إيران تطلب من الإسرائيليين مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة " لإنقاذ حياتهم "    وزير الشباب يقترح إضافة مادة جديدة على تعديلات قانون الرياضة    ليعود في أسرع وقت.. الخطيب يوجه بتوفير الرعاية الكاملة لإمام عاشور    السيطرة على حريق بمولد كهربائي داخل ثلاجة خضار بسوق العبور    وزير الثقافة يفتتح الدورة 45 للمعرض العام بمشاركة 326 فنانًا    عزاء نجل الموسيقار صلاح الشرنوبى فى مسجد الشرطة بالشيخ زايد.. الثلاثاء    قبل عرض 7Dogs.. كيف روج تركي آل الشيخ للفيلم؟    عضو بالبرلمان التونسي: «الإخوان» اخترقوا قافلة الصمود وحولوها لمنصة تهاجم مصر وليبيا    محافظ جنوب سيناء وسفير الهند يبحثان سبل تعزيز التعاون السياحي وإنشاء مدرسة دولية متخصصة في رياضة اليوجا بسانت كاترين    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    «الشروق» تكشف موقف بن شرقي بعد الغياب عن مباراة إنتر ميامي    رحلة إلى الحياة الأخرى.. متحف شرم الشيخ يطلق برنامجه الصيفي لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية القديمة    لميس الحديدي: كرة اللهب تتناوب بين تل أبيب وطهران.. ولا نهاية قريبة للحرب    شباب القلب.. 4 أبراج تتمتع بروح الطفولة    بعد تصدره «التريند».. الحسن عادل: «أغنياتي نابعة من إحساسي وبتعبر عن مشاعري»    أمين الفتوى يوضح حكم الزيادة في البيع بالتقسيط.. ربا أم ربح مشروع؟    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    أوليس أفضل لاعب بمباراة بايرن ميونخ ضد أوكلاند سيتى فى كأس العالم للأندية    السعودية: وصول طلائع الحجاج الإيرانيين إلى مطار "عرعر" تمهيدًا لمغادرتهم    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوجيهات رئاسية جديدة تتصدر نشاط السيسي اليوم    رسمياً.. جينارو جاتوزو مديراً فنياً لمنتخب إيطاليا    عائلة تطرح جزيرة في اسكتلندا للبيع بسعر أقل من 8 مليون دولار    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    «جزار الوراق» ينكر التعدي على تلميذة: «ردت علىَّ بقلة ذوق فضربتها بس» (خاص)    صراع مع آلة لا تعرف الرحمة.. «نيويورك تايمز»: الذكاء الاصطناعي يدفع البشر للجنون    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وإلقاء جثته بمقابر أسوان    رامي جمال يوجه رسالة لجمهور جدة بعد حفله الأخير    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    التعليم: تدريب مجاني لمعلمي الإنجليزية بالتنسيق مع السفارة الأمريكية -(مستند)    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    10 سلوكيات خاطئة ابتعدى عنهم مع أطفالك حفاظا على صحتهم    التنظيم والإدارة يعلن ترتيب امتحانات مسابقات التوظيف بالجهاز الإداري للدولة    رئيس جامعة المنوفية يرأس لجنة مقابلات لتجديد مناصب مديري العموم وأمناء الكليات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    محافظ الغربية يجرى جولة مفاجئة داخل مبنى الوحدة المحلية بسبرباى بمركز طنطا    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا ل رئيس الوزراء (تفاصيل)    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    طريقة عمل فطيرة السكر باللبن في خطوات بسيطة    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    سعادة بين طلاب الثانوية العامة في أول أيام مارثون الامتحانات بالقليوبية    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    استمرار استقبال محصول القمح المحلي للمواقع التخزينية بالشرقية    "طوارئ" بشركات الكهرباء تزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    ماراثون الثانوية العامة بدأ.. طلاب الأقصر يتوافدون على اللجان لأداء أول يوم امتحانات    الأهلي أوقفه.. ميسي يتعطل لأول مرة في كأس العالم للأندية    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    تعليق ساخر من مجدي عبد الغني على مدرب الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته" .
نشر في الفجر يوم 22 - 08 - 2011

روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته" .

أثر تقوى المؤمن على حياته الدنيا

أمر الله تعالى عباده بالتقوى في كثير من النصوص، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}(النساء:1) وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(المائدة:7)، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8). وفي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته». وعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: «عليك بتقوى الله ما استطعت»(المعجم الكبير). وقال عليه السلام: «فاتقوا الله ولو بشق تمرة»(صحيح مسلم). ومن تتبع النصوص نجد أن كلمة التقوى ومشتقاتها وردت مستفيضة فيها، إذ وردت في القرآن الكريم في مئتين وتسع وثلاثين آية، أما في السنة النبوية فإن حصرها من الصعوبة بمكان. ولا يستغرب المرء ورودها بهذه الاستفاضة إذا علم أنها مفتاح سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51).
أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية.
وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.
ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77).
بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51).والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه.

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51).

أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية.

وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.

ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77).

بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.

ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.