بدأ الاف المحتجين الشباب الثلاثاء يحتشدون في وسط صنعاء للتظاهر ضد عودة الرئيس علي عبدالله صالح الى البلاد، فيما سيطر مسلحون معارضون للنظام على معظم احياء مدينة تعز جنوب صنعاء في اعقاب مواجهات مع القوات الموالية. وفي جنوب اليمن، قتل 39 شخصا بينهم تسعة جنود وقيادي في تنظيم القاعدة في مواجهات في محيط مدينة زنجبار، حسبما افادت مصادر امنية وموقع وزارة الدفاع.
وفي صنعاء، ينوي الشباب المحتشدون في ساحة التغيير استعداد لتظاهرة حاشدة مناهضة لصالح، انهم ينوون التوجه نحو منزل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للمطالبة "باقامة مجلس رئاسي انتقالي"، بحسب المنظمين للتظاهرة.
ويتولى منصور هادي بموجب الدستور صلاحيات الرئاسة في غياب صالح الموجود في الرياض للعلاج.
وقال القيادي في شباب "الثورة السلمية" وسيم القرشي لوكالة فرانس برس ان "الشباب عبروا عن فرحهم لخروج صالح من البلاد لكننا تحركنا بعد ان سمعنا بان الرئيس السابق ينوي العودة، ونحن نريد ان يسمع المجتمع الدولي صوتنا".
واضاف ان صالح "حر بان يعود الى البلاد، ولكن كمواطن عادي".
الى ذلك، افاد شيخ قبلي ان مدينة تعز التي تعد من اهم معاقل الحركة الاحتجاجية في اليمن، باتت تقع بمعظمها تحت سيطرة مسلحين قبليين معارضين للنظام ومؤدين "لثورة الشباب".
وقال الشيخ سعيد المخلافي الذي يعد من اهم مشايخ المنطقة لوكالة فرانس برس "اعتبر انها سقطت في يد الثوار سقوط فعلي".
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان معظم احياء المدينة باتت تحت سيطرة مسلحين ولجان "شعبية" لحماية المنشآت والاحياء.
الا ان قوات موالية للحكومة لا تزال متواجدة بالقرب من القصر الرئاسي وفي مقار قوى الامن المركزي والحرس الجمهوري وفي محيط مستشفى الثورة.
ونفت وزارة الداخلية ان يكون المسلحون قد سيطروا على تعز.
وذكر الشيخ المخلافي ان المسلحين القبليين انتشروا في المدينة "لحماية المتظاهرين السلميين ...بعد المجزرة التي تعرضوا اليها على يد عناصر النظام".
وكان اكثر من خمسين متظاهرا قتلوا في 30 ايار/مايو في تعز بحسب الاممالمتحدة عندما فرقت قوات الامن بالقوة المعتصمين من وسط المدينة.
وقال الشيخ القبلي "نحن كقبائل ... منتشرون حول معظم المنشآت الحكومية (...) لحمايتها من الاعتداءات البلاطجة".
وعن استمرار سيطرة القوات الموالية لصالح على مقار حكومية، قال الشيخ ان "+حراس الثورة+ يمكنهم السيطرة على المدينة في الكامل خلال ساعات لكن هناك منشآت تحتاج لترتيبات لتسليمها لايد امينة".
واشار الى وجود اتصالات مع ضباط من القوات الموالية للنظام لتجنب الاشتباك وقال "هناك ضباط كثيرون يقولون +لا نريد قتال اخواننا من دون سبب+".
وخلص الى القول "انا اعتبر ان النظام في حكم المنتهي في الجمهورية ككل وليس في تعز فقط".
واستمرت المواجهات صباح الثلاثاء بين المسلحين المدنيين والقوات الموالية لصالح وخصوصا الحرس الجمهوري والامن المركزي.
وكانت المواجهات اندلعت منذ ايام في تعز بين قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح ومسلحين مدنيين.
واصيب الرئيس اليمني الجمعة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل السبت الاحد الى السعودية لتلقي العلاج مع مسؤولين كبار اصيبوا في الهجوم نفسه.
وعلى صعيد آحر، قتل 39 شخصا بينهم تسعة عسكريين في مواجهات ليل الاثنين الثلاثاء مع تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما افاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس وموقع وزارة الدفاع.
وقال المصدر ان "مواجهات عنيفة وقعت بين افراد الجيش ومسلحي القاعدة في منطقة المطلع والكود جنوب زنجبار عندما تقدمت الوحدات نحو المدينة لاقتحامها" مشيرا الى ان ذلك "ادى الى مقتل 9 عسكريين واصابة عشرة على الاقل بجروح".
وذكر المصدر ان الطرفين استخدما الاسلحة الرشاشة والمدفعية وقذائف الهاون.
وشدد المصدر على ان "الجيش سيواصل معاركه ضد التنظيم لاستعادة المدينة".
واكد مصدر طبي في عدن لوكالة فرانس برس حصيلة قتلى الجيش.
وافاد شهود عيان في جعار ان التنظيم شيع عددا من ضحايا المواجهات.
وفي وقت لاحق، افاد موقع وزارة الدفاع اليمنية ان ثلاثين عنصرا من القاعدة بينهم "القيادي" حسن العقيلي قتلوا في المواجهات مع الجيش خلال الليل في محيط زنجبار.
كما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس ان سلاح الجو "استهدف معاقل التنظيم في منطقة العرقوب وفي بلدة شطره الساحلية شرق زنجبار".
وما زال مسلحون يقدمون على انهم من تنظيم القاعدة يسيطرون على زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية التي تعد من معاقل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.