حالة سبات عميق كانت تطغى على العلاقات القطريةالباكستانية منذ ظهور دولة قطر للنور في 1971, وفي أقل من عام تغير كل شيء, وأصبحت العلاقة على أحر ما يكون بين الدولتين, ثم تنضم باكستان إلى حلف الدول الداعمة لتنظيم الإخوان وتهاجم مصر لحساب الدوحة, ورغم أن باكستان لم تعلق على الأحداث في مصر منذ ثورة 30 يونيو إلا أنها استغلت حكم القضاء المصري بالإعدام على الرئيس الأسبق محمد مرسي وراحت تظهر ولائها التام لتعليمات قطر وحاكمها. التحول الباكستاني لم يأت من فراغ ولكن النشاط القطري في إسلام أباد وراء ذلك التحول, وتشير التقديرات إلى أن قطر ستضخ أكثر من 60 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة ما بين مساعدات مباشرة أو استثمارات، إضافة إلى المزايا العينية التي ستعطى للعمالة الباكستانية عوضًا عن العمالة النيبالية.
"الفجر" ترصد بالصور المخطط القطري داخل الأراضي الباكستانية. يخطئ من يتصور أن الأيادي القطرية تحاول اللعب داخل باكستان خلال الفترة الأخيرة فحسب، ولكن مخطط الدوحة بدأ منذ شهر مارس 2014 حينما بدأت قطر التحرك من خلال زيارة وفد قطري رفيع المستوى إلى باكستان لعرض استثمارات ضخمة، وذلك بهدف كسر التحالف بين باكستان والسعودية ردًا على قيام المملكة والإمارات العربية والبحرين بسحب السفراء من الدوحة بسبب المواقف السياسية لأمير قطر. في نهاية عام 2014، نشر موقع "ديلي تايمز" البريطاني، تقريرًا حول قيام قطر باستثمار أكثر من 35 مليار دولار في باكستان في قطاعات الطاقة والبناء، وذلك بعد لقاء في الدوحة جمع بين رئيس وزراء إقليم البنجاب شهباز شريف محمد مع رئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وتم الإعلان عن بدء تنفيذ مشروع لبناء محطة للغاز الطبيعي المسال في كراتشي باستثمارات 3 مليارات دولار، إضافة إلى مساعدات اقتصادية بقيمة ملياري دولار. أكدت صحيفة "باكستان اليوم" نقلًا عن مجلس الشيوخ الباكستاني، أنه تم توقيع عقود استيراد للغاز المسال من دولة قطر, وصرح وزير الدولة لشؤون البترول والموارد الطبيعية الباكستانية جام كمال، بأن باكستان ستحصل على الغاز المسال من قطر بأفضل من أي سعر تم الاتفاق عليه من قبل في منطقة شبه القارة الهندية، وسيغطى احتياجات باكستان لفترات طويلة مع ثبات السعر. في منتصف شهر فبراير من هذا العام، كشف موقع "ترييبون" عن الصفقة الأضخم في تاريخ تجارة الغاز المسال بين قطروباكستان بقيمة 21 مليار دولار بمعدل 500 مليون قدم يوميًا.
الأهم في الصفقة لم يكن الحجم فحسب بل هي الأرخص على المستوى الدولي وعوضًا عن سعر 10 دولار للمليون وحدة حرارية بحسب المقياس البريطاني، وهو نفس السعر الذي تدفعه الهند، وتم البيع بسعر 7 دولارات. كانت زيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى العاصمة إسلام أباد في نهاية شهر مارس من العام الجاري تأكيدًا على أكبر استثمارات تدخل إلى باكستان خلال السنوات الخمس الأخيرة، وخلال الزيارة التقى حاكم قطر برئيس الوزراء نواز شريف وعدد من أعضاء الحكومة الباكستانية، والصورة تجمع بين أمير قطر والجنرال رشيد محمود، رئيس أركان الجيش الباكستاني، في العاصمة إسلام أباد. كانت زيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى العاصمة إسلام أباد في نهاية شهر مارس من العام الجاري تأكيدًا على أكبر استثمارات تدخل إلى باكستان خلال السنوات الخمس الأخيرة، وخلال الزيارة التقى حاكم قطر برئيس الوزراء نواز شريف وعدد من أعضاء الحكومة الباكستانية، والصورة تجمع بين أمير قطر والجنرال رشيد محمود، رئيس أركان الجيش الباكستاني، في العاصمة إسلام أباد. بتاريخ 20 من شهر مايو الحالي، شهدت مدينة إسلام أباد، اجتماعًا رفيع المستوى بين عدد من رجال أعمال قطريين ومسؤولين بارزين في الحكومة الباكستانية, احتفالًا ببداية تنفيذ عقود تم إبرامها بين الطرفين خلال معرض "أكسبوا باكستان"، كما تم توقيع عقود استثمار في قطاعي الألبان والزراعة باستثمارات تفوق ملياري دولار، وتم الكشف عن مؤتمرين اقتصاديين الأول في إسلام أباد والآخر في الدوحة خلال العام الحالي. في نفس اليوم20 مايو الحالي، وعلى ضوء ما تم الاتفاق عليه خلال فعاليات منتدى "قطر باك"، أعلن مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية أن جميع مشاكل العمالة الخارجية في قطر سيتم حلها والاعتماد على العمالة الباكستانية الوافدة إلى الدوحة في عملية إحلال وتبديل العمالة النيبالية القائمة على تنفيذ منشآت كأس العالم 2022 وسط ضمانات قطرية تتعلق بمستوى التأمين والخدمات وعدد ساعات العمل، إضافة إلى وجود إشراف حكومي باكستاني على أوضاع العمالة، وذلك على هامش مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية. تحت عنوان "قطروباكستان.. باهي باهي"، احتفل موقع "باكستان اليوم" بكرم القطريين وسفيرهم في إسلام أباد, ووصف السفير القطري هناك، العلاقات بين قطروباكستان بأنها علاقة أخوية, مؤكدًا أنه لا ينبغي على الباكستانيين القلق من انقطاع التيار الكهربائي، والإمداد القطري للغاز المسال سيستمر يوميًا.