التف حوله الشهداء مينا دانيال وجابر جيكا ومحمد كريستي ومحمد الشافعي ومحمد الجندي ،وكذذلك شهداء الصحافة أحمد محمد محمود وميادة أشرف وتامر عبد الرؤوف وغيرهم، وأشعلوا 35 شمعة علي تورتة كبيرة إحتفالا بعيد ميلاد الشهيد الحسيني أبو ضيف ال35 والثالث بعد استشهاده.. تجمعوا جميعا بملابسهم البيضاء ومظهرهم الملائكي ليرددوا جميعا كل سنة وإنت طيب يا حسيني. بابتسامته النقية وهيئة الجيفارية ركض مينا دانيال مرتميا في حضن الحسيني وهنأه بعيده ميلاده ،فرد عليه أبوضيف بتهنئته بعيد القيامة المجيد.. تبادلا التهنئة بينما بكى مينا علي أكتاف أبوضيف متذكرًا مواقف أبوضيف في القصاص له من قتلته الذين اغتالوه في مجزرة ماسبيرو في 9 أكتوبر عام 2011، حينما كان يطالب مع شقيقة مينا وهي ماري دانيال بالقصاص من قتلته، تذكر مينا شقيقته ماري التي كان يناديها بماما وشقيقه ميلاد وغيرهم وسأل أبو ضيف عنهم، فرد عليه أبو ضيف بأن ماري تفتخر به وأشقائك يرفعون رؤوسهم لأن شقيقهم بطل شهيد ضحى بحياته من أجل إنقاذ المتظاهرين من القتل. أثناء الحوار المستمر بين أبو ضيف ومينا، قاطعهم أحمد محمد محمود أول شهيد صحفي الذي تم قتله في جمعة الغضب 28 يناير 2011، وهنأ أبو ضيف بعيد ميلاده وشكره على نضاله المستمر أثناء حياته الدنيوية للقصاص من قتلته، وشكره على مواقفه وخاصة المتعلقه بقيام أبو ضيف بحمل نعش أحمد محمد محمود من نقابة الصحفيين إلى شوارع وسط البلد مطالبا بالقصاص من قتلته.. أبو ضيف بدوره ارتمي في أحضان أول شهيد للصحافة وقال له إنه كان يتمنى أن ينال الشهادة مثله وتبادلا مواقفهما الصحفية التي ناضلا من خلالها وكانت سببا في استشهادهما. ولأنه أصغرهم وقف الشهيد جابر صلاح الشهير بجيكا الذي تم قتله أثناء أحداث الذكري الأولي لمجزرة محمد محمود في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وغنى بوجهه البشوش أغاني عيد الميلاد لأبو ضيف، ثم تذكر جيكا والدته ووالده وأقاربه وأصدقائه، فرد عليه أبو ضيف أنه كان يشاهدهم جميعا قبل استشهاده وكانوا فخورين بابنهم البطل الشهيد الذي تعرفه مصر كلها والذي كان أول مسمار في نعش محمد مرسي بعدما أصبح أول شهيد يتم اغتياله في فترة حكمه. وبينما كان الشهداء كريستي والجندي وتامر عبد الرؤوف يغنوا أغاني عيد الميلاد احتفالا بأبو ضيف وجدوا جميعهم فتاة ترتدي ملابس بيضاء ومظهرها ملائكي وإبتسامتها لا تفارق وجهها وتقف خجولة تردد بصوت هامس معهم أغاني أعياد الميلاد للحسيني وتحمل لافتة مكتوب عليها الكاميرا لا تزال في إيدينا يا حسيني وهي اللافتة التي حملتها قبل إغتيالها بثلاثة أشهر فقط وذلك خلال الذكري الأولي لإستشهاد أبو ضيف بمكان استشهاده بالإتحادية، فتجمعوا حولها وهتفوا ميادة أشرف يا أختانا.. إنها ميادة أشرف سيدة شهداء الجنة وأصغر الصحفيين الذين استشهدوا في عهد الرئيس السابق عدلي منصور أثناء تغطيتها الصحفية للاشتباكات التي اندلعت بين جماعة الإخوان وقوات الداخلية بمنطقة عين شمس في 29 مارس العام الماضي، وسلمت ميادة علي أبوضيف وهنأته بعيد ميلاده، فقام أبو ضيف بشكرها على مشاركتها مع أصدقائه في إحياء الذكري الأولى على اغتياله حينما رفعت لافتة مكتوب عليها "الكاميرا لا تزال في إيدينا يا حسيني"، فردت عليه ميادة بأنها كانت تراه مثلا وقدوة يحتذى به في العمل الصحفي ونضاله لكشف الفساد على صفحات الجرائد وأنها كانت تتمنى السير على نهجه حتى لحقت به شهيدة للصحافة. ووسط الأجواء الاحتفالية بعيد ميلاد أبو ضيف في الجنة، تذكر فجأة الشهيد محمد الجندي ومحمد كريستي وجيكا ومحمد الشافعي بان أسرهم لا تزال تشعر بالحزن علي فراقم، خاصة في ظل تجاهل الدولة لمطالب أسرهم في الاعتراف بهم كشهداء ثورة حتى الآن، فرد عليهم أبوضيف بأنه لم يتم الاعتراف بأحد منا حتى الآن كشهيد ثورة، وقال لهم إن أسرته وشقيقه سالم أبو ضيف وأصدقائه يسعون منذ استشهاده في تنفيذ ذلك المطلب دون جدوى حتي الآن، مؤكدًا لهم أن هناك تقصيرًا من النظام وصندوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة في تنفيذ ذلك المطلب، وهنا قاطعه الشهيد محمد الشافعي قائلًا له إن خالد علي المحامي، استطاع أن يحصل على حكم من مجلس الدولة منذ شهر ديسمبر الماضي بضم الشهداء جيكا ومحمد الجندي والشافعي لشهداء الثورة إلا أن هيئة قضايا الدولة طعنت على الحكم ولذلك لم يتم تنفيذ الحكم حتى الآن، فرد عليه أبو ضيف بأنه سيرسل رساله لشقيقه ولأصدقائه من الجنة بضرورة تنفيذ ذلك المطلب لأنه حق لكل الشهداء، ووعدهم أبوضيف في تنفيذ دوره المعتاد في الدفاع عن حقوق الشهداء الذي كان يفعله في الدنيا وأن يستمر في استكمال دوره النضالي حتي وهو معهم في الجنة . أثناء وعود أبو ضيف للشهداء بالحصول على حقوقهم، قاطعته ميادة أشرف بأنها تعلم بأنه سيقتص لها من قتلتها وأنها تعلم أن لجنته وهي لجنة الحسيني أبو ضيف، تناضل من أجل القصاص العادل لها وقالت له إنها سعيدة بأن الجرافيتي الخاص بها يعتلي جدران نقابة الصحفيين بجوار جرافيتي أبو ضيف، وهو الجرافيتي الذي رسمته لجنة الحسيني أبو ضيف وأنها كانت تحلم أن تكون عضوة بنقابة الصحفيين فأصبحت رمزا للنقابة بسبب استشهادها، فرد عليها أبو ضيف بأن لجنته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات عرقلة القصاص لها وأن اللجنة ستساند أسرتها في تحقيق كافة مطالبهم وأولها القصاص لها وضمها لقائمة شهداء الثورة. أثناء الأجواء الإحتفالية بعيد ميلاد أبو ضيف الثالث في الجنة بعد استشهاده وال35 من عمره، قال تامر عبد الرؤوف الصحفي الشهيد الذي تم قتله بعد 30 يونيو بالشرقية، إنه سعيد بأن جلسة الحكم على قتلة أبو ضيف اقتربت وأنها ستكون بعد عيد ميلاد أبو ضيف بخمسة أيام فقط وذلك في 21 أبريل القادم، حيث تم تحديد جلسة للحكم يومها على المتهمين في قضية الاتحادية واغتيال الشهيد الحسيني أبو ضيف المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهمًا آخرين منهم عصام العريان ومحمد البلتاجي وعبد الرحمن عز وأحمد المغير وجمال صابر ووجدي غنيم وأيمن هدد وغيرهم، فقال له أبو ضيف إنه سعيد باقتراب القصاص من قتلته، وذلك بعد 28 شهرًا من اغتياله وبعد مجهود كبير بذلته أسرته وشقيقه سالم أبو ضيف وأصدقاء أبو ضيف في المطالبة بالقصاص العادل من قتلته، أبو ضيف وصف لأصدقائه الشهداء بأن يوم الحكم على قتلته سيكون هو العيد الحقيقي له ولأسرته ولأصدقائه. دقت الساعة الرابعة عصرا يوم عيد ميلاد أبو ضيف وهو يوم الخميس، فترك أبو ضيف الأجواء الاحتفالية الخاصة بعيد ميلاده بالجنة، وطاف بروحه حول مسقط رأسه بمدينة طما وتحديدا عند مدرسته التي تم إطلاق اسمه عليها وهي مدرسة الشهيد الحسيني أبوضيف الثانوية بنين والتي تحتفل أسرته وأصدقائه الصحفيين بالافتتاح الرسمي لها يوم عيد ميلاده، حيث احتفل أبو ضيف معهم بإطلاق اسمه على المدرسة التي كان طالبا بها وتخرج منها ليلتحق بكلية التربية جامعة أسيوط ومن بعدها كلية الحقوق جامعة أسيوط أيضا ليحمل شهادتين جامعتين وبتقدير عالي. انتهت احتفالية افتتاح مدرسة الشهيد الحسيني أبو ضيف الثانوية بنين مساء يوم الخميس، فعاد أبو ضيف إلى أصدقائه الشهداء بالجنة وحكى لهم عن سعادته بتكريمه بإطلاق اسمه على مدرسته وحكى لهم أيضا عن فرحته برؤية أصدقائه وأسرته الذين ما زالوا يناضلون للحصول علي كافة حقوقه كاملة وأهمها ضمه لقائمة شهداء الثورة والتي لم يحدث حتى الآن بسبب تقاعس المسؤولين بمجلس الوزراء وصندوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة. أبو ضيف قال لأصدقائه الشهداء إنه سيستمر في دوره المعتاد الذي كان يسير عليه أثناء حياته في القصاص للشهداء وسيناضل من الجنة للقصاص لهم من قتلتهم ورد كافة حقوقهم كاملة، وذلك عن طريق لجنته وهي لجنة الحسيني أبوضيف التي يناضل بها من خلال روحه ومبادئه التي رسخها أثناء حياته ويكملها أسرته وأصدقائه من بعده، ليرد عليه أصدقائه الشهداء: "كل سنة وأنت بطل يا حسيني.. كل سنة وأنت شهيد يا حسيني".