اطلقت مادونا مساء الخميس في اسرائيل جولتها العالمية الجديدة المرتقبة جدا من ملعب رامات غان لكرة القدم قرب تل ابيب امام 35 الفا من محبي ملكة البوب الاميركية. وبدا العرض وكأنه مستوحى كثيرا من مشهدية فيلم "دا فينتشي كود"، فقد افتتح على عرض كهنة يرتدون ملابس مصنوعة من قماش المسح عراة الصدر، يحملون مبخرة مذهبة وصليبا احمر ضخما على خلفية قرع اجراس وتراتيل دينية كنسية وصلوات يهودية . ومن ثم قامت مادونا بتمارين رماية من مسدس مع راقصيها مطلقة الرصاص الوهمي باتجاه الحضور عند ادائها اغنيتي "ريفولفير" و"غانغ بانغ". وقد ارتدت مادونا خلال عرضها كعادتها، بزة السموكينغ والسراول الاسود والصدرية والقميص الابيض وبزة الفتاة الطبالة باللونين الاحمر والابيض فضلا عن حمالة الصدر المخروطية الشكل الشهيرة التي صممها جان بول غوتييه. وقد قامت مادونا على عادتها طوال الحفلة بعمليات تحول جذرية على المسرح الشاسع الذي صمم خصيصا للحفلة. وقالت كوكوا شاندلييه (41 عاما) المعجبة التي اتت خصيصا من هاواي لوكالة فرانس "من الطبيعي ان تبدأ جولتها من اسرائيل لانها اعتمدت ثقافتها وديانتها". واكدت المعجبة التي وضعت على رأسها شعرا اصطناعيا وارتدت ملابس غريبة انها لا تفوت اي حفلة لمادونا. واكدت الاسرائيلية كارمين زنداني (32 عاما) "ما من شيء افضل من مادونا في الارض المقدسة. انها واحدة منا!" وتزور مادونا اسرائيل بانتظام وهي من اتباع تقليد الكابالا الصوفي اليهودي. وخلال جولتها العالمية التاسعة ستحيي مادونا اكثر من 80 حفلة في حوالى ثلاثين بلدا في الشرق الاوسط واوروبا والقارة الاميركية. وتنتهي الجولة مطلع العام 2013 في استراليا التي لم تقدم فيها المغنية الاميركية اي حفلة منذ 20 عاما. وتترافق هذه الجولة وهي الاولى لها منذ جولتها الشهيرة الناجحة "ستيكي اند سويت" في 2008 و2009، مع صدور البومها الاخير "ام دي ان ايه" وهو الثاني عشر لها، في اذار/مارس الماضي. وقد دفع بعض المعجبين في اسرائيل مبلغ خمسة الاف شيكل (الف يور) بما في ذلك سعر ليلة في الفندق لحضور الحفلة. وكانت نفدت بطاقات الحفل سريعا وكانت الاسعار في البداية ترواح بين 240 و2400 شيكل (50 الى 500 يورو). وعلى مدى ساعة وخمسين دقيقة، قدمت مادونا لجمهورها حوالى عشرين اغنية من بينها بعض من اشهر اغانيها مثل "لايك ايه فيرجين" و"ماتيريال غيرل" و"بابا دونت بريتش". وقد انتج الحفلة الاسرائيلي شوقي فايس وشركة "لايف نايشن" وكلف العرض اكثر من 15 مليون شيكل (ثلاثة ملايين يورو). وقالت المصممة اريان فيليبس التي تصمم ملابس مادونا "هذا العرض ضخم ويتجاوز كل ما قدمته حتى الان. وتغيير ملابسها مرات كثيرة. سبع الى ثماني مرات. وقد حملنا معنا 700 زوج احذية". وقد ارتدت النجمة وراقصوها خلال العرض ملابس صممها الكثير من المصممين من بينهم جان بول غوتييه وجيريمي سكوت والكسندر وانغ ودولتشي اي غابانا. اما احذية مادونا فهي من ماركتي برادا وميو ميو. الا ان مادونا لم تنس النزاع الاسرائيلي-الفلطسيني فوجهت نداء الى السلام من على المسرح وقالت "اخترت ان ابدأ جولتي العالمية في اسرائيل لسبب خاص ومهم جدا. كما تعرفون تشهد منطقة الشرق الاوسط نزاعات منذ الاف السنين. ويجب ان تتوقف". واكدت متوجهة الى معجبيها "لا يمكنكم ان تكونوا من معجبي من دون ان تطمحوا الى السلام في العالم". وتابعت تقول "يجب ان نبدأ من اليوم، كل واحد منا، ففي حال عم السلام منطقة الشرق الاوسط يمكن ان يعم العالم باسره". وحيت النجمة كذلك جهود منظمات تعمل من اجل ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني المتواصل. واوضحت "ثمة منظمات غير حكومية مهمة جدا هنا تمثل فلطسين واسرائيل معا" مؤكدة "من السهل القول: +اريد السلام في العالم+ لكن التحرك من اجل تحقيق ذلك شيء اخر. اذا تمكنا من تجاوز +الانا+ والالقاب واسماء الدول والديانات وعاملنا كل شخص بكرامة واحترام، نكون قد سلكنا طريق السلام". وختمت تقول "لا يمكن تسوية اي نزاع من خلال التسبب بمعاناة لشخص اخر". وعشية الحفلة التقت نجمة البوب ممثلين عن "منتدى السلام الفلسطيني الاسرائيلي" غير الحكومي. وقال ياريف اوبنهايمر مدير حركة "السلام الان" لوكالة فرانس برس "تحدثنا اليها لبضع دقائق وطلبنا منها ان تقول شيئا عن السلام". وتابع "قالت لنا بانها ستقول اكثر من كلمة عن السلام". وتعود اخر حفلة لمادونا في اسرائيل الى العام 2009. وقد احيت يومها حفلتين في تل ابيب. والتقت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزارت حائط المبكى. وقامت مادونا بزيارات خاصة لاسرائيل في عامي 2004 و2007. والنجمة الاميركية ليست يهودية الا انها من اتباع الكابالا التيار الصوفي اليهودي السري وقد اختارت لهذا الغرض اسم استير. وتنتقل مادونا بعدها في اطار جولتها الى ابو ظبي. وتقيم منافستها الشابة ليدي غاغا حفلة في تل ابيب الشهر المقبل.