نقلت صحيفة سبورت الكاتالونية تصريحات عن مدرب المنتخب الأرجنتيني باتيستا أن ميسي يقوم بدور جيد في التشكيلة وهي إغلاق المساحات الواسعة أثناء اللعب. هذا الدفاع "الغريب" من مدرب التانغو عن لاعبه الأفضل في العالم ليو ميسي، لا يبدو إلا وسيلة لتخليص نفسه من الانتقادات التي توجه إليه من اليوم الأول لبطولة كوبا أميركا بعد التعادل المخيب لمستضيف البطولة مع فنزويلا بهدف لهدف.
لا أحد ينكر أن أداء ميسي مع برشلونة مختلف تماماً عن أدائه في المنتخب، لكن ذلك ليس ذنب الفتى الأرجنتيني، فكرة القدم لعبة جماعية وليست فريدة، وميسي في برشلونة ما كان ليفعل شيئاً دون تشافي وانييستا وبيدرو وبويول وبيكيه كل منظومة برشلونة الحديدية.
تلك الأجواء مفقودة في المنتخب الأرجنتيني، رغم احتوائه على أفضل لاعبي العالم فبالإضافة إلى ميسي هناك أغويرو ودي ماريا وهيغواين وكامبياسو وميليتو وتيفيز وسم من شئت من النجوم الذين يصولون ويجولون في ملاعب أوروبا.
فالمشكلة في المنتخب الأرجنتيني هي في المدرب، الذي لا يستفيد من مهارات لاعبيه وقدراتهم في أرضية الملعب، فمن يطلب من لاعب مثل ميسي أن يغلق المساحات، فهو بالتأكيد لم يستوعب بعد الدور الذي يمكن أن يقوم به الفتى الذهبي على أرض الملعب.
فلاعب برشلونة يخلق المساحات ويفتحها ولا يغلقها، ويناور ويحاور بالكرة وبدونها حتى يصل إلى شباك الخصم، أو يساعد في الوصول إليها، وأهدافه ال53 في الموسم الماضي مع برشلونة وتمريراته الحاسمة خير دليل على ذلك.
قبل البطولة، صرح المدرب الأرجنتيني أنه سيسخر المنتخب بأكمله، لتوفير الأجواء اللازمة لميسي ليلعب كما يلعب في برشلونة، وهذا خطأ كبير وقع فيه المدرب، فما عملت المجموعة يوماً من أجل فرد، وكان الأولى أن تسخر ميسي لخدمة المجموعة كما يفعل غوارديولا.
خافير ماسكيرانو لاعب الأرجنتين وبرشلونة، قال في حينها أنه يخشى من فكرة اللعب بشكل يشبه برشلونة، لأنه لاعب خبير، ويعلم أن لكل فريق ميزته وأسلوبه، فلا ينفع هذا مع ذاك، ولا تلك الطريقة مع ذلك الفريق، وبات المنتخب الأرجنتيني كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة، فم يتقنها ونسي مشيته الأصلية.
ميسي يهاجم في كل صحف الأرجنتين، لكن أياً من الصحف لم تفطن كثيراً للدور الغريب الذي يقوم به المدرب وهو يجرب اللاعبين في بطولة كهذه، وكان يجب على صحيفة ما أن تقول للمدرب " إغلاق المساحات ليست مهمة ميسي يا باتيستا".