بث تنظيم (داعش)، تسجيلاً مسموعاً يظهر الدور الذي لعبه أحد أهم منظري التيار السلفي المسلح على مستوى العالم، الأردني عاصم البرقاوي الملقب ب"أبي محمد المقدسي"، في الوساطة للإفراج عن الطيار الحربي الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه التنظيم حرقاً. التسجيل الذي حمل عنوان "كسر الصنم"، تضمن تهجماً على المقدسي، حين اتهم بالعمالة للمخابرات الأردنية والأميركية، ولخّص الفيديو تطور المقدسي الأخير "من مثبط عن الجهاد وداعية إلى القعود، إلى محارب لمشروع الخلافة الإسلامية"، في ما يعتبر خطة ممنهجة من قبل (داعش) لتدمير مكانة المنظر في صفوف المسلحين الذين كانت الفتاوى الصادرة عنه محفزاً لجهادهم. وتكشف الرسائل الصوتية، التي تبادلها المقدسي مع أحد القادة الشرعيين في التنظيم، عبر خدمة "واتساب" لم يكشف التسجيل شخصيته، لكن المقدسي كشف لاحقاً عن تواصله مع المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، أن المفاوضات الفعلية بين المقدسي والتنظيم انطلقت تقريباً في 5 يناير، إذ يقول المقدسي في إحدى الرسائل "عقوبة الإعدام كانت مجمدة في الأردن وأعيد العمل فيها قبل أسبوعين"، ويعود تاريخ إعادة العمل بالعقوبة إلى 21 ديسمبر، قبل ثلاثة أيام من سقوط الطيار الكساسبة في أسر التنظيم بعد إسقاط طائرته في منطقة الرقة السورية خلال مشاركته في غارة على معاقل التنظيم ضمن صفوف التحالف الدولي. كما يكشف التسجيل أن السلطات الأردنية أطلقت سراح المقدسي قبل بث "داعش" فيديو حرق الكساسبة، وليس بعده، إذ يقول المقدسي "أنا خرجت من أيام من السجن بفضل الله، معتزل في مكان لا أعلم هذا، وإن كان تسرب الخبر بعضكم وصله خبر خروجي لكني لم أعلنه لأنني متفرغ الآن ومعتزل لمحاولة الوصول إلى مصلحة شرعية عظمية جداً". وأعلنت السلطات الأردنية الإفراج عن المقدسي في 5 فبراير، بعد أشهر من اعتقاله من دون محاكمة، على خلفية تصريحات بثها على موقع "منبر الجهاد والتوحيد" يصف فيها غارات التحالف الدولي على تنظيم "داعش"، بأنها "حرب صليبية"، ويصف فيها الجيوش العربية المشاركة في التحالف ب "الجيوش المرتدة". وبحسب التسجيل فإن المقدسي كُلف رسمياً من قبل دائرة المخابرات الأردنية للتفاوض مع (داعش)، حاملاً ضمانات بالإفراج عن العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي التي نفذ فيها الحكم بعد يوم واحد من فيديو حرق الكساسبة، وفي التسجيل يحمل المقدسي التنظيم المسؤولية عن حياة الريشاوي بعد أن "أصبح مفتاحها في أيديكم"، كما يقول، قاصداً أسر الطيار الكساسبة، ومشدداً في أكثر من رسالة صوتية على أنه يتفاوض من أجل ساجدة وليس الطيار، ومحرضاً على قبول الوساطة حتى لا يخسر التنظيم أنصاره في الأردن في حال فوت الفرصة.