كشفت مصادر فلسطينية مطلعة النقاب ل»الأهرام» عن أن إصرار الولاياتالمتحدة وحماس على منح كل من تركيا وقطر دورا فى أى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة علاوة على أشتراط الأخيرة الإفراج عن العشرات من كوادرها الذين كانوا قد خرجوا من المعتقلات الإسرائيلية فى صفقة شاليط ثم أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة فى الخليل الشهر الماضى ومطالبتها بفتح معبر رفح بلا قيد أو شرط تعطل التوصل إلى أتفاق لوقف العدوان الإسرائيلى . وقالت المصادر أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس (ابومازن) سيتوجه اليوم إلى انقرة لمطالبة المسئولين الأتراك بالضغط على حماس لقبول المبادرة المصرية كما هى لإستحالة موافقة إسرائيل على إطلاق سراح من تعتبرهم مشاركين فى خطف وقتل المستوطنين الثلاثة موضحة أن وفدا من مساعدى ابومازن توجه امس بالفعل إلى تركيا للتمهيد للزيارة وقالت المصادر أن موافقة إسرائيل على القيام بهدنة انسانية لمدة خمس ساعات أمس الخميس جاء بوساطة مصرية خلال المحادثات التى جرت فى القاهرة مع وفد أمنى سياسى إسرائيلى رفيع المستوى وتم خلالها أيضا تحديد توقيت الهدنة الأنسانية . وأوضحت المصادر إن مصر رتبت عدة لقاءات بين مسئولين فلسطينيين على رأسهم الرئيس أبومازن والدكتور موسى أبومرزوق القيادى البارزفى حماس استمع خلالها الرئيس الفلسطينى لملاحظات حماس وناقش سبل وقف العدوان على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ولكن القيادى الحمساوى أكد إصرار الحركة على عدم القبول بالمبادرة المصرية بصيغتها الحالية . وخلال اللقاءات طالبت حماس بتعديل المبادرة لتشمل العودة لتفاهمات 2012 بين اسرائيل وحماس وكذلك رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة العمل فى النظام الذى يتيح للصيادين بحرية الحركة والصيد بعمق 12 ميلا كما طالبت حماس فى التعديلات ان تشمل الافراج عن ال57 معتقلا محررا فى صفقة شاليط الذين أعادت اسرائيل اعتقالهم مؤخرا . وقال المصادر أن المحادثات مع أبومرزوق كشفت مدى إصرار حماس على إلإشراك تركيا وقطر فى مفاوضات التهدئة للحصول على مكاسب سياسية من أنقرة ومالية من الدوحة ولو على حساب الدم الفلسطينى لأن المبادرة المصرية لاتختلف عن مبادرة نوفمبر 2012 التى قبلتها الحركة والتزمت بها لأن الوسيط فيها انذاك كان جماعة الأخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسى الحليف الرئيسى لحماس . وكشف المصادرالفلسطينية النقاب للاهرام عن أن رغبة الولاياتالمتحدة فى إشراك تركيا فى مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية توافقت مع رغبة حماس حتى يكون لها دور سياسى فى الصراع العربى الإسرائيلى كانت السبب الرئيسى وراء إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة يوم الثلاثاء الماضى بعد أن بادرت مصر بالإعلان عن مبادرتها للتهدئة للإسراع بوقف العدوان الإسرائيلى على القطاع ودون انتظار لقيام واشنطن بمنح جوائز لأصدقائها على حساب الدم الفلسطينى . وقال المصدر ان واشنطن تعتبر العدوان الإسرائيلى على غزة فرصة لتعزيز العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لبطء خطوات تطبيع العلاقات بين البلدين بعد اتفاقهما على استئناف العلاقات التى تعرضت لأزمة بسبب العدوان الإسرائيلى على السفينة مرمرة . وأشار المصادر إلى انه من الواضح أن أمريكا تريد استغلال معاناة الشعب الفلسطينى فى غزة على أيدى الإسرائيلييين للتأكيد على علاقاتها الطيبة بالتنظيم الدولى للأخوان المسلمين الذى يتمتع بدعم كبير من أنقرةوالدوحة .