قالت: كنت الأقل أجراً بين أبطال «ليالى الحلمية» «عندما قرأت أول مشهد ذهبت للاعتذار عن العمل» هكذا ردت «نازك السلحدار» أو الفنانة صفية العمرى فى حديثها عن ذكريات أفضل مسلسل درامى تم عرضه منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً وهو «ليالى الحلمية»، ورغم ذلك هى الآن مازلت تحيا على ذكرياته الجميلة، على حد قولها، وأشارت أن ترشيحها لدور «نازك» جاء من المخرج إسماعيل عبدالحافظ والمؤلف أسامة أنور عكاشة، وحينها أرسلا لها ثلاث حلقات لقراءتها، وكان أول مشهد تقرأه بينها وبين الراحلة هدى سلطان، التى كانت تقوم بدور حماتها والدة سليم، لكنها اعتذرت فى بادئ الأمر، خوفاً من كراهية الجمهور لها، وبالفعل ذهبت لمكتب عبدالحافظ واعتذرت له، فرفض اعتذارها حتى تستكمل قراءة باقى الحلقات، وبالفعل بدأ المسلسل يجذبها كلما تقرأ جزءاً، تجذبها الشخصية أكثر حتى أصبحت هى التى تتمسك بالدور، وقالت: «بدأنا التحضيرات للعمل وعقدنا «جلسات الترابيزة» على الشخصيات كثيراً وأصررت على أن أكون أنا من يلبس الشخصية فاخترت لها الملابس والإكسسوارات والقبعات والتيربونات حتى أننى كنت أسافر لباريس لشراء كل ما يلزم نازك السلحدار، وكنت أمتلك مخزناً كاملاً يحوى آلاف الأشياء الخاصة بشخصية نازك سواء ملابس أو مستلزمات»، وأضافت: أنها كانت تشترى الملابس وتستخسر أن ترتديها فى الحقيقة رغم غلاء سعرها، وكانت تفضل أن ترتديها نازك حتى تعيش مع الشخصية. وأكدت أنها لم تكن تعرف أن هناك نية لعمل أجزاء أخرى، بعد انتهاء الجزء الأول، ومع ذلك لم تخش من تقديم شخصية «نازك»، وهى مسنة لأنها أحبت الشخصية كثيراً بالإضافة إلى أنها كانت تقرأ كل الأدوار الأخرى، وكانت تحب الشخصيات المشاركة معها فى العمل وتحزن عندما تمر حلقة وليس هناك مشهد لها، وأضافت: إنها كانت تحب الأجزاء الرابع والخامس، لأنها كانت المرة الأولى لها فى تقديم دور لامرأة مسنة وكانت حريصة على تقدم الشخصية بشكل حقيقى وصادق، وكانت تضع لنفسها تجاعيد وترسم على يديها نمشاً حتى تظهر بمظهر صادق يحاكى السيدات فى هذا العمر، كما أنها كانت ترى فى هذين الجزءين الكثير من الطرافة، خاصة عندما أحبت شابا يصغرها بالعمر وتزوجته، وكانت سعيدة بتقديم العجوز المتصابية لأول مرة. وشددت العمرى على أنها لم تكن تجرؤ على تعديل أى جزء من السيناريو الذى كتبه أسامة أنور عكاشة، لأنها كانت هاوية تمثيل وليست محترفة لكى تضيف شيئاً على الشخصية، لكن كان لها رأى فى بعض الجمل الحوارية، وكانت تستأذن عكاشة وعبد الحافظ وكانا يوافقانها الرأى، مؤكدين لها أن ما تشعر به لابد أن تمثله على الفور، وأشارت إلى أنها كانت ترى الفنان صلاح السعدنى متمكناً جداً من أدائه وموهوباً بشكل متميز، وكان يضيف الكثير من الجمل والإيفيهات على شخصية «العمدة سليمان غانم» وكانت قدراته الفنية تساعده على ذلك ما أعطى للدور الكثير من الكوميديا والطرافة. وعن أجرها فى العمل أكدت أنها لم تتذكر فعلياً كم تقاضت عن هذا الدور، لكنها اكتشفت أنها كانت الأقل أجراً بين باقى فريق العمل، خاصة أنها ثبتت الأجر الذى تقاضته فى الجزء الأول على باقى الأجزاء، ولم تفكر أبداً مثلما يفعل الكثيرون أن ترفع أجرها على اعتبار أن فريق المسلسل مضطر لأنهم لا يمكنهم استبدالها، ولم تضع شروطاً حتى تكمل باقى الأجزاء، بل كانت تصرف ضعف ما تتقاضاه وربما أكثر من ذلك، لمجرد أنها أحبت الشخصية، لكنها فوجئت بأنها الأقل أجراً وعندما سألت عن السبب أجابوها ببساطة لأنك لم تطلبى زيادة الأجر، وكان الرد الذى فاجأها: «محدش قالك متطلبيش زيادة»، وبعدها قررت أن تبتعد عن تقديم أعمال تليفزيونية بعد ليالى الحلمية وقالت للتليفزيون «سعيكم مشكور». عن كواليس «الحلمية» صرحت العمرى بأن جيرانها اشتكو منها أثناء المسلسل لأنها كانت لا ترد السلام عليهم عند مقابلتهم، خاصة أنها كانت متفرغة تماما لقراءة دورها بتمعن، وكانت تسير فى الطريق لا ترى أحداً من جيرانها، وإذا سلموا عليها لا ترد فاعتقدوا أنها تتكابر عليهم، وهى غير واعية بشيء، حتى أنها عزفت عن قيادة سيارتها لتقرأ السيناريو وهى فى طريقها إلى الاستديو، وذلك لأنها كثيراً ما اخطأت الطريق وهى شاردة، كما كانت تسمع لنفسها بصوت عالٍ ما حفظته من دورها وعندما تقف فى الإشارات كان الناس يعتقدون أنها جُنت لأنها تحدث نفسها بصوت عال وتنفعل وحدها. أما عن زملائها فأكدت أنها كانت تربطها بالفنان يحيى الفخرانى، وصلاح السعدنى وكل فريق العمل علاقة صداقة ومحبة ورقى قوية جداً، وإن كانت دائمة تحبس نفسها فى غرفتها وتضع لافتة ممنوع الاقتراب، حتى لا يفصلها أحد عن تقمص الشخصية وكانت تبلّغ مساعدة المخرج ألا يستدعوها، إلا فى البروفة «الجينرال» وغير ذلك كانت المساعدة تمثل مكانها البروفات الأخرى. وعن تصريحاتها بأن الجمهور اعتقد أنها شخصية قوية فى الواقع من فرط تقمصها لدور «نازك السلحدار» أكدت أن نازك فيها الكثير منها فهى تقريباً تتعامل بنفس الطريقة فى منزلها، وتختار نفس ملابسها واكسسواراتها تقريباً حتى أن «التيربونات» - أغطية الرأس التى كانت ترتديها- كانت قبلها تستخدمها فى حياتها عندما كانت تضطر للخروج وشعرها مبلل، فكانت تربطها لتعطى شكلاً جميلاً لها دون الاستعانة بأحد.