قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن قرار اليونان منع اسطول الحرية الثانى من الابحار إلى قطاع غزة يمثل المؤشر الاخير الواضح والاكيد على التقارب الحاصل فى العلاقات بين اليونان واسرائيل والذى بدأ خلال صيف 2010 .. مشيرة فى هذا الصدد إلى ان وزارة الخارجية اليونانية بررت فى بيان لها امس الاول اعتراض السفينة الامريكية من جانب خفر السواحل بقلقها حفاظا على الارواح . واشارت "لوموند" فى موقعها على شبكة المعلومات الدولية /الانترنت/اليوم إلى ان وزير الخارجية الاسرائيلى افيجدور ليبرمان رأى من جانبه أن منع اليونان الاسطول من المرور عبر مياهها يمثل ثمرة "عمل دبلوماسى" اسرائيلى خاصة مع اليونان . واوضحت الصحيفة الفرنسية ان اليونان التى انتظرت حتى عام 1991 للاعتراف رسميا بالدولة الاسرائيلية والتى طالما عرف عنها بأنها موالية للعرب بدأت تسعى لاعادة توازن سياستها الخارجية تجاه اسرائيل فى بداية عام 2000 .. وقد ضاعف جورج باباندريو وزير الخارجية اليونانية آنذاك والذى يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء من محاولات الوساطة فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى ... وشهد صيف 2010 مرحلة اضافية فى العلاقات الثنائية بين الدولتين إذ اجرى باباندريو فى شهر يوليو من هذا العام زيارة رسمية لاسرائيل ... ثم قام رئيس الوزارء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو بزيارة مماثل لاثينا بعد مرور شهر على زيارة باباندريو . ووصفت الصحيفة زيارة نتنياهو بالتاريخية بالنظر إلى انها اول زيارة رسمية يقوم بها رئيس حكومة اسرائيلى لليونان . واشارت "لوموند" إلى أن العلاقات بين اليونان واسرائيل لم تقف عند حد المسائل العسكرية .. والزيارة التى قام بها افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلى لليونان خلال الفترة من 12 إلى 16 يناير من العام الحالى اثبتت ذلك . فقد اعلن اثر اللقاء الذى عقده ليبرمان مع نظيره اليونانى ديميترى دروتساس عن تأسيس مجلس للتعاون بين البلدين .. وسوف يكلف هذا المجلس بتغطية مجالات متعددة مثل الاقتصاد والسياحة والثقافة والطاقة والتنيمة الزراعية و التكنولوجيا المتقدمة. واختتمت "لوموند" مقالها بالاشارة إلى ماأكده دينيه بوشار مستشار شئون الشرق الاوسط فى المعهد الفرنسى للدراسات الدولية أن اليونان التى تعانى وضعا اقتصاديا صعبا لاترغب فى تعريض علاقاتها مع اسرائيل للخطر .