رغم حفاوة الاستقبال الشعبي والرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أول زيارة لمصر منذ نحو عشر سنوات، فإن بعض الأخطاء في المراسم وترتيبات المؤتمر الصحفي الرسمي عكّرت صفو هذا الاستقبال. فقد انتقدت وسائل إعلام روسية الطريقة التي عزف بها السلام الوطني الروسي خلال الاستقبال الرسمي للرئيس بوتين داخل أحد أكبر القصور الرئاسية المصرية. وقالت مذيعة في فضائية "روسيا اليوم" شبه الرسمية إن المصريين جاهدوا لعزف السلام بطريقة صحيحة، غير أن الأمور لم تكن على ما يرام، فخرجت النغمات أقرب إلى النشاز. وتساءلت مذيعة روسيا اليوم عن رد فعل الرئيس الروسي الذي استقبل الأمر بجمود، ولم تظهر أي ملامح غضب أو اندهاش عليه، على حد قولها.
ويقول موسيقيون مصريون لبي بي سي، إن السبب يكمن في أن الفرقة الموسيقية كانت تعزف في طقس غاية في الصعوبة، حيث كانت البلاد تمر بعاصفة ترابية شديدة. ويرى ياسر معوض قائد فرقة التخت الشرقي بدار الأوبرا المصرية، والعازف الأول بهذه الفرقة، أن "التناغم بين الآلات الموسيقية المختلفة يكون أكثر صعوبة في الأماكن المفتوحة، وفي مثل تلك الأجواء العاصفة، خاصة أن غالبية الآلات المستخدمة في العزف هي آلات نفخ مثل الكورنو، أو الترومبيت، والكلارينت". لكن الملحن الموسيقي طارق شرارة، رئيس إحدى فرق الأوركسترا، يقول إن الأمر "استخفاف من جانب الموسيقى العسكرية التي لم تتدرب على الأداء على عزف السلام الروسي، كما أن غالبية الموسيقيين في هذه الفرق العسكرية ينقصهم التدريب بصفة عامة، رغم أن هذه الفرق العسكرية كانت تحصد المراكز الأولى في المسابقات الدولية للفرق الموسيقية العسكرية خلال حقبة الستينيات".