سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. سمير غطاس ل اخبار اليوم : احذروا.. مؤامرة أمريكية لإقامة إمارة إخوانية في غزة وسيناء الإخوان فقدوا القدرة علي الحشد.. ويلجأون الآن للتخريب الاقتصادي
حذر د. سمير غطاس مدير منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية من وجود مؤامرة حمساوية تركية قطرية برعاية أمريكية إسرائيلية علي مصر من خلال الحرب الدائرة الآن في غزة، كاشفا عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي لإقامة إمارة إخوانية علي الحدود الشرقية لمصر.. وأكد د. غطاس في حوار مع »أخبار اليوم« أن مصر هي المستهدفة من العدوان الإسرائيلي علي غزة، مشيرا إلي أن المؤامرة الإخوانية تهدف إلي أن يكون معبر رفح تحت وصاية أمريكية، وهو خط أحمر مصري لن تسمح مصر بالاقتراب منه وليس فقط تجاوزه، لانه يمس السيادة المصرية. وأوضح د. غطاس أن الحرب علي قطاع غزة كشفت بجلاء ووضوح عن أن قرار حماس ليس قرارا وطنيا فلسطينيا خالصا، وإنما هو مرتبط بمشروع «إخوانجي» أكبر غير وطني وغير فلسطيني ولا علاقة له بفلسطين، ومرتبط أيضا بتحالفها مع قطروتركيا الرامي لخدمة مشروع جماعة الإخوان. علي مدي أكثر من 25 يوما، تتواصل الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة، ويبدو أن إسرائيل وحماس تصران علي استمرارها حتي تتحقق أهدافهما.. كيف تري هذه الحرب ؟.. وهل هناك جديد في مسار هذه الحرب ؟ هذه الحرب ليست الأولي ، ورغم أن إسرائيل تسعي إلي أن تكون الأخيرة، إلا أنها لن تكون الأخيرة ، فمادام هناك احتلال فهناك مقاومة وإن تعددت أشكال المقاومة، وهذه الحرب تبدو واحدة من الحروب الأكثر شراسة، الخسائر البشرية الفلسطينية هائلة حتي الآن، حيث أسفرت عن أكثر من 1400 شهيد، وأكثر من 7000 جريح، وتم هدم ما يقرب من 25 ألف منزل،والخدمات الإنسانية انقطعت تماما. كما انقطعت الكهرباء والمياه ،وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني في رسالة موجهة إلي الأممالمتحدة إلي إعلان غزة منطقة كوارث إنسانية مما يستوجب فتح ممرات إنسانية لتوصيل مواد الإغاثة الضرورية إلي قطاع غزة، ويبدو أن هذه الحرب ستستمر في الأيام القادمة، فقد قامت إسرائيل بإستدعاء 16 ألف جندي احتياط، ونوهت في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر إلي أنها ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية. أما فيما يتعلق بالتطورات السياسية فهي تشهد جديدا، حيث وافقت الفصائل الفلسطينية علي تشكيل وفد مشترك تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أبلغ رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أبومازن بموافقة الفصائل الفلسطينية علي تشكيل وفد يأتي إلي القاهرة لبحث وقف إطلاق النار، وتوسيع المبادرة المصرية حتي تتضمن بعض المطالب الفلسطينية الهامة والضرورية للتوصل إلي إتفاق تسوية جديد يتم تطبيقه علي أرض الواقع. أهداف غير معلنة وماذا عن أهداف إسرائيل وحماس من وراء هذه الحرب ؟ - هناك أهداف معلنة وأهداف غير معلنة، الأهداف المعلنة معروفة وهي تتمثل في رفع الحصار الإسرائيلي الظالم علي قطاع غزة، وهذا هدف كل الفصائل الفلسطينية وكذلك هدف منظمة التحرير الفلسطينية ومصر، لكن لا يخفي علي أحد أن حماس جزء وربما أهم فروع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لذا فإن قراراتها وإدارتها لهذه الحرب مرتبطة إرتباطا عضويا ومباشرة بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان. كما أنها مرتبطة أيضا بشكل كبير جدا بدولتي قطروتركيا. وهنا أود الإشارة إلي مسألة في غاية الاهمية والخطورة تتعلق بمشروع أمريكي تحاول إدارة أوباما تمريره من خلال الحرب الدائرة الآن في غزة، وهو إقامة إمارة إخوانية علي الحدود الشرقية لمصر تعويضا للولايات المتحدةالأمريكية عن خسارتها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث أن أمريكا منذ ثورة 30 يونيو وهي تسعي جاهدة لإعادة إدماج الإخوان المسلمين مرة أخري في الحياة السياسية المصرية. ربما تخلت عن الرئيس المعزول محمد مرسي وذلك طبقا لما ورد في خطاب الرئيس أوباما في دورة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة الأخيرة والذي أشار فيه إلي أن مرسي خيب الآمال وفشل في حكم مصر، وكان ذلك إشارة إلي تخلي أمريكا عن مرسي لكن في نفس الوقت لم تتخل الاستراتيجية الأمريكية حتي يومنا هذا وربما في المستقبل القريب عن محاولة إدماج جماعة الإخوان المسلمين مرة أخري في الحياة السياسية المصرية باعتبارهم أي الإخوان رصيدا استراتيجيا مهما للغاية لأمريكا، جربته في عهد حكم مرسي، وخدم الاستراتيجية الأمريكية كما لم يخدمها أحد، وبالتالي حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية مرارا الضغط علي مصر حتي تعيد الإخوان المسلمين إلي الساحة السياسية في مصر، تارة بالضغط الاقتصادي والتهديد بقطع المعونة أو تقليصها، وتارة أخري بالضغط العسكري من خلال حرمان مصر من صفقات عسكرية وحجز طائرات الأباتشي التي كانت في طور الصيانة بالولاياتالمتحدة، لكن كل ذلك فشل، وهنا لجأت أمريكا إلي الباب الخلفي لمحاولة إقامة إمارة إخوانية في قطاع غزة، وهذا الأمر بات واضحا تماما. المبادرة المصرية في الأيام الأولي للعدوان الإسرائيلي علي غزة، خرجت المبادرة المصرية الداعية لوقف إطلاق النار، وقد أبدت إسرائيل موافقتها علي هذه المبادرة غير أن حماس رفضتها.. فما تحليلك لمواقف الأطراف المختلفة من المبادرة المصرية ؟ حتي نقف علي جوهر الموقف المصري وردود الفعل تجاه هذا الموقف، لابد أن نستعيد شريط الأحداث مرة أخري، فمصر تدرك منذ البداية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول دمج كل من قطروتركيا في التسوية الجديدة حتي تكون لهما موطأ قدم في قطاع غزة، ولا يخفي علي أحد أن قطاع غزة هو البوابة الشرقية لمصر وعمقها الاستراتيجي، وكل حدث يحدث في غزة يؤثرا تأثيرا مباشرا علي الأمن القومي المصري، وإدراكا من الموقف المصري بخطورة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الخطير للغاية بادرت مصر قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة إلي إعلان مبادرتها، مما دفع كيري إلي تأجيل زيارته، ومرة أخري وبعد أسبوعين تقريبا أعلن جون كيري أنه سوف يتوجه إلي القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة عبر تعديل المبادرة المصرية، فاستبقت القاهرة الزيارة، وأكدت أن مبادرتها مغلقة، ولن تعيد فتحها لاي سبب من الأسباب مما دفع جون كيري إلي تأجيل زيارته للمرة الثانية ، وفي المرة الثالثة وفي أعقاب تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وفي ظل ارتفاع حجم الخسائر الفلسطينية وأيضا الإسرائيلية حضر جون كيري إلي مصر، وغادر إلي تل أبيب، وعاد إلي مصر مرة أخري، وأعلن أن هناك هدنة لمدة سبعة أيام رفضتها إسرائيل، لكن المشروع الأمريكي بقي كما هو، وحاول كيري الالتفاف علي الموقف المصري وطلب من السلطات الفرنسية تنظيم مؤتمر في باريس لبحث وقف إطلاق النار في غزة، وفي هذا المؤتمر انكشف المشروع الأمريكي بالكامل عندما جري استبعاد مصر ومنظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية من هذا المؤتمر، وجري تعويضهما باستدعاء قطروتركيا وهما لا علاقة لهما بالصراع غير أنهما يمثلان أحد أجنحة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وبالتالي عقد المؤتمر في باريس وفشل فشلا ذريعا في عقد أي إتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، وفشل المؤتمر في تحسين الوضع علي أرض الواقع، ولم يستجب لأي من الشروط الفلسطينية، وبالتالي وجدت الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها مجبرة علي العودة مرة أخري إلي مصر. فصائل المقاومة وهل تتفق فصائل المقاومة الفلسطينية علي موقف واحد تجاه موقف مصر من الأحداث ومبادرتها ؟ بالطبع « لا»، فكل من يراقب الأحداث والتطورات التي تشهدها غزة يدرك أن حماس هي من تقف ضد موقف مصر ومبادرتها، وتريد أن تحل قطروتركيا محل مصر، وهو أمر ترفضه بعض الفصائل الفلسطينية الأخري، وهنا أود الإشارة إلي بعض الملاحظات التي لاحظتها بعض الفصائل الفلسطينية مثل حركة الجهاد الإسلامي، والتي أدركت المخطط الخطير الذي يريد إبعاد مصر عن القضية الفلسطينية وتحجيم دورها لصالح قطروتركيا، وإدراكا من حركة الجهاد الإسلامي لهذا المخطط الخطير للغاية صدر منها ثلاثة تعبيرات أو إشارات في عدة بيانات وتصريحات يجب أن نبرزها ، الإشارة الأولي تتمثل في تأكيدها علي أن مصر هي صاحبة الحق الأصيل في عقد أي تسوية لوقف إطلاق النار، ولا يوجد غير مصر يمكن أن يقوم بهذا الدور، وذلك خلافا لموقف حماس، والتي بدأت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة اتصالاتها بتركيا عبر خالد مشعل المتواجد في قطر حتي يتوسط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدي إسرائيل حتي تتجاوز الدور المصري. والإشارة الثانية التي أعلنتها حركة الجهاد الإسلامي تتعلق برفضها لما سمي بالمبادرة القطرية التي حاولت أن تستدعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكون راعية أو محكمة لأي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها ترفض بشدة أن تكون أمريكا راعية او محكمة لهذا الاتفاق انطلاقا من فهم وإدراك الفلسطينيين بأن أمريكا هي طرف أصيل في العدوان الغاشم الذي يشن علي قطاع غزة، ولذلك رفضت حركة الجهاد الإسلامي هذا المشروع القطري الحمساوي الإخواني. أما الإشارة الثالثة فتتمثل في الإعلان الذي صدر عن السيد رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الذي أكد فيه علي أنه يجب علي الأخوة في حركة حماس أن ينتبهوا إلي خصوصية الوضع الفلسطيني، وكانت هذه أول إشارة فلسطينية علنية من قبل فصائل المقاومة تتوجه إلي حماس حتي يكون المعيار الأول والأساسي لها هو المسألة الوطنية الفلسطينية ومصلحة القضية الفلسطينية، وليس الارتباط بالإخوان المسلمين أو التحالفات الإقليمية المتمثلة في تركياوقطر، وهذا كله يعني أن موقف الفصائل الفلسطينية أفشل ما سمي بالمبادرة القطرية والمشروع الأمريكي، وأيضا نبه الفلسطينيين إلي ضرورة الاحتكام للمعيار الوطني الفلسطيني وليس لاي اعتبار آخر. وهنا أعيد وأذكر الجميع بأنه رغم ما تسببه الحرب الدائرة الآن من معاناة شديدة يتكبدها الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال الذين وصل عدد الشهداء منهم إلي أكثر من 350 شهيدا إلا أنها كشفت بجلاء ووضوح عن أن قرار حماس ليس قرارا وطنيا فلسطينيا خالصا، وإنما هو مرتبط بمشروع «إخوانجي» أكبر غير وطني وغير فلسطيني ولا علاقة له بفلسطين، ومرتبط أيضا بالتحالفات الإقليمية التي حاولت حماس أن تستخدمها لخدمة مشروعها الإخواني. مؤامرة علي مصر خرجت عدة تصريحات منسوبة إليكم تؤكدون فيها علي وجود مؤامرة علي مصر وراء العدوان الإسرائيلي علي غزة.. كيف ذلك ؟ بالتأكيد مصر هي المستهدفة من هذه الحرب،وهدف المؤامرة الحقيقي هو فتح معبر رفح،وهذا هو المشروع الإخواني الحقيقي ،والذي يسعي إلي أن يكون معبر رفح تحت وصاية أمريكية،وهذا الأمر بلاشك خط أحمر مصري لن تسمح مصر بالاقتراب منه وليس فقط تجاوزه، لان هذا يمس السيادة المصرية، ونشيرهنا إلي أنه في الوقت الذي قالت فيه مصر إن مبادرتها مغلقة، كانت تعني أنها مغلقة أمام هذا المشروع الأمريكي القطري التركي الإخواني ،وفي نفس الوقت أبدت مصر مرونة للمطالب الفلسطينية منذ اليوم الأول حتي تحقن دماء الفلسطينيين، ويجب أن يعي الجميع أن الخاسر الأول في هذه الحرب هو الشعب الفلسطيني وخاصة المواطنين في غزة الذين عادة ما يدفعون فاتورة العدوان وهذه المرة الفاتورة مثقلة والحساب مازال مفتوحا، لذا كان من الضروري علي الفلسطينيين الألتفاف حول المبادرة المصرية، ولاسيما وأن أهداف إسرائيل في المرحلة الأولي كانت تنحصر في العودة إلي تفاهمات 25 نوفمبر2012 التي وقع عليها في القاهرة خالد مشعل برعاية مرسي ووقتها تم تصوير هذا الأمر علي أنه انتصار قوي، ودخل مشعل غزة ثلاثة أيام بوساطة من الرئيس المعزول مرسي، واحتفل بأنه نصر مبين،وهو نفس الاتفاق الذي تضمنته المبادرة المصرية ورفضته حماس ووصفته بأنه اتفاق خضوع. والحقيقة أنه رغم العناد الذي أظهرته حماس وتطاولها المستمر علي مصر وعلي المبادرة المصرية ورهانها علي قطروتركيا وعلي الإخوان المسلمين إلا أنه لابد أن يعي الجميع أن المسار الذي تسلكه حماس لن يوقف آلة العدوان الإسرائيلي ولن يحقق أي إنجاز للقضية الفلسطينية، فلا فائدة من وراء الرهان علي قطر أو تركيا أو الإخوان أو أمريكا، فلا حل ولا تسوية إلا من خلال مصر. وماذا عما يتردد عن وجود مشروع أمريكي- صهيوني لفصل قطاع غزة عن الضفة بشكل نهائي ؟ هذا الأمر يقودنا إلي العودة إلي المطالب الثلاثة التي كانت مصر تطالب بها عند التوصل لأي إتفاق تسوية، الأول تصحيح الخطأ التاريخي الذي كان يتم في السابق والمتمثل في محاولة عقد إتفاق تسوية بين حماس وإسرائيل، حيث تطالب مصر بأن يكون الاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، ومن ثم فإن تكريس هذا الأمر والتعامل مع السلطة الفلسطينية في أي اتفاق يعني ضرب المشروع الإسرائيلي الأمريكي لفصل غزة عن الضفة، لذا اشترطت مصر أن يكون الاتفاق عبر منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية وليس أي فصيل آخر ،وهذا الأمر ليس موجها ضد حماس ولا أي فصيل آخر وانما موجه لإسرائيل والمشروع الأمريكي الذي يسعي إلي فصل قطاع غزة عن الضفة ،وهنا ينبغي أن يعي الجميع أن أحد أهداف إسرائيل منذ بداية الحرب هو ضرب الوحدة بين الفصائل الفلسطينية وضرب المصالحة التي تمت ، فمنذ البداية تحدث نتنياهو عن ضرورة فك الارتباط بين حماس وفتح، وبالتالي فإن مطلب مصر في هذا الشأن يأتي تحقيقا لمصلحة القضية الفلسطينية، ويجب أن تتخلي الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها حماس عن نزعتها «الفصائلية». التي تقيس الأمور بمعيار فصائلي ضيق لا يراعي المصلحة الفلسطينية، ومسئولية مصر هنا أن تستدعي منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية حتي تضرب المشروع الأمريكي الإسرائيلي الرامي إلي تكريس الانفصال بين غزة والضفة. ويتمثل المطلب الثاني الذي طالبت به مصر في أن يتفق الفلسطينيون علي مطالب معينة، وتقوم مصر بدورها في تبني هذه المطالب ،وتكون طرفا مع الفلسطينيين في مواجهة الإسرائيليين. أما المطلب الثالث فهو ألا يمس أي اتفاق يتم التوصل إليه السيادة المصرية، وهذه المسألة خط أحمر مصري لا تقبل مصر الاقتراب منه. الحدود الملتهبة ننتقل إلي قضية الحدود المصرية الملتهبة والتي تشهد تهديدات متواصلة، قديما كان الخطر يأتي إلي مصر عبر البوابة الشرقية أما الآن أصبح الخطر يأتيها من الشرق والغرب والجنوب.. كيف تري هذا الأمر؟ بالفعل، لأول مرة في تاريخ مصر المعاصر تكون حدود مصر الثلاثة مصدر تهديد لها ولأمنها القومي،ففي الشرق يوجد فرع للإخوان المسلمين حماس وهناك علاقة وطيدة بين الإرهاب الموجود في سيناء وبين الجماعات الإرهابية في غزة برعاية حماس، وفي الغرب وبعد سقوط نظام القذافي غير المأسوف عليه تم تفكيك ليبيا، وتتواجد في ليبيا تنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي لها علاقة وطيدة بجماعة الإخوان، وقد أقيمت في ليبيا معسكرات تدريب لشباب الإخوان، مع العلم أن الحدود المصرية الليبية تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر، ومن ثم يصعب ضبطها بشكل كبير، ومع ذلك تحاول مصر ضبط هذه الحدود، ولكن هذا لايمنع من تسلل بعض العناصر الإرهابية إلي الأراضي المصرية، وفي الجنوب حدودنا مع السودان شائكة، وقبل شهر ونصف تم مطاردة 4 سيارات كان عليها إرهابيون ونجحوا في الهرب، ولا استبعد أن تكون العملية الإرهابية التي حدثت في الفرافرة لها علاقة بحدودنا الغربية والجنوبية. وماذا عما يقال عن الجيش المصري الحر ؟ هذه خرافة لا أساس ولا وجود لها، ولا يوجد شيء اسمه الجيش المصري الحر، والأمر لا يتعدي 400 فرد. وهل تؤيد فكرة التدخل العسكري داخل ليبيا لضرب معاقل الإرهاربيين؟ هذا حق مكفول لدول كثيرة، وهو حق لمصر، وأذكر هنا أن أمريكا تستخدم طائرات بدون طيار في أفغانستان وباكستان، واستخدمت هذا الحق في ليبيا عندما خطفت من داخل ليبيا أبو أنس الليبي ، واستخدمته فرنسا عندما تدخلت في مالي، وبالتالي هذا الحق مكفول لمصر، ولا أحد يناقشها فيه، فعندما تكون هناك دول في الجوار مثل ليبيا المفككة أو حتي السودان لا تراعي حرمة الحدود وطبقا للقانون الدولي فإن مصر لها الحق في مطاردة العناصر الإرهابية خلف حدودها، فقواعد الأمن القومي تقول إن الأمن القومي المصري لا يتم الحفاظ عليه داخل الحدود المصرية فقط ولكن خارجها أيضا، ولا يجب أن تتواني مصر في إتخاذ ما يضمن أمن مواطنيها. فض رابعة وما توقعاتك للذكري الاولي لفض تجمع رابعة الارهابي يوم 14 أغسطس المقبل ؟.. وماذا تبقي من جماعة الإخوان في مصر ؟.. وما مدي خطورتهم ؟ لا يوجد أدني دور يمكن أن تلعبه جماعة الإخوان في مصر، ولا أهمية لاي تهديد تعلن عنه الجماعة، وقد سبق لها أن أطلقت عدة تهديدات بالزحف علي ميدان التحرير وميادين وشوارع مصر، وفشلت في كل مرة، نحن نشهد انحسارا شديدا في قدرة الإخوان علي الحشد، وهم الآن يتجمعون فقط بالعشرات والمئات في مناطق معينة مثل المطرية وعين شمس وحلوان وعادة ما يفرون في مواجهة الشرطة والمواطنين. ومن ثم لم يعد للإخوان أي قدرة علي الحشد إلي جانب ان العمل الإرهابي يتراجع وليس متقدما، لذا تلجأ جماعة الإخوان إلي التخريب الاقتصادي وتدمير أبراج الكهرباء وهي محاولا يائسة من التنظيم الدولي لضرب الاستقرار، وفي ذكري فض رابعة لن يحدث سوي مظاهرات رمزية ومحدودة. وأخيرا.. كيف تري ما تمثله جماعات «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر » و«داعش» من تهديد لمصر ؟ جماعة «أنصار بيت المقدس» في تراجع شديد في ظل قوة العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء، وجماعة «أجناد مصر» تلقت ضربة قوية، وأمام القضاء أكثر من 22 متهما من اعضائها، ويتم الأن تفكيك جماعات إرهابية عديدة. أما «داعش» فلا وجود لها في مصر، ولن يكون لها وجود في مصر، ونذكر هنا أن هذا التنظيم أسسته أمريكا ويرعاه الموساد الإسرائيلي ،ولن يكون له موطأ قدم في مصر حذر د. سمير غطاس مدير منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية من وجود مؤامرة حمساوية تركية قطرية برعاية أمريكية إسرائيلية علي مصر من خلال الحرب الدائرة الآن في غزة، كاشفا عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي لإقامة إمارة إخوانية علي الحدود الشرقية لمصر.. وأكد د. غطاس في حوار مع »أخبار اليوم« أن مصر هي المستهدفة من العدوان الإسرائيلي علي غزة، مشيرا إلي أن المؤامرة الإخوانية تهدف إلي أن يكون معبر رفح تحت وصاية أمريكية، وهو خط أحمر مصري لن تسمح مصر بالاقتراب منه وليس فقط تجاوزه، لانه يمس السيادة المصرية. وأوضح د. غطاس أن الحرب علي قطاع غزة كشفت بجلاء ووضوح عن أن قرار حماس ليس قرارا وطنيا فلسطينيا خالصا، وإنما هو مرتبط بمشروع «إخوانجي» أكبر غير وطني وغير فلسطيني ولا علاقة له بفلسطين، ومرتبط أيضا بتحالفها مع قطروتركيا الرامي لخدمة مشروع جماعة الإخوان. علي مدي أكثر من 25 يوما، تتواصل الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة، ويبدو أن إسرائيل وحماس تصران علي استمرارها حتي تتحقق أهدافهما.. كيف تري هذه الحرب ؟.. وهل هناك جديد في مسار هذه الحرب ؟ هذه الحرب ليست الأولي ، ورغم أن إسرائيل تسعي إلي أن تكون الأخيرة، إلا أنها لن تكون الأخيرة ، فمادام هناك احتلال فهناك مقاومة وإن تعددت أشكال المقاومة، وهذه الحرب تبدو واحدة من الحروب الأكثر شراسة، الخسائر البشرية الفلسطينية هائلة حتي الآن، حيث أسفرت عن أكثر من 1400 شهيد، وأكثر من 7000 جريح، وتم هدم ما يقرب من 25 ألف منزل،والخدمات الإنسانية انقطعت تماما. كما انقطعت الكهرباء والمياه ،وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني في رسالة موجهة إلي الأممالمتحدة إلي إعلان غزة منطقة كوارث إنسانية مما يستوجب فتح ممرات إنسانية لتوصيل مواد الإغاثة الضرورية إلي قطاع غزة، ويبدو أن هذه الحرب ستستمر في الأيام القادمة، فقد قامت إسرائيل بإستدعاء 16 ألف جندي احتياط، ونوهت في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر إلي أنها ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية. أما فيما يتعلق بالتطورات السياسية فهي تشهد جديدا، حيث وافقت الفصائل الفلسطينية علي تشكيل وفد مشترك تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أبلغ رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أبومازن بموافقة الفصائل الفلسطينية علي تشكيل وفد يأتي إلي القاهرة لبحث وقف إطلاق النار، وتوسيع المبادرة المصرية حتي تتضمن بعض المطالب الفلسطينية الهامة والضرورية للتوصل إلي إتفاق تسوية جديد يتم تطبيقه علي أرض الواقع. أهداف غير معلنة وماذا عن أهداف إسرائيل وحماس من وراء هذه الحرب ؟ - هناك أهداف معلنة وأهداف غير معلنة، الأهداف المعلنة معروفة وهي تتمثل في رفع الحصار الإسرائيلي الظالم علي قطاع غزة، وهذا هدف كل الفصائل الفلسطينية وكذلك هدف منظمة التحرير الفلسطينية ومصر، لكن لا يخفي علي أحد أن حماس جزء وربما أهم فروع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لذا فإن قراراتها وإدارتها لهذه الحرب مرتبطة إرتباطا عضويا ومباشرة بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان. كما أنها مرتبطة أيضا بشكل كبير جدا بدولتي قطروتركيا. وهنا أود الإشارة إلي مسألة في غاية الاهمية والخطورة تتعلق بمشروع أمريكي تحاول إدارة أوباما تمريره من خلال الحرب الدائرة الآن في غزة، وهو إقامة إمارة إخوانية علي الحدود الشرقية لمصر تعويضا للولايات المتحدةالأمريكية عن خسارتها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث أن أمريكا منذ ثورة 30 يونيو وهي تسعي جاهدة لإعادة إدماج الإخوان المسلمين مرة أخري في الحياة السياسية المصرية. ربما تخلت عن الرئيس المعزول محمد مرسي وذلك طبقا لما ورد في خطاب الرئيس أوباما في دورة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة الأخيرة والذي أشار فيه إلي أن مرسي خيب الآمال وفشل في حكم مصر، وكان ذلك إشارة إلي تخلي أمريكا عن مرسي لكن في نفس الوقت لم تتخل الاستراتيجية الأمريكية حتي يومنا هذا وربما في المستقبل القريب عن محاولة إدماج جماعة الإخوان المسلمين مرة أخري في الحياة السياسية المصرية باعتبارهم أي الإخوان رصيدا استراتيجيا مهما للغاية لأمريكا، جربته في عهد حكم مرسي، وخدم الاستراتيجية الأمريكية كما لم يخدمها أحد، وبالتالي حاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية مرارا الضغط علي مصر حتي تعيد الإخوان المسلمين إلي الساحة السياسية في مصر، تارة بالضغط الاقتصادي والتهديد بقطع المعونة أو تقليصها، وتارة أخري بالضغط العسكري من خلال حرمان مصر من صفقات عسكرية وحجز طائرات الأباتشي التي كانت في طور الصيانة بالولاياتالمتحدة، لكن كل ذلك فشل، وهنا لجأت أمريكا إلي الباب الخلفي لمحاولة إقامة إمارة إخوانية في قطاع غزة، وهذا الأمر بات واضحا تماما. المبادرة المصرية في الأيام الأولي للعدوان الإسرائيلي علي غزة، خرجت المبادرة المصرية الداعية لوقف إطلاق النار، وقد أبدت إسرائيل موافقتها علي هذه المبادرة غير أن حماس رفضتها.. فما تحليلك لمواقف الأطراف المختلفة من المبادرة المصرية ؟ حتي نقف علي جوهر الموقف المصري وردود الفعل تجاه هذا الموقف، لابد أن نستعيد شريط الأحداث مرة أخري، فمصر تدرك منذ البداية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول دمج كل من قطروتركيا في التسوية الجديدة حتي تكون لهما موطأ قدم في قطاع غزة، ولا يخفي علي أحد أن قطاع غزة هو البوابة الشرقية لمصر وعمقها الاستراتيجي، وكل حدث يحدث في غزة يؤثرا تأثيرا مباشرا علي الأمن القومي المصري، وإدراكا من الموقف المصري بخطورة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الخطير للغاية بادرت مصر قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة إلي إعلان مبادرتها، مما دفع كيري إلي تأجيل زيارته، ومرة أخري وبعد أسبوعين تقريبا أعلن جون كيري أنه سوف يتوجه إلي القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة عبر تعديل المبادرة المصرية، فاستبقت القاهرة الزيارة، وأكدت أن مبادرتها مغلقة، ولن تعيد فتحها لاي سبب من الأسباب مما دفع جون كيري إلي تأجيل زيارته للمرة الثانية ، وفي المرة الثالثة وفي أعقاب تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وفي ظل ارتفاع حجم الخسائر الفلسطينية وأيضا الإسرائيلية حضر جون كيري إلي مصر، وغادر إلي تل أبيب، وعاد إلي مصر مرة أخري، وأعلن أن هناك هدنة لمدة سبعة أيام رفضتها إسرائيل، لكن المشروع الأمريكي بقي كما هو، وحاول كيري الالتفاف علي الموقف المصري وطلب من السلطات الفرنسية تنظيم مؤتمر في باريس لبحث وقف إطلاق النار في غزة، وفي هذا المؤتمر انكشف المشروع الأمريكي بالكامل عندما جري استبعاد مصر ومنظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية من هذا المؤتمر، وجري تعويضهما باستدعاء قطروتركيا وهما لا علاقة لهما بالصراع غير أنهما يمثلان أحد أجنحة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وبالتالي عقد المؤتمر في باريس وفشل فشلا ذريعا في عقد أي إتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، وفشل المؤتمر في تحسين الوضع علي أرض الواقع، ولم يستجب لأي من الشروط الفلسطينية، وبالتالي وجدت الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها مجبرة علي العودة مرة أخري إلي مصر. فصائل المقاومة وهل تتفق فصائل المقاومة الفلسطينية علي موقف واحد تجاه موقف مصر من الأحداث ومبادرتها ؟ بالطبع « لا»، فكل من يراقب الأحداث والتطورات التي تشهدها غزة يدرك أن حماس هي من تقف ضد موقف مصر ومبادرتها، وتريد أن تحل قطروتركيا محل مصر، وهو أمر ترفضه بعض الفصائل الفلسطينية الأخري، وهنا أود الإشارة إلي بعض الملاحظات التي لاحظتها بعض الفصائل الفلسطينية مثل حركة الجهاد الإسلامي، والتي أدركت المخطط الخطير الذي يريد إبعاد مصر عن القضية الفلسطينية وتحجيم دورها لصالح قطروتركيا، وإدراكا من حركة الجهاد الإسلامي لهذا المخطط الخطير للغاية صدر منها ثلاثة تعبيرات أو إشارات في عدة بيانات وتصريحات يجب أن نبرزها ، الإشارة الأولي تتمثل في تأكيدها علي أن مصر هي صاحبة الحق الأصيل في عقد أي تسوية لوقف إطلاق النار، ولا يوجد غير مصر يمكن أن يقوم بهذا الدور، وذلك خلافا لموقف حماس، والتي بدأت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة اتصالاتها بتركيا عبر خالد مشعل المتواجد في قطر حتي يتوسط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدي إسرائيل حتي تتجاوز الدور المصري. والإشارة الثانية التي أعلنتها حركة الجهاد الإسلامي تتعلق برفضها لما سمي بالمبادرة القطرية التي حاولت أن تستدعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكون راعية أو محكمة لأي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها ترفض بشدة أن تكون أمريكا راعية او محكمة لهذا الاتفاق انطلاقا من فهم وإدراك الفلسطينيين بأن أمريكا هي طرف أصيل في العدوان الغاشم الذي يشن علي قطاع غزة، ولذلك رفضت حركة الجهاد الإسلامي هذا المشروع القطري الحمساوي الإخواني. أما الإشارة الثالثة فتتمثل في الإعلان الذي صدر عن السيد رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الذي أكد فيه علي أنه يجب علي الأخوة في حركة حماس أن ينتبهوا إلي خصوصية الوضع الفلسطيني، وكانت هذه أول إشارة فلسطينية علنية من قبل فصائل المقاومة تتوجه إلي حماس حتي يكون المعيار الأول والأساسي لها هو المسألة الوطنية الفلسطينية ومصلحة القضية الفلسطينية، وليس الارتباط بالإخوان المسلمين أو التحالفات الإقليمية المتمثلة في تركياوقطر، وهذا كله يعني أن موقف الفصائل الفلسطينية أفشل ما سمي بالمبادرة القطرية والمشروع الأمريكي، وأيضا نبه الفلسطينيين إلي ضرورة الاحتكام للمعيار الوطني الفلسطيني وليس لاي اعتبار آخر. وهنا أعيد وأذكر الجميع بأنه رغم ما تسببه الحرب الدائرة الآن من معاناة شديدة يتكبدها الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال الذين وصل عدد الشهداء منهم إلي أكثر من 350 شهيدا إلا أنها كشفت بجلاء ووضوح عن أن قرار حماس ليس قرارا وطنيا فلسطينيا خالصا، وإنما هو مرتبط بمشروع «إخوانجي» أكبر غير وطني وغير فلسطيني ولا علاقة له بفلسطين، ومرتبط أيضا بالتحالفات الإقليمية التي حاولت حماس أن تستخدمها لخدمة مشروعها الإخواني. مؤامرة علي مصر خرجت عدة تصريحات منسوبة إليكم تؤكدون فيها علي وجود مؤامرة علي مصر وراء العدوان الإسرائيلي علي غزة.. كيف ذلك ؟ بالتأكيد مصر هي المستهدفة من هذه الحرب،وهدف المؤامرة الحقيقي هو فتح معبر رفح،وهذا هو المشروع الإخواني الحقيقي ،والذي يسعي إلي أن يكون معبر رفح تحت وصاية أمريكية،وهذا الأمر بلاشك خط أحمر مصري لن تسمح مصر بالاقتراب منه وليس فقط تجاوزه، لان هذا يمس السيادة المصرية، ونشيرهنا إلي أنه في الوقت الذي قالت فيه مصر إن مبادرتها مغلقة، كانت تعني أنها مغلقة أمام هذا المشروع الأمريكي القطري التركي الإخواني ،وفي نفس الوقت أبدت مصر مرونة للمطالب الفلسطينية منذ اليوم الأول حتي تحقن دماء الفلسطينيين، ويجب أن يعي الجميع أن الخاسر الأول في هذه الحرب هو الشعب الفلسطيني وخاصة المواطنين في غزة الذين عادة ما يدفعون فاتورة العدوان وهذه المرة الفاتورة مثقلة والحساب مازال مفتوحا، لذا كان من الضروري علي الفلسطينيين الألتفاف حول المبادرة المصرية، ولاسيما وأن أهداف إسرائيل في المرحلة الأولي كانت تنحصر في العودة إلي تفاهمات 25 نوفمبر2012 التي وقع عليها في القاهرة خالد مشعل برعاية مرسي ووقتها تم تصوير هذا الأمر علي أنه انتصار قوي، ودخل مشعل غزة ثلاثة أيام بوساطة من الرئيس المعزول مرسي، واحتفل بأنه نصر مبين،وهو نفس الاتفاق الذي تضمنته المبادرة المصرية ورفضته حماس ووصفته بأنه اتفاق خضوع. والحقيقة أنه رغم العناد الذي أظهرته حماس وتطاولها المستمر علي مصر وعلي المبادرة المصرية ورهانها علي قطروتركيا وعلي الإخوان المسلمين إلا أنه لابد أن يعي الجميع أن المسار الذي تسلكه حماس لن يوقف آلة العدوان الإسرائيلي ولن يحقق أي إنجاز للقضية الفلسطينية، فلا فائدة من وراء الرهان علي قطر أو تركيا أو الإخوان أو أمريكا، فلا حل ولا تسوية إلا من خلال مصر. وماذا عما يتردد عن وجود مشروع أمريكي- صهيوني لفصل قطاع غزة عن الضفة بشكل نهائي ؟ هذا الأمر يقودنا إلي العودة إلي المطالب الثلاثة التي كانت مصر تطالب بها عند التوصل لأي إتفاق تسوية، الأول تصحيح الخطأ التاريخي الذي كان يتم في السابق والمتمثل في محاولة عقد إتفاق تسوية بين حماس وإسرائيل، حيث تطالب مصر بأن يكون الاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، ومن ثم فإن تكريس هذا الأمر والتعامل مع السلطة الفلسطينية في أي اتفاق يعني ضرب المشروع الإسرائيلي الأمريكي لفصل غزة عن الضفة، لذا اشترطت مصر أن يكون الاتفاق عبر منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية وليس أي فصيل آخر ،وهذا الأمر ليس موجها ضد حماس ولا أي فصيل آخر وانما موجه لإسرائيل والمشروع الأمريكي الذي يسعي إلي فصل قطاع غزة عن الضفة ،وهنا ينبغي أن يعي الجميع أن أحد أهداف إسرائيل منذ بداية الحرب هو ضرب الوحدة بين الفصائل الفلسطينية وضرب المصالحة التي تمت ، فمنذ البداية تحدث نتنياهو عن ضرورة فك الارتباط بين حماس وفتح، وبالتالي فإن مطلب مصر في هذا الشأن يأتي تحقيقا لمصلحة القضية الفلسطينية، ويجب أن تتخلي الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها حماس عن نزعتها «الفصائلية». التي تقيس الأمور بمعيار فصائلي ضيق لا يراعي المصلحة الفلسطينية، ومسئولية مصر هنا أن تستدعي منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية حتي تضرب المشروع الأمريكي الإسرائيلي الرامي إلي تكريس الانفصال بين غزة والضفة. ويتمثل المطلب الثاني الذي طالبت به مصر في أن يتفق الفلسطينيون علي مطالب معينة، وتقوم مصر بدورها في تبني هذه المطالب ،وتكون طرفا مع الفلسطينيين في مواجهة الإسرائيليين. أما المطلب الثالث فهو ألا يمس أي اتفاق يتم التوصل إليه السيادة المصرية، وهذه المسألة خط أحمر مصري لا تقبل مصر الاقتراب منه. الحدود الملتهبة ننتقل إلي قضية الحدود المصرية الملتهبة والتي تشهد تهديدات متواصلة، قديما كان الخطر يأتي إلي مصر عبر البوابة الشرقية أما الآن أصبح الخطر يأتيها من الشرق والغرب والجنوب.. كيف تري هذا الأمر؟ بالفعل، لأول مرة في تاريخ مصر المعاصر تكون حدود مصر الثلاثة مصدر تهديد لها ولأمنها القومي،ففي الشرق يوجد فرع للإخوان المسلمين حماس وهناك علاقة وطيدة بين الإرهاب الموجود في سيناء وبين الجماعات الإرهابية في غزة برعاية حماس، وفي الغرب وبعد سقوط نظام القذافي غير المأسوف عليه تم تفكيك ليبيا، وتتواجد في ليبيا تنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي لها علاقة وطيدة بجماعة الإخوان، وقد أقيمت في ليبيا معسكرات تدريب لشباب الإخوان، مع العلم أن الحدود المصرية الليبية تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر، ومن ثم يصعب ضبطها بشكل كبير، ومع ذلك تحاول مصر ضبط هذه الحدود، ولكن هذا لايمنع من تسلل بعض العناصر الإرهابية إلي الأراضي المصرية، وفي الجنوب حدودنا مع السودان شائكة، وقبل شهر ونصف تم مطاردة 4 سيارات كان عليها إرهابيون ونجحوا في الهرب، ولا استبعد أن تكون العملية الإرهابية التي حدثت في الفرافرة لها علاقة بحدودنا الغربية والجنوبية. وماذا عما يقال عن الجيش المصري الحر ؟ هذه خرافة لا أساس ولا وجود لها، ولا يوجد شيء اسمه الجيش المصري الحر، والأمر لا يتعدي 400 فرد. وهل تؤيد فكرة التدخل العسكري داخل ليبيا لضرب معاقل الإرهاربيين؟ هذا حق مكفول لدول كثيرة، وهو حق لمصر، وأذكر هنا أن أمريكا تستخدم طائرات بدون طيار في أفغانستان وباكستان، واستخدمت هذا الحق في ليبيا عندما خطفت من داخل ليبيا أبو أنس الليبي ، واستخدمته فرنسا عندما تدخلت في مالي، وبالتالي هذا الحق مكفول لمصر، ولا أحد يناقشها فيه، فعندما تكون هناك دول في الجوار مثل ليبيا المفككة أو حتي السودان لا تراعي حرمة الحدود وطبقا للقانون الدولي فإن مصر لها الحق في مطاردة العناصر الإرهابية خلف حدودها، فقواعد الأمن القومي تقول إن الأمن القومي المصري لا يتم الحفاظ عليه داخل الحدود المصرية فقط ولكن خارجها أيضا، ولا يجب أن تتواني مصر في إتخاذ ما يضمن أمن مواطنيها. فض رابعة وما توقعاتك للذكري الاولي لفض تجمع رابعة الارهابي يوم 14 أغسطس المقبل ؟.. وماذا تبقي من جماعة الإخوان في مصر ؟.. وما مدي خطورتهم ؟ لا يوجد أدني دور يمكن أن تلعبه جماعة الإخوان في مصر، ولا أهمية لاي تهديد تعلن عنه الجماعة، وقد سبق لها أن أطلقت عدة تهديدات بالزحف علي ميدان التحرير وميادين وشوارع مصر، وفشلت في كل مرة، نحن نشهد انحسارا شديدا في قدرة الإخوان علي الحشد، وهم الآن يتجمعون فقط بالعشرات والمئات في مناطق معينة مثل المطرية وعين شمس وحلوان وعادة ما يفرون في مواجهة الشرطة والمواطنين. ومن ثم لم يعد للإخوان أي قدرة علي الحشد إلي جانب ان العمل الإرهابي يتراجع وليس متقدما، لذا تلجأ جماعة الإخوان إلي التخريب الاقتصادي وتدمير أبراج الكهرباء وهي محاولا يائسة من التنظيم الدولي لضرب الاستقرار، وفي ذكري فض رابعة لن يحدث سوي مظاهرات رمزية ومحدودة. وأخيرا.. كيف تري ما تمثله جماعات «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر » و«داعش» من تهديد لمصر ؟ جماعة «أنصار بيت المقدس» في تراجع شديد في ظل قوة العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء، وجماعة «أجناد مصر» تلقت ضربة قوية، وأمام القضاء أكثر من 22 متهما من اعضائها، ويتم الأن تفكيك جماعات إرهابية عديدة. أما «داعش» فلا وجود لها في مصر، ولن يكون لها وجود في مصر، ونذكر هنا أن هذا التنظيم أسسته أمريكا ويرعاه الموساد الإسرائيلي ،ولن يكون له موطأ قدم في مصر