مصانع الموت .. ترفع شعار شغالين رغم أنف المسئولين بعد تجاهل صاحبه قرار إغلاقة مصنع المليحة .. قنبلة موقوتة على وشك الإنفجار ما أن تطأ قدمك شارع المدارس بمنطقة المليحة بحدائق القبة، حتى ينتابك شعور بالرغبة فى مغادرة المكان هرباً من الرائحة الكريهة التى تنبعث من مصنع ومصبغة النسيج الذى يمتلكه "محمد سمير راتب الحسينى " سورى الجنسية ويديره عاشور محمد. ولا يقتصر الضرر فقط على الشارع المتواجد به المصنع بل يمتد لكلا المناطق التالية حارة محمد عبد الله سلام المتفرعة من شارع امام ابراهيم ،وشارع عبد الحليم ،وحارة اسكندر وشارع مرزوق فكل المتواجدين بهذه الشوارع يعانون أشد المعاناة من وجود هذة الكارثة التى تعكر صفو حياتهم بشكل يومى بل تجعل حياتهم على كف عفريت فى حال إنفجار إحدى الغلايات المتواجده به و التى من الممكن أن تنسف المنطقة بأكملها. حيث يقوم الأهالى فزعا من نومهم بسبب الصوت المزعج الذى تصدره الغلايات بالمصنع و الذى لا يتحمله بشر، كما يستخدم المصنع مواد كيمائية غير مطابقة للمواصفات الفنية وينتج عنه أبخرة سامة نتيجة إستخدامه المازوت كوقود للتشغيل وهو معروف بخطورتة المميته على الصحة . فى هذا السياق حاولت جريدة "الفجر " رصد معاناة المواطنين من وجود هذا المصنع وخاصة أنه متواجد بالقرب من مجمع مدارس ويتضرر منه الأطفال المتواجدون بها حيث قال" خالد وزيرى " انهم إستسلموا للوضع بعد فشلهم فى إقناع صاحب المصنع بالإستجابة الى قرار الحكومة و نقل المصنع الى منطقة العاشر من رمضان لافتا أن السحابة السوداء الناتجة عن أدخنة المصنع تصيب كبار السن و الأطفال بضيق شديد فى التنفس و إختناق فضلا عن وجود أثار بالغة الخطورة على المنازل ناتجة عن وجود المصنع. وتسائل وزيرى كيف يعيش اأطفال وكبار السن وسط هذا الكم من الروائح الكريهة و الأدخنة المنبعثة من المصنع وخاصة أن المنطقة مكتظة بالسكان فكيف يتم بناءا مصنع فى هذا المكان؟؟
وأشارت "نادية شفيق " أحدى أهالى المنطقة ومريضة بالقلب أن مخلفات المصنع تصل إلى غرف نومهم وأنهم لا يستطيعون النوم من أصوات الآت المتواجده بالمصنع الذى يعمل على مدار ال 24 ساعة متواصلة منوهه انه فى بعض الأحيان تنشب حرائق بالمصنع نتيجة المواد الكيمائية المستخدمة من مازوت وغيره. وأكدت شفيق، أن روائح كريهه تنبعث من المصنع وأدخنة لا يستطيع أهالى تحملها وأصيب أطفال المنطقة بحساسية على الصدر جراء اأدخنة التى تنبعث منها. "أعيش بالبخاخات و أجهزة التنفس الصناعية"، هكذا بدأت ام وليد حديثها معربة أنها تعانى أشد المعاناة نتيجة تواجد هذا المصنع مشيرة أن عدد كبير من أهالى المنطقة أصيبوا بحساسية صدر ناتجة عن المخلفات الكيمائية الناتجة عن المصنع وخاصة الاطفال. وأوضح "كريم خالد" أحد المتضررين أنهم منذ عام 2002 يعانون من وجود هذا المصنع وسط أهالى منذ أيام المحافظ "عبد الرحيم شحاتة "ورغم صدور قرار من الدولة بتخصيص قطعة أرض لنقل المصنع فى العاشر من رمضان إلا أن صاحب المصنع لم يستجب لهذا القرار. وأكد أن المسئولين و رئيس الحى وعدهم بإرسال شكوى إلى وزير البيئة بعد إصابة عدد من الأهالى بحساسية وربوعلى الصدر مما حد بعدد كبير منهم إلى مغادرة المنطقة بعد أن أصبح الوضع لا يطاق، م أن أهالى قدموا العديد من الشكاوى إلى المسئولين دون جدوى. وأوضح محمد حبشى أحد المتضررين من وجود المصنع أن معظم أطفال المنطقة يعانون من حساسية على الصدر بسبب المواد الكيمائية التى يستخدمها المصنع لافتا أن مجمع المدارس موجود بالقرب من المصنع مما يشكل خطورة بالغة على صحة الأطفال. وأكد أن مخلفات المصنع تحرق و يتم صرفها بنفس الصرف الصحى المخصص للمنازل بالمنطقة مما يجعلهم عرضه لمزيد من الأمراض المزمنة، مضيفاً أنه تقدم بشكوى إلى رئاسة الحى ووزارة البيئة ونائب المحافظة دون جدوى. وأوضح محسن عبد الجيد أن المنازل تهتز من شدة أصوات الآت المستخدمة محذرا من خطورة إنفجار إحدى الغلايات التى من الممكن أن تهدم المنطقة بأكملها وخاصة أن الحرائق تحدث بشكل دورى فى المصنع مطالبا رئيس الوزراء إبراهيم محلب بسرعة حل المشكلة لأنهم لم يعدوا قادرين على تحمل هذا الوضع .
وعلى الرغم من المخالفات الصارخة للمصنع وصدور عدة قرارات بناءا على المحاضر التى حررها الأهالى ضد إدارة المصنع وثبوت مخالفة المصنع لقانون 4 لسنة 1994 الذى ينص على عدم إنشاء مصانع وسط تجمعات سكنية ولإستخدامه المازوت مما يعد مخالفة للمادة "40" و المادة "42" لقانون 1994. وقد صدر أمر بإغلاق إدارى للمصنع رقم 207"" سنة 2002 بتاريخ 27 -7 – 2002 لمخالفته لقانون البيئة، وعلى الرغم من ذلك ظل المصنع يعمل رغم صدور قرار بنقلة إلى الحى العاشر نظرا للعلاقات التى يمتلكها صاحب المصنع و قيامه بدفع رشاوى للمسئولين، على حد قولهم.