الصور الأولى لوعاء ضغط المفاعل النووي بمحطة الضبعة    الرئيس ينحاز للشعب ضد الخزائن المفتوحة!    قطاع الدراسات العليا بجامعة عين شمس ينظم ورشة عمل بالتعاون مع بنك المعرفة    وزارة التضامن تقر حل جمعيتين في محافظة الغربية    استقرار أسعار الذهب فى الكويت.. وعيار 24 يسجل 40.375 دينار    محافظ قنا يلتقي رؤساء المدن والقرى استعدادًا لعقد جلسات التشاور المجتمعي    بسبب تراجع الانتاج المحلى…ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم بالأسواق والكيلو يتجاوز ال 500 جنيه    وزير الصناعة يؤكد ضرورة الالتزام بتفعيل قانون تفضيل المنتج المحلي بالمشتريات الحكومية    محافظ قنا يبحث مع «المصرية للتنمية الزراعية» دعم المزارعين    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    إيران تفرج عن ناقلة ترفع علم جزر مارشال    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على قانون للإفراج عن ملفات إبستين    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات "دبى الدولى للطيران 2025"    جلوب سوكر 2025.. رونالدو ينافس بنزيما على جائزة الأفضل في الشرق الأوسط    قائمة الفائزين بجائزة الكاف لأفضل لاعب أفريقي منذ 1992    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    30 ألف مشجع يساندون الأهلي أمام شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    أحمد عيد يقترب من الأهلي رغم منافسة الزمالك    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    ضبط مخدرات وأسلحة ب 105 ملايين جنيه ومصرع 6 عناصر إجرامية فى مواجهات مع الشرطة    «الأرصاد»: تقلبات خريفية وانخفاض الحرارة تدريجيًا بداية من الأحد    24 ساعة مرور، ضبط 139 ألف مخالفة و98 حالة تعاطي مخدرات بين السائقين    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    ضبط أكثر من 7 ملايين جنيه فى حملات مكافحة الاتجار بالنقد الأجنبى    ضبط 3 متهمين بقتل شاب لخلافات بين عائلتين بقنا    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    ياسمين رئيس تنضم لمسلسل «اسأل روحك» في رمضان 2026    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    كارثة طبيعية يُعيد اكتشاف كمال أبو رية بعد 40 عاما من مشواره الفني    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    وكيل صحة البحر الأحمر يتفقد مستشفى الغردقة العام    «الصحة»: فيروس «ماربورج» ينتقل عبر «خفافيش الفاكهة».. ومصر خالية تماما منه    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مقتل 8 أشخاص جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في فيتنام    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسماعيل عبدالحافظ يجيب عن سؤاله القديم: ومنين بييجى الشجن؟
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 09 - 2012

لم يكن مخرجا كباقى المخرجين، بل إنه لم يكن إنسانا عاديا، روحه الساحرة وابتسامته السمحة كانا يسبقانه إلى الاستوديو قبل أن يصل هو بجلبابه الأبيض المشهور، والذى أصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ من شخصيته بعد أن قدم أنجح أعماله بالتعاون مع شريك رحلة كفاحه وعمره الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة «ليالى الحليمة».
إنه الرائع عم إسماعيل عبدالحافظ، إحدى القامات الرفيعة والعلامات المؤثرة فى تاريخ الدراما العربية، قدم الراحل الكبير العديد والعديد من الملاحم الدرامية بوعى عميق وإحساس صادق وتوحد فريد مع طبيعة ومكونات الشخصية المصرية، فصارت تلك الملاحم جزءا لا يتجزأ من وجدان كل مصرى وعربى.
شوارع المحروسة كانت تكاد تخلو تماما عند إذاعتها.. وكانت كل أسرة مصرية من قبلى إلى بحرى تلتف حول الشاشات يملؤها الشجن والحنين والمتعة اللانهائية وهى تتابع تطور الأحداث فى هذه الأعمال، يعشقون الشخصيات التى رسمها عكاشة بدقة تجعلها تتطابق مع شخصيات الواقع.. بمعلمة من النادر أن يشاركه فيها كاتب آخر، حول عبدالحافظ تلك الشخصيات المكتوبة إلى كائنات من لحم ودم يتفاعل معها الجمهور يعشق بعضها ويأخذ موقفا من الأخرى ويلتمس الأعذار حينا.. زينب فى الشهد والدموع تلك المرأة التى أحبت وأخلصت، ولكن لأن حبيبها ابن صاحب الوكالة لم يكن فى مقامها، قامت الدنيا عليها ولم تقعد، ولم تستسلم زينب أخذت حبيبها، وأكملت مشوار تربية أبنائها رغم الظلم، وصارت تلك الشخصية أيقونة من أيقونات الدراما.
ونفس الحال شخصية دولت التى جسدتها الراحلة نوال أبو الفتوح، وصولا إلى العمدة صلاح السعدنى والباشا سليم ونازك السلحدار فى ليالى الحلمية، وزهرة وعلى والخواجة بشر هى شخصيات ملحمية رصد معها ومن خلالها عكاشة وعبدالحافظ كل التحولات التى عاشها المجتمع المصرى على المستويات السياسى والاقتصادى والاجتماعى، والأجمل فى إبداعه أن كل عناصره الفنية محفورة فى الأذهان من منا لم يضبط نفسه يدندن بلحن وكلمات أعماله «منين بييجى الرضا من الإيمان بالقضا، ماتسرسبيش ياسنينا من بين إيدينا»، «مين اللى قال الدنيا دى وسية»... «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى ورا نفس السراب كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب».
رحل عمدة الدراما وترك وراءه تراثا يعلم أجيالا كاملة معنى الإبداع وحب العمل.
◄◄عمدة الدراما وصانع النجوم بلا منافس
كتبت - هنا موسى
إسماعيل عبدالحافظ كان تميمة الحظ للعديد من الفنانين، فهو صانع النجوم بلا منازع، حيث أطلق إسماعيل عبدالحافظ الكثير من النجوم سواء من الوجوه الشابة أو من الفنانين الذين أعاد اكتشافهم فى أعماله الدرامية التى قدمها، وشكلت دررا فى تاريخ الدراما العربية، فمثلا نجده يقدم فى ملحمة «ليالى الحلمية» ما لا يعد ولا يحصى من النجوم الذين تصدروا المشهد بعد ذلك فى السينما والتليفزيون معا، حيث أكد على نجومية الفنان يحيى الفخرانى الذى قدمه فى دور جديد تماما عليه، وهو دور سليم باشا البدرى، وأيضا أعاد اكتشاف الفنان صلاح السعدنى فى دور العمدة سليمان غانم والذى كان من أهم الأعمال فى تاريخه الفنى، حيث لازمه لقب العمدة من وقتها وحتى الآن، وأيضا الفنانة صفية العمرى والتى ظهرت بدور نازك هانم السلحدار وهى أم لشباب كبار وكانت لأول مرة تجسد تلك المرحلة العمرية، لكنها كانت من أروع أدوارها التى ظلت فى أذهان جماهيرها حتى الآن.
كما رسخ عبدالحافظ فى هذا العمل أيضا أقدام عدد كبير من الوجوه الشابة وقتها ومنهم آثار الحكيم التى بزغ نجمها بقوة فى هذا العمل ومن بعدها أيضا إلهام شاهين التى استكملت الدور نفسه وهى دور «زهرة»، وأيضا الفنانون الشباب والذين صاروا نجوما بعد ذلك وهم ممدوح عبدالعليم وهشام سليم وشريف منير، حيث أعطاهم عبدالحافظ فرصة عمرهم فى هذا العمل الذى كتب أسماءهم بخيوط من ذهب فى تاريخ الدراما المصرية، ونفس الأمر بالنسبة للوجوه الصاعدة فى هذا الوقت الذين أخذوا مساحة أدوار صغيرة جدا فى هذا العمل لكن مؤثرة وفرقت معهم بقوة فى تاريخهم الفنى بعد ذلك مثل صابرين، ومنى زكى، ومحمد رياض، وطارق لطفى، وعبلة كامل، ومحيى الدين عبدالمحسن، وحنان شوقى.
وأيضا فى مسلسل «امرأة من زمن الحب» والذى لم يكن من أهم أعماله الدرامية، لكنه قدم للوسط الفنى أهم نجمين حاليا فى السينما النسائية والرجالية، وهم كريم عبدالعزيز، وياسمين عبدالعزيز، والذين يعدون حاليا أهم نجوم الشباك فى السينما فى الوقت الحالى إضافة إلى فتحى عبدالوهاب ومحمد رياض وجيهان فاضل.
كما أعاد إسماعيل عبدالحافظ اكتشاف الفنانين خالد زكى، ويوسف شعبان، وعفاف شعيب، ومحمود الجندى فى رائعته «الشهد والدموع» والتى تعد من أهم العلامات الفنية المميزة فى تاريخ الدراما المصرية والعربية أيضا، كما كان مسلسل «الوسية» بداية نجومية الفنان أحمد عبدالعزيز، الذى جعله يقوم ببطولة أهم الأعمال الدرامية بعد ذلك.
كما اكتشف فى مسلسل «أهالينا» النجمتين منى زكى، وصابرين، بعد أن أظهرهما فى مسلسل «ليالى الحلمية»، فجاء ليكمل نجوميتهما فى «أهالينا».
◄◄فنانون ومبدعون يرْثون المخرج والمبدع الكبير
كتب - العباس السكرى
استقبل فنانو ومبدعو مصر خبر وفاة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ بالذهول الشديد، واصفين الخبر ب«الصدمة» التى خيمت على مصر، معربين عن حزنهم الشديد تجاه رحيل المخرج، حيث وصفه الكاتب وحيد حامد بقوله «عاش مخلصا للبسطاء».
وتابع وحيد حامد فى تصريحاته ل«اليوم السابع» بأن الراحل الكبير كان رجلا وطنيا، انتماؤه الحقيقى للشعب المصرى وليس للسلطة الحاكمة أو أى فصيل سياسى، موضحا أن صورة الحارة المصرية التى أخرجها فى أعماله الفنية دليل على وطنيته، وجزء من شخصيته، التى عبر بها عن هموم وآمال الشعب المصرى.
ويصف الكاتب محمد صفاء عامر المخرج الراحل ب«الإنسان»، قائلا: «صفاته الإنسانية ممتازة، لم يكن يعرف التكبر أو الغطرسة، رغم كونه من أهم مخرجى مصر الذين أثروا الدراما إضافات كثيرة».
ولفت صفاء عامر إلى أنه فور وقوع الخبر على مسامعه انتابته أشد نوبات الحزن والأسى، مؤكدا أنه توجه لزيارته قبل مغادرته إلى فرنسا بأيام قليلة.
وطالب الفنان يوسف شعبان الدولة بعمل تمثالين الأول للمخرج إسماعيل عبدالحافظ والثانى للكاتب أسامة أنور عكاشة، مؤكدا على أن الاثنين من أهم فرسان الدراما المصرية اللذين وضعا قواعدها وأسسها فى العالم العربى ككل.
واعتبر يوسف شعبان وفاة إسماعيل عبدالحافظ خسارة لا تعوض والمفردات لا تكفى لرثائه، قائلا: «هربت ألفاظ الرثاء من فمى تجاه هذا المبدع، وعزاؤنا الوحيد كفنانين أن أعمال هذا المبدع مازالت فى تراث التليفزيون المصرى وسيتعلم منها أجيال كثيرة».
بينما اعترفت الفنانة صابرين بتقصيرها الشديد تجاه المخرج فى الفترة الأخيرة، لكونها لم تزره أثناء مرضه الأخير، مبدية حزنها الشديد على رحيله، قائلة: «الحزن وحده لا يكفى».
وكشفت صابرين عن أن أبناء جيلها تعلموا الثقافة الفنية والسياسية من المخرج الراحل أثناء أعمالهم معه، موضحة أنه كان اشتراكيا من الدرجة الأولى يحمل بين جوانحه قلب طفل وعقل رجل حكيم ومشاعر ممزوجة بالحب والرحمة تجاه الجميع.
ووجهت الفنانة سميرة أحمد عزاء لجموع الفنانين المصريين على وفاة المخرج، وأكدت على أنه لن يأتى مخرج بروعة وقيمة إسماعيل عبدالحافظ.
وتضيف سميرة أحمد قائلة: «ربطتنى بالمخرج أواصر صداقة قوية وقدمنا معا عدة أعمال أبرزها مسلسل امرأة من زمن الحب».
وترحم النجم هشام سليم على المخرج الراحل، داعيا أن يتغمده الله بواسع رحمته جزاء ما قدم من أعمال خالدة فى ذاكرة الدراما المصرية.
◄◄«الوارثون».. حلم المخرج الذى لم يتحقق
كتب - جمال عبدالناصر
رحل المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ دون أن يقدم حلمه الأخير وهو الجزء الثانى من مسلسل «الوسية» الذى يحمل عنوان «الوارثون» كما وعد صاحب القصة الاقتصادى الكبير دكتور خليل حسن خليل.
قدم عبدالحافظ قصة الفلاح المصرى الذى عانى فى عهد الباشاوات من الظلم والقهر والفقر ونهب الحقوق إلا أن هذا الفلاح ناضل حتى أصبح دكتورا فى إحدى جامعات ألمانيا، وهذا ما لم يظهر فى المسلسل، حيث إنه كان من المفترض أن يكون هناك جزء ثان باسم «الوارثون» يتناول فيه الفترة من 1952 وحتى عام 1970 تلك الفترة التى كان سيغوص فيها المسلسل فى المشكلة الاجتماعية، ويطرح تساؤلات عديدة هى «هل تغيرت «الوسية»؟ و«هل التغيير ثورة حقيقية؟ أم أنها انقلبت إلى وسايا من نوع جديد؟».
وكان سيدمج الجزء الثالث أيضا من الرواية المعروف ب«السلطنة» فى الجزء الثانى من المسلسل، وهى الفترة من 1970 وحتى عام 1981 وهى فترة ما بين وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر واغتيال الرئيس محمد أنور السادات، وما نتج من تطورات جذرية فى سلوكيات وأفكار واتجاهات الشعب المصرى، وما عاناه خلال تلك الفترة وكان يفكر الراحل فى إضافة مرحلة الثورة المصرية الأخيرة، وأنها جاءت نتاج تحويل مصر ل«وسية» كبيرة ورثها الوارثون.
◄◄حزن على الراحل فى مهرجان الإسكندرية
الإسكندرية - محمود التركى
سادت حالة من الحزن فى كواليس مهرجان الإسكندرية السينمائى بعد وفاة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، خصوصا مع مشاركة النجم صلاح السعدنى فى المهرجان حيث تربطه بالمبدع الراحل علاقة صداقة قوية، كما أنه سبق أن عمل معه فى العديد من المسلسلات الناجحة والبارزة فى تاريخ الدراما المصرية. وتتواصل لليوم الثالث فعاليات الدورة ال28 لمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى حيث أقيمت خلال اليومين الماضيين العديد من عروض الأفلام والندوات الهامة أبرزها ندوة السينما وحقوق الإنسان قبل وبعد ثورات الربيع العربى، والتى أدارها الكاتب محفوظ عبدالرحمن، وتغيبت الفنانة بوسى عن حضور الندوة رغم أنها كانت من المتحدثين وواحدة من الفنانين المكرمين فى حقوق الإنسان، وأيضا الناقد أسامة صفار، واقتصر الحضور على المخرج المغربى عز العرب العلوى، والدكتور أشرف توفيق، رئيس قسم السيناريو بالمعهد العالى للسينما. وشهد المهرجان أيضا عرض مجموعة أفلام عن الثورة السورية التى تعرض تدعيما لهذه الثورة وللاحتفاء بنجوم دعمت الثورة فى سوريا من الفنانين الشرفاء ومنهم الفنانة واحة الراهب.
◄◄رحلة الشهد والدموع بدأت بالإبداع وانتهت بتخلى الدولة عن علاج «عبدالحافظ».. الرئاسة طالبت النقابة الطبية أولا .. ووزير الإعلام تجاهل طلب النقابة بمساعدة المخرج الكبير
كتب - العباس السكرى
بقدر ما عشق المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ مصر من قصورها إلى حواريها وتأثر بها وأثر فيها، بقدر ما تخلت عنه الدولة وتقاعست فى علاجه أيام مرضه الأخيرة، حيث رحل أهم مخرجى الدراما المصرية عن عالمنا، أمس الأول الخميس، بأحد المستشفيات الفرنسية، بعد رحلة أثرى خلالها الشاشة الصغيرة بأعمال مميزة فى الحقل الدرامى.
رفض تقييد حريته فأبحر من خلال أعماله فى واقع الحارة الشعبية برومانسيتها وشهامتها ووطنية رجالها، وأبرز نماذجها الطيبة التى توخت فى تضحية أبنائها من أجل تحرر البلاد من الإنجليز بمظاهر الثورات التى أشعلت ضمائر البشر داخل الوطن العربى.
اجتاحته عواصف الحب فانفعل خلف الكاميرا بالخير والشر وأظهره على الشاشة فى صورة الرجل والأنثى، ولعل مسلسل «خالتى صفية والدير» بطولة بوسى وممدوح عبدالعليم، رسالة تحمل مضمونا كبيرا، حيث تحولت المرأة العاشقة إلى أنثى ترغب فى الانتقام بعد إهدار كرامتها فى الحب.
قبض إسماعيل عبدالحافظ على جمرات النار طوال رحلته الإبداعية بغوصه فى هموم الوطن والمواطن المصرى، بتقديمه مسلسل «ليالى الحلمية» مع توأمه الفنى والإنسانى الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، واستطاعا رصد حقبات زمنية من أهم تاريخ مصر فى تلك الفترة.
وبما أن المخرج الكبير ينتمى لجيل ثورة يوليو ويؤمن بالقومية العربية، حرص على تقديم وثيقة «الشهد والدموع» بطولة يوسف شعبان، ليدلل بها على عظمة الثورة وما تبعها من أحداث فى هذا العصر من تأميم ممتلكات وأراض وقصور، وأيضا مسلسل «عدى النهار» بطولة صلاح السعدنى.
ولم تكتف كاميرا إسماعيل عبدالحافظ بتقديم أعمال من نوعية واحدة، بل قدم الدراما بكل أنواعها الاجتماعية والسياسية والشعبية والصعيدية، على رأسها مسلسلات «الشهد والدموع، ليالى الحلمية بأجزائها الخمسة، امرأة من زمن الحب، خالتى صفية والدير، سامحونى مكنش قصدى، حدائق الشيطان، المصراوية، إضافة إلى آخر أعماله ابن ليل».
وخلال فترة تلقيه علاجه فى مستشفى السلام الدولى تخلت الدولة عنه وتجاهلت ما قدمه المبدع طوال حياته للتليفزيون الدولة وللعالم المصرى، وطالبت نقابة المهن السينمائية وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وثروت مكى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالمساهمة فى علاج المخرج الكبير كتقدير لمسيرته الفنية، لكن تخاذلت وزارة الإعلام والتليفزيون فى الرد على النقابة.
وعقب تدهور حالة المخرج الصحية أمر الأطباء بسرعة علاجه فى أحد المستشفيات بفرنسا، وهاتف ابنه الفنان محمد عبدالحافظ نقابة السينمائيين لكى يسهلوا إجراءات الطائرة الخاصة التى ستنقله لفرنسا، وخاطبت النقابة شركة صوت القاهرة وقام سعد عباس بتوفير «150» ألف جنيه من أجر المخرج على مسلسله الأخير «ابن ليل» الذى أنتجته الشركة، كما خاطبت النقابة محمد صابر عرب وزير الثقافة لإبلاغ الرئاسة بالأمر، وتدخل عمرو الليثى فى القضية، وصرح بأنه تحدث مع المتحدث الرسمى للرئاسة ياسر على عن توفير طائرة للمخرج، وعقب إبلاغه طالب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية تقارير طبية تثبت سرعة سفره للخارج، وقام الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين بإرسالها لرئاسة الجمهورية على أمل أن يتلقى ردا سريعا حول تجهيز طائرة خاصة لنقل المخرج، لكن كان الصمت جوابهم.
وسافر المخرج الكبير الراحل على نفقته الخاصة لباريس بعدما ساءت حالته الصحية، وتخاذلت الدولة عن علاجه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.