بعد انخفاضها 2040 للجنيه.. مفاجأة بأسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة محليًا وعالميًا    زلزال قوي يضرب ساحل الإكوادور (تفاصيل بالخريطة)    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    وزير الزراعة: تحديد مساحات البنجر لحماية الفلاحين وصادراتنا الزراعية تسجل 7.5 مليون طن    عاجل- الحكومة: لا تهاون في ضبط الأسعار.. ورئيس الوزراء يشدد على توافر السلع ومنع أي زيادات غير مبررة    تعليمات جديدة من التعليم للمعلمين ومديري المدارس 2025-2026 (تفاصيل)    أكثر من 40 عضوًا ديمقراطيًا يطالبون ترامب بمعارضة خطة ضم الضفة الغربية    نائب الرئيس الأمريكي يعرب عن تفاؤله إزاء وقف إطلاق النار في غزة    أوكا: الأهلي فاوضني مرتين.. ولهذا السبب رفضت اللعب للزمالك    إصابة 13 شخصا في إنقلاب ميكروباص على طريق «أبوسمبل- أسوان»    عاجل- بدء التقديم لحج الجمعيات الأهلية اليوم.. 12 ألف تأشيرة وتيسيرات جديدة في الخدمات    أبرزهم يسرا وهنا شيحة.. النجوم يتألقون على ريد كاربيت فيلم السادة الأفاضل    أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لهجوم روسي على كييف    محمد عامر: الجونة تضم 18 فندقًا و670 محلًا تجاريًا بينها 110 مطاعم    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    إلغاء مباراة برشلونة وفياريال فى ميامى.. والبارسا يصدر بيانًا رسميًا    وزير الخارجية الأمريكي يبلغ رئيس وزراء العراق ضرورة نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران    إخلاء مقر حاكم ولاية وايومنغ الأمريكية بعد العثور على عبوة ناسفة    هولندا تؤيد البيان الأوروبي الداعي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا    سفيرة قبرص بالقاهرة: مصر خيارنا الأول.. ولو كان بوسعنا اختيار جيراننا لاخترناها    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    الشباب والرياضة تنهى إجراءات تسليم وتسلم إدارة نادى الإسماعيلى للجنة المؤقتة    موعد مباريات اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    المدير التنفيذي للزمالك يكشف كواليس فشل الجمعية العمومية وأسرار الأزمة المالية    أرتيتا: مواجهة أتلتيكو مدريد كانت صعبة.. وجيوكيريس استحق التسجيل    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    القومى للمرأة بسوهاج ينفذ مشروع تحويشة لدعم السيدات اقتصاديا بمركز المراغة    د. محمد العربي يكتب: دور الأزهر في التصدي للفكر الإرهابي    اعترافات المتهم بمحاولة سرقة مكتب بريد العوايد في الإسكندرية: من قنا وجاء لزيارة شقيقته    «حافظوا على سلامتكم».. تحذير من حالة الطقس اليوم: ظاهرة جوية «خطيرة»    وفاة شاب ابتلع لسانه أثناء مباراة كرة قدم في الدقهلية    الحماية المدنية تسيطر على حريق تدوير مخلفات شرق الإسكندرية    تشييع جثمان شاب بأسيوط ضحية انهيار بئر في محافظة المنيا    قرار جديد بشأن استئناف عامل المنيب على حكم سجنه بالمؤبد    سعر الدولار والريال السعودي أمام الجنيه قبل بداية تعاملات الأربعاء 22 أكتوبر 2025    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    تكريم ياسر جلال في مهرجان وهران بالجزائر    فعاليات للتوعية ضد الإدمان وزواج القاصرات بعدد من المواقع الثقافية بالغربية    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    «نحن فى ساحة الحسين نزلنا».. المصريون يحييون ذكرى استقرار رأس الحسين.. وانتشار حلقات الذكر والابتهالات.. وخدمات الطرق الصوفية تقدم الطعام والشربات للزوار.. وطوارئ بمستشفى الحسين الجامعى لخدمة المحتفلين.. صور    انطلاق مهرجان القاهرة الدولى لموسيقى الجاز 30 أكتوبر بمشاركة 12 دولة    سفير الإمارات: العلاقات بين مصر وأبوظبي نموذج مثالي يحتذى به بين الدول    مواقيت الصلاة فى أسيوط الاربعاء 22102025    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت    مجلس كلية طب طنطا يناقش مخطط تدشين مبنى الكلية الجديد    استشاري مناعة: الخريف أخطر فصول العام من حيث العدوى الفيروسية.. واللقاحات خط الدفاع الأول    خطر يتكرر يوميًا.. 7 أطعمة شائعة تتلف الكبد    تخلصك من الروائح الكريهة وتقلل استهلاك الكهرباء.. خطوات تنظيف غسالة الأطباق    أبرزها الموز والزبادي.. أطعمة تجنب تناولها على الريق    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته" .
نشر في الفجر يوم 22 - 08 - 2011

روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته .
أثر تقوى المؤمن على حياته الدنيا
أمر الله تعالى عباده بالتقوى في كثير من النصوص، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}(النساء:1) وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(المائدة:7)، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8). وفي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته». وعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: «عليك بتقوى الله ما استطعت»(المعجم الكبير). وقال عليه السلام: «فاتقوا الله ولو بشق تمرة»(صحيح مسلم). ومن تتبع النصوص نجد أن كلمة التقوى ومشتقاتها وردت مستفيضة فيها، إذ وردت في القرآن الكريم في مئتين وتسع وثلاثين آية، أما في السنة النبوية فإن حصرها من الصعوبة بمكان. ولا يستغرب المرء ورودها بهذه الاستفاضة إذا علم أنها مفتاح سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة .
والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه .
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51 ).
أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية .
وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو .
ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77 ).
بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً .
ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون .
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51 ). والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51).
أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية.
وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.
ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77).
بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.