7 أسباب تجعلك تشتهي المخللات فجأة.. خطر على صحتك    بعد تراجعه.. هل تستطيع مصر استعادة مستويات انتاج الغاز بحلول 2027؟    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    أمن الفيوم يُعيد شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة لأسرته بعد تقديم الرعاية اللازمة    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    وصلة هزار بين أحمد وعمرو سعد على هامش حفله بالساحل الشمالي (فيديو)    وزارة العمل تعلن عن 11 فرصة عمل للمصريين في الأردن برواتب تصل إلى 350 دينارًا    مقاومة المضادات الحيوية: خطر جديد يهدد البشرية    أمر ملكي بإعفاء رئيس مؤسسة الصناعات العسكرية ومساعد وزير الدفاع السعودي    موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو .. تعرف عليه    مانشستر يونايتد يدرس التحرك لضم آدم وارتون    جوان ألفينا يبدأ مشواره مع الزمالك بأداء واعد أمام المقاولون العرب    رد فعل شتوتغارت على أداء فولتماد أمام بايرن    أس: تشابي ألونسو ينوي الدفع بماستانتونو ضد أوساسونا    جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد    الأعلى للجامعات يعلن موعد اختبار المواد التكميلية لشهر سبتمبر 2025    الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: عدد سكان مصر يبلغ 108 ملايين نسمة    تحريات لكشف ملابسات اتهام مسن بمحاولة التهجم على سيدة وأطفالها بمدينة 6 أكتوبر    محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص بطريق "الإسماعيلية- الزقازيق" الزراعى    وزير السياحة: حملة "إحنا مصر" تستهدف تحسين تجربة السائح والخدمة المقدمة    تصرف مفاجئ من أحمد حلمي خلال حفلة عمرو دياب بالساحل الشمالي    فنون شعبية وطرب أصيل في ليالي صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا    رد ساخر من البيت الأبيض بعد تقارير عن العثور على وثائق حساسة تخص قمة ألاسكا    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    وكيل صحه الأقصر يتفقد وحدة الكرنك القديم الصحية لمتابعة سير العمل    صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"    إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    رئيس شئون القران بالأوقاف: مسابقة دولة التلاوة رحلة لاكتشاف جيل جديد من القراء    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    حقيقة انتقال هاكان للدوري السعودي    رئيس هيئة قناة السويس يوجه بصرف مليون جنيه دعما عاجلا لنادى الإسماعيلى    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    ربان مصري يدخل موسوعة جينيس بأطول غطسة تحت المياه لمريض بالشلل الرباعي    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    وظائف شاغرة بالمطابع الأميرية.. تعرف على الشروط والتفاصيل    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    محافظ كفر الشيخ يدشن مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة ضمن مبادرة 100 مليون شجرة    مدير عام الطب البيطري سوهاج يناشد المواطنين سرعة تحصين حيواناتهم ضد العترة الجديدة    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    مصرع شخص وإصابة 24 آخرين إثر انحراف قطار عن مساره في شرق باكستان    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    فتنة إسرائيلية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    رويترز: سماع دوي انفجارات قرب محطة للكهرباء في العاصمة اليمنية صنعاء    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الأونروا: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج فورًا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    ملخص وأهداف مباراة ريال مايوركا ضد برشلونة 3-0 فى الدورى الإسبانى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته" .
نشر في الفجر يوم 22 - 08 - 2011

روى أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته" .

أثر تقوى المؤمن على حياته الدنيا

أمر الله تعالى عباده بالتقوى في كثير من النصوص، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}(النساء:1) وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(المائدة:7)، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8). وفي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوصيك بتقوى الله في سِرِّ أمرك وعلانيته». وعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: «عليك بتقوى الله ما استطعت»(المعجم الكبير). وقال عليه السلام: «فاتقوا الله ولو بشق تمرة»(صحيح مسلم). ومن تتبع النصوص نجد أن كلمة التقوى ومشتقاتها وردت مستفيضة فيها، إذ وردت في القرآن الكريم في مئتين وتسع وثلاثين آية، أما في السنة النبوية فإن حصرها من الصعوبة بمكان. ولا يستغرب المرء ورودها بهذه الاستفاضة إذا علم أنها مفتاح سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51).
أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية.
وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.
ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77).
بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51).والمعنى اللغوي لكلمة التقوى هو الخشية والخوف، كما ورد ذلك في التاج، وورد في لسان العرب اتقيت الشيء يعني حذرته. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة بمعناها اللغوي. وعليه فإن تقوى الله خشيته والخوف والحذر منه ويكون ذلك بالامتثال لأمره واجتناب نواهيه.

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56) والعبادة هنا الطاعة ولا تتحقق إلا بالتقيد بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، وقد جعل المولى عز وجل للإنسان جزاءً على هذه الطاعة، ونلاحظ عند استعراض النصوص أن الجزاء نوعان: الأول جزاءٌ أخروي بعد الموت، والثاني جزاءٌ دنيوي في حياته، أما الأول فهو الفوز بالجنة والنجاة من النار وما هو أكبر من ذلك وهو رضوان الله يوم الحساب في الآخرة، قال تعالى: {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}(آل عمران: 15)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}(الحجر:45)، وقال: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الشعراء:90)، وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}(الدخان:51).

أما الجزاء الدنيوي، وهو موضوع هذه الكلمة، فهو كثير ومتعدد، وهو ما دلت عليه نصوص كثيرة ثابتة بشكل قطعي في القرآن الكريم، وهي التي بيّنت الجزاء الدنيوي للمؤمن في حياته الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق:4)، أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، وقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2-3)، أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، وقال: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}(الأنفال:29)، من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفِّق لمعرفة الحق من الباطل فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيام، وقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}(آل عمران:120)، وهنا يرشدهم ربهم إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله المحيط بأعدائهم، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب:70-71)، أي يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من يراه وأن يقولوا قولاً مستقيماًً لا اعوجاج فيه ولا انحراف فإذا فعلوا ذلك يوفقهم للأعمال الصالحة، وقال: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}(البقرة:194)، أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة، وقال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}(الليل: 5-7)، أي إن أخرج ما أمر به واتقى الله في أموره وتصدق بما أنعم الله عليه فسنيسره للخير، وقال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}(الأعراف:96)، أي لو آمنت قلوبهم بما جاءت به الرسل واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات لفتحنا عليهم قطر السماء ونبات الأرض، وقال:{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}(البقرة:282)، أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زجره يوفقكم لمعرفة الحق من الباطل، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(الحديد:28)، يؤتكم كفلين أي ضعفين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون فيه يعني هدى يتبصر به العمى والجهالة. وقد يمتد تأثير تقوى المرء إلى عقبه من بعده، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}(الكهف:82) هذا غيض من فيض يظهر منه أثر التقوى على حياة المؤمن اليومية.

وهكذا فإن الإنسان في حياته اليومية واقع بين تدبيرين الأول من عنده وضمن دائرة الأفعال الاختيارية، والثاني من عند الله وضمن دائرة القضاء، أي الأفعال التي تحصل منه أو عليه ولا شأن له بجلبها أو دفعها، وقد كان الوحي ينزل على رسول الله يبين أشكال التدبير المختلفة مع حصول الحوادث، فأخبر أنه نصرهم في بدر بالملائكة وكذلك في حنين، وفي الخندق بالريح، وبعد انقطاع الوحي استمر التدبير بدون بيان أو تفسير، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.

ويلاحظ أن النصوص التي أتت بالجزاء الدنيوي أتت في ثنايا الجزاء الأخروي، ولا يكاد يظهر الجزاء الدنيوي لكثرة ما ورد من نصوص تتعلق بالجزاء الأخروي، ولا غرابة في ذلك إذا علم أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء»(سنن الترمذي)، وقال سبحانه: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(الأنعام:32)، وقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ}(العنكبوت:64)، وقال: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}(محمد:36)، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ}(الحديد:20)، وقال: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77).

بقيت مسألة واحدة وهي كيف يحصِّل المسلم التقوى؟ الجواب: يحصِّلها بالعلم والعمل به. والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى أتم، كلما كانت المعرفة به أتم، وكلما كان العلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. وفي حديث عائشة قالت: «صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية»(صحيح البخاري)، وعن أنس رضي الله عنه قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين»(صحيح البخاري). والجهل بالأحكام الشرعية يقود إلى المعصية، قال عز وجل: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ}(الأنعام:54)، وقال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ}(النحل:119) وكذلك فإن العلم بالأحكام الشرعية دون العمل بهذا العلم يغرق صاحبه في المعصية بأشد من معصية الجاهل حساباً وعذاباً؛ لأن من لا يعمل بعلمه فقد ضلَّ على علمٍ، وعصى على لؤمٍ، وهذا مصيره مظلم والعياذ بالله، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(الجاثية 23) وقال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف 175- 176). فالعلم مع العمل به مدخل التقوى، لأن الذي لا يعلم حقيقة جلال قدره وعظم شأنه وعزيز سلطانه وكمال صفاته ودقيق حسابه وأليم عذابه ونعيم جزائه وشديد عقابه وكرم عفوه وضيق لعنته وواسع رحمته عز وجل لا يتقه ولا يخشاه، وكلما ازداد الإنسان علماً بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وعمل بعلمه ازداد تقوى وخشية منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً.

ولتشيع التقوى بين الناس وتكون من صفات المجتمع، لابد من إيجاد الأجواء الإيمانية، بتطبيق الأحكام الشرعية، وإظهار الصلاح والأمر بالمعروف، وطمس الفساد والنهي عن المنكر، وبث المفاهيم الشرعية والمحافظة على القيم الإسلامية. وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد المجتمع الإسلامي بإقامة الخلافة، فالخلافة وحدها تحفظ للأمة دينها وتنقي أجواءها الإيمانية وتثير التقوى في شعوبها، لتعود خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. فإلى العمل مع حزب التحرير لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور:51).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.