهور الأول لبطل العمل من خلال اشتباك بالأسلحة البيضاء، ليوضح للمشاهد سمات الشخصية وأنه يتمتع بقدرات جسدية خاصة، ولا يمكن التعبير عن هذا إلا من خلال مشهد عنف قوى يخرج بتقنيات حديثة كالذى أخرجه المخرج محمد بكير. وأضاف أن السنوات الماضية أصبح العنف شيئًا طبيعيًا، وليس مؤذياً، نشاهده يومياً فى الشارع العادى، فما بالك داخل حارة شعبية، فالعنف أصبح جزءًا من واقعنا خاصة مع انتشار السلاح فى الآونة الأخيرة. وعن هذه الظاهرة أوضح الناقد طارق الشناوى، فى ظل عدد كبير من الأعمال الدرامية حرص صناع الدراما على أن تكون هناك أعمال صوتها مرتفع، بمعنى أن يكون بها أحداث صاخبة للفت انتباه المشاهد منذ الحلقات الأولى وهو ما جعل البعض يبدأ حلقاته بجريمة قتل أو كابوس مزعج أو رجل يدفن وهو على قيد الحياة كما فى مسلسل «بعد البداية» وهذه الأحداث الصاخبة بمثابة الصوت العالى للأعمال الدرامية لكى تجذب الجمهور للعمل، والحدث الصاخب ليس بالضرورة يخلق دراما جيدة خاصة أن هناك معركة خفية بين الأعمال الدرامية الرمضاية لجذب المشاهد. وعن إمكانية وجود تصنيف عمرى لمثل هذه الأعمال أكد طارق أن الحالة الوحيدة التى كان يجب وضع عليها تصنيف عمرى أو تحذير هو مشهد مسلسل «الكابوس» عندما وجدت البطلة رأس ابنها مقطوعة فى لفافة قمامة، أما بقية الأعمال فليس من الضرورى أن تندرج تحت تصنيف عمرى. لكن الناقدة ماجدة موريس لها رأى مخالف فى هذه الظاهرة وترى أنه من الممكن أن تكون البدايات عامل جذب للجمهور، وممكن أيضا أن تصبح عامل تنفير، فكثير من المشاهدين ينفرون من مشاهد العنف والقتل، والدم ويلغون مشاهدتها تماماً فهذه البدايات يمكن أن نقول عنها سلاح ذو حدين. لكن يمكن الحكم على هذه المشاهد بعد متابعة مجريات الأحداث الدرامية للعمل فمثلا العنف فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» مقبول لأنه يوضح أنه تعرض لهذا من قبل رجال السلطة، بسبب مواقفه المعادية لهم، وكذلك فى مسلسل «حوارى بوخاريست» الذى تدور أحداثه فى أحد الأحياء الشعبية وهى معروفة بالعنف والبلطجة ومن الطبيعى أن يظهر هذا فى العمل. وأضافت أن معظم هذه المشاهد تمثل بدايات ساخنة للدخول فى الحدث بشكل مباشر وهو شىء صحيح من الناحية الدرامية ولا يعاب على صناع هذه الأعمال ظهور هذه المشاهد، لأن الواقع أصبح مليئًا بالعنف والجرائم، وأنه من المفترض أن يكون هناك تصنيف عمرى أو وضع تحذير فى بداية العمل، وكان التليفزيون قديماً يخضع الأعمال الدرامية للرقابة التليفزيونية، أما الآن فالأمر خرج بعيداً عن سيطرة التليفزيون لذلك لا توجد رقابة فالمشاهد هنا هو القائد.