شهدت مدينة تعز يوم أمس الثلاثاء اشتباكات عنيفة استمرت ساعات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحين من أنصار الثورة سقط فيها قتلى وجرحى. يأتي ذلك في ظل استمرار المظاهرات التي تطالب برحيل النظام وحدوث انشقاقات في صفوف الحرس الجمهوري. وقال مراسل الجزيرة حمدي بكاري إن قوات صالح قصفت بالدبابات والمدفعية ساحة الحرية وحي الروضة، حيث منزل إحدى الشخصيات المؤيدة للثورة اليمنية.
وأضاف أن الاشتباكات استمرت ساعات واستخدمت فيها القوات الموالية لصالح الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأطلقت القذائف على المنازل.
وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قويّة في أنحاء متفرّقة من مدينة تعز.
من جهة أخرى، قال سكان من منطقة أرحب القبلية القريبة من صنعاء إن عشرين شخصا قتلوا وجرح 64 آخرون خلال شهر من القصف المستمر من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
في غضون ذلك تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في اليمن مطالبة بمحاكمة الرئيس صالح الذي يستعد للظهور من خلال التلفزيون الرسمي لبلاده.
ففي صنعاء خرجت ثلاث مسيرات حاشدة تدعو لمحاكمة صالح ونجله وأبناء أخيه لارتكابهم ما وصفه المتظاهرون ب"القمع والقتل ضد الشعب اليمني وقصف القرى اليمنية من قبل قواتهم"، كما طالبت المسيرات بالحرية لجميع المعتقلين في عموم اليمن.
وفي محافظة شبوة خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة من ساحة التغيير في المحافظة، حيث طالب ائتلاف الثورة الشعبية الذي نظم المظاهرة بضرورة مغادرة جميع أركان نظام صالح، وردد المتظاهرون هتافات تقول "لا وصاية خارجية، نحن من يحمي الأوطان".
وفي صنعاء أعلن ثلاثمائة جندي من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وشرطة النجدة اليمنية انضمامهم إلى الثوار بساحة التغيير بصنعاء.
وأضاف متحدث باسم القوات الموالية للثورة أن هناك الكثير من المفاجآت في الأيام المقبلة فيما يخص انضمام قوات الأمن المركزي إلى الثوار.
وفي غضون ذلك، التقى عبد ربه منصور هادي القائمُ بأعمال الرئيس اليمني وفدَ المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تلتقي البعثة ممثلين عن الحكومة وأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في اليمن.
وكان عبده الجندي نائب وزير الإعلام اليمني أعلن أن الرئيس سيخاطب اليمنيين عبر مقابلة سيجريها التلفزيون الرسمي اليمني في الرياض، حيث يخضع للعلاج منذ ثلاثة أسابيع، لكن المقابلة لن تذاع إلا بعد يوم الخميس.
وأكد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن الرئيس سيحدد في كلمته "الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة والإصلاحات السياسية المتوقعة".
ولمواجهة أزمة النفط التي يعاني منها اليمن بسبب الاحتجاجات، أكد مسؤول رفيع المستوى لرويترز أمس أن اليمن قد يبدأ عملية عسكرية لتأمين وإصلاح خط أنابيب مأرب النفطي الرئيس المغلق منذ تعرضه لهجوم في منتصف مارس/آذار.
وقال المسؤول اليمني إن الحكومة تجري محادثات مع "رجال قبائل يعرقلون إصلاح خط أنابيب مأرب".
يذكر أن كلا الجانبين يحملان بعضهما بعضا مسؤولية الهجوم على خط الأنابيب الذي يمتد 225 كلم، بدءا من حقول نفط مآرب بوسط اليمن إلى عدن في الجنوب.