تتجه حركة حماس الفلسطينية للموافقة على مقترح قطرى ترعاه تركيا فى الأممالمتحدة، ينص على فترة تهدئة طويلة مع إسرائيل، قد تمتد لخمس سنوات قابلة للتجديد، مقابل إنشاء ميناء بحرى عائم فى غزة، تحت رقابة دولية، إلى جانب تخفيف الحصار والعمل على إعادة الإعمار. يأتى هذ المقترح بالتزامن مع ظهور بوادر تقارب بين مصر وحماس، حيث تم توقيع إتفاق أمنى يقضى بضبط الحدود، وأن تتعاون حماس فى كل الأمور التى تتعلق بالأمن القومى المصرى. وفى سياق متصل كانت السلطات المصرية قد قررت فتح معبر رفح فى الإتجاهين،وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسى بتمديد عمل المعبر فى الإتجاهين حتى نهاية الأسبوع. فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، إن الرئيس الأمريكى "أوباما" قال فى أكثر من مناسبة إن الفترة المتبقية من عمر ولايته، سوف تخصص لأمرين الأول هو توقيع الإتفاق النووى مع إيران، والثانى هو الصراع العربى الإسرائيلى، حيث يحاول أن يجد حلا لهذه القضية قبل أن تنتهى فترة رئاسته، وينتقل إلى ذاكرة التاريخ. وأضاف فهمى إن الرئيس الأمريكى بالفعل أنجز الإتفاق الإطارى مع إيران، وإلتقى بقيادات دول الخليج لطمأنتها على علاقاتها ببلاده، ومن المقرر أن يوقع الإتفاق النهائى مع طهران، خلال شهر يونيو الجارى. وأضاف رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، إنه فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى هناك تحركات أمريكية فى هذا الصدد، بدأت بزيارات وزير الخارجية جون كيرى للمنطقة، وعلى جانب أخر تم طمأنة إسرائيل بتسليحها بأحدث طائرة أمريكية مقاتلة" إف 35"، حسب تصريح جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى، الذى قال إن بلاده حريصة على تسليح وتأمين تل أبيب، بكل الطرق إبان الإحتفالات بعيد إقامة الدولة العبرية. وأوضح أستاذ العلوم السياسية إن تبنى قطر وتدعيم تركيا لهذا المقترح، يعنى أنه صادر من البيت الأبيض، ومرضى عنه لدى واشنطن وتل أبيب وباقى العواصمالغربية، لافتا إلى أنه من الطبيعى أن تقبله حركة حماس الإخوانية، التى لا يخفى على أحد علاقاتها بقطروتركيا وأمريكا وإسرائيل. ومن جانبه قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى سوريا، إن هذا الإتفاق يمكن إعتباره إنقلابا على الإتفاق الذى تم فى أغسطس الماضى، برعاية مصرية، وكان هدف القاهرة وقتها ليس فقط إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى إستمرت أكثر من 50 يوما، ولكن كان هدف القاهرة هو إنهاء الصراع بشكل يؤدى إلى تسوية حقيقية، لافتا إلى أن خلافات حماس مع السلطة الفلسطينية ومع القاهرة، أدت لعدم إستكمال المباحثات. وأضاف بدر إن قرار مصر بتوقيع إتفاق أمنى مع حماس، لحماية الحدود والأمن القومى، يهدف لإثبات حسن النوايا، وإستعداد القاهرة لقبول التفاوض مع حماس، من أجل مصلحة القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس والسلطة الشرعية لا تثق فى أى إتفاق لا ترعاه القاهرة، التى تسعى للوصول إلى حل دائم وتسوية نهائية وشاملة، وبالتالى لابد من فتح قنوات الحوار والتقارب بين مصر وحماس، بهدف تحقيق توافق بين الفصائل الفلسطينية وبعضها البعض برعاية مصرية. وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أنه لا يمكن التوصل لحل مؤقت أو نهائى، بدون تحقيق هذا الوفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن تدخل القاهرة بات ضرويا لتحقيق هذا التوافق، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الكبرى لا ترعى أى إتفاق دون أن تكون القاهرة طرفا فيه، فى حين تحاول كلا من قطروتركيا أن تجد لنفسها دور زعامى فى المنطقة، بدون وجه حق .