أحبطت القوات المسلحة الباسلة، فجر اليوم الثلاثاء، هجوماً إرهابياً على معسكر الأحراش بشمال سيناء، حيث أطلق إرهابيون 3 قذائف صاروخية، سقطت قذيفتان منها بمحيط المعسكر والثالثة خارجه، و"بفضل الله ويقظة القوات" لم تقع خسائر ولا إصابات، وردت قوات الأمن على الفور وأطلقت النار على مصدر القذائف،كما تم ضبط 17 من المشتبه فيهم، وتمشيط المنطقة.
وفى نفس السياق، نجحت قوات الجيش فى تدمير بؤر إرهابية متفرقة، فى شرق العريش ورفح والشيخ زويد.
فى البداية قال اللواء حسام سويلم ، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، أن نجاح القوات المسلحة فى إحباط العديد من الهجمات يرجع لعدة أسباب، فى مقدمتها إخلاء الشريط الحدودى المتاخم لقطاع غزة ونقل الأهالى ،حيث كان الإرهابيون يختبئون فى وسطهم ،فى حين تتم بنجاح عميات تدمير الأنفاق التى كانت تتسلل منها العناصر التكفيرية قادمة من غزة ومن سورياوالعراق عبر حدود سيناء.
وأضاف سويلم أن تعاون القبائل مع الجيش سوف يسهم بشكل كبير، فى تقليل مدة بقاء الإرهاب ،ليتم القضاء على ما بقى من فلول تلك التنظيمات خلال فترة قريبة، مشيرا إلى أنه كان فى سيناء إبان عهد المعزول الخائن محمد مرسى 19 تنظيم إرهابى، تم القضاء عليهم جميعا ، وكان أشهرهم تنظيم "التوحيد والجهاد"، الذى نفذ الهجمات الإرهابية على أقسام شرطة العريش والشيخ زويد، وتنظيم مجلس شورى المجاهدين "أكناف بيت المقدس"، الذى تحول فيما بعد لأنصار بيت المقدس.
وأوضح الخبير الإستراتيجى أن التنظيم القديم ، تم تصفية معظم قياداته ،والقبض على بعضهم وهرب أخرون إلى غزة، لافتا إلى أن الموجود الأن هو خليط ممن تبقوا منه ومن خلايا وتنظيمات أخرى، ومن هربوا إلى سيناء من شباب الإخوان والسلفيين، وبعض المجرمين والمهربين، أعادوا تجميع أنفسهم فى كيان أطلقوا عليه "أنصار بيت المقدس"، بايع من تبقى منهم تنظيم داعش فى العراقوسوريا على أمل أن يأتيهم منه تمويل أو تسليح حيث أطلقوا على تنظيمهم إسم "ولاية سيناء".
ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن نجاح هذا الهجوم فى إستهداف المعسكر لا قدر الله كان يساوى كارثة لا تقل عن مذبحتى رفح الأولى والثانية، لافتا إلى أنه لولا إنقاذ العناية الإلهية ويقظة الرجال، لسقط اليوم عشرات الشهداء والمصابين.
وتوقع مسلم أن التنظيمات الإرهابية ستحاول خلال الفترة القادمة تصعيد هجماتها ،لأنها الأن فى مرحلة "ما قبل النهاية "، ومن الطبيعى أن تستخدم أقصى ما فى جعبتها؛ لتحافظ على بقاءها ووجودها ،لأنها تعلم أنها لو لم تفعل ذلك ستنتهى إلى الأبد، مؤكدا على أنها بالفعل تتجه نحو نهايتها، وما تفعله "حلاوة روح".
ومن تلك الزاوية تحدث اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى ، مؤكدا أن كتابات ووصايا الرعيل الأول من قيادات الإخوان بعد مقتل حسن البنا، طالبتهم بعدم اللجوء للعنف إلا فى حالتين، إما أن يحققوا توغلا فى المجتمع ويقتربوا من السلطة؛ ليصبح عليهم إنتزاعها بالقوة، أو تعلن السلطة الحاكمة "أيا كانت " الحرب على الجماعة لتقضى عليها، فتستخدم العنف للدفاع عن بقاءها.
وأضاف خبير مكافحة الإرهاب أن جماعة الإخوان الأن تعيش الحالتين فى آن واحد، حيث توغلت فى المجتمع حتى وصلت للسلطة بالإنتخاب، ثم لفظها المجتمع وأسقطها من سدة الحكم، وحاليا تخوض الدولة ضدها حرب وجود، مشددا على أن هدف الجماعة أيضا هو تدمير الدولة المصرية؛ لأنهم أدركوا أن عودتهم للمجتمع باتت مستحيلة.