اتهمت حكومة أوباما الثلاثاء روسيا بالتخطيط لإمداد سوريا بطائرات هجومية جديدة، وهي الخطوة التي حذر مسؤولون أمريكيون من أنها ستتسبب في تصعيد الأزمة في سوريا بشكل كبير وتتناقض مع مزاعم روسيا أنها لا تدعم حملة الرئيس بشار الأسد العنيفة ضد المعارضة. نشرت صحيفة واشنطن بوست خبراً أوردت فيه أن روسيا، الحليف منذ فترة طويلة ومورد السلاح الرئيسي للحكومة السورية، اعترفت بأنها تواصل وفائها بالتعاقدات التي تهدف إلى تصدير الشحنات العسكرية إلى دمشق، بينما تؤكد أنها لا تمد سوريا بأسحلة يمكن أن تستخدمها الحكومة ضد معارضيها. لكن في انتفاد مباشر وبشكل غير معتاد، رفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء هذه التأكيدات ووصفتها بأنها "غير صحيحة تمامًا". وأضافت "لقد واجهنا الروس بشأن وقف شحنات الأسلحة التي يتم تصديرها إلى سوريا بشكل متواصل". وأشارت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني إلى أن الشحنات الروسية، برغم أنها قانونية، تُمهد لمواجهة دبلوماسية جديدة مع حكومة أوباما في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن وحلفائها الأوروبيين والعرب لإقناع موسكو بالمشاركة في تصعيد الضغوط الدبلوماسية على الأسد لوضع حد ل 15 شهراً من سفك الدماء. وستصل الشحنات – التي يعتقد مسؤولون أمريكيون أنها في طريقها إلى دمشق – في الوقت الذي تُصعِّد فيه الحكومة السورية استخدامها للقوة ضد معاقل المعارضة، بما في ذلك نشر مروحيات هجمومية روسية الصنع من الاحتياطي الموجود لديها حاليًا. واعترف مسؤول بارز من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء لأول مرة بأن سوريا في خضم حرب أهلية، وذلك في تأكيد منه على المخاوف المتزايدة. وصرح المسؤول، هيرفيه لادسو، لوكالة رويترز ووكالات أنباء فرنسية خلال مقابلة معه أن "مايجري بوضوح هو أن الحكومة السورية فقدت بعض مساحات كبيرة من الأراضي، العديد من المدن، التي وقعت في يد المعارضة وترغب في استعادة السيطرة عليها". ورداً على سؤال حول عما إذا كان يمكن وصف الصراع بأنه "حرب أهلية واسعة النطاق"، أجاب المسؤول "نعم، أعتقد إننا نستطيع قول ذلك". تصاعد المخاطر قال مسؤولون أمريكيون وآخرون من الأممالمتحدة ان العنف في سوريا يتخذ بشكل متزايد أبعاد الصراع الطائفي، مع الحكومة المدعومة من قِبَل مليشيات شيعية من الأقلية العلوية التي تقاتل ضد الأغلبية السنيَّة المعارضة للأسد. ويشكل العنف أيضًا تهديداً بشكل كبير على مراقبي الأممالمتحدة الثلاثمائة أو أيًا كان عددهم. وأُجبر فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة كان يحاول الوصول إلى البلدة الشمالية التي تم اجتياحها الأسبوع الماضي بسبب الأعمال القتالية على التراجع بعد أن قامت الحشود الغاضبة من أهالي البلدة برشقه بالحجارة والقضبان المعدنية. وتم إطلاق النار على ثلاث سيارات تابعة للفريق، لكن الأممالمتحدة ذكرت خلال بيان أن مصدر إطلاق النار غير واضح. وذكرت الصحيفة أن العشرات يموتون يوميًا جراء الهجمات التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين وفي قصف البلدان والمدن في جميع أنحاء سوريا حيث تقاتل الحكومة لتفرض سيطرتها على العديد من المناطق التي سقطت تحت سيطرة المتمردين.