أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، وأحب شخصا منذ أربع سنوات يصغرني بثلاث سنوات، وهو أيضا يعشقني جدا، وحاليا هو في السنة السادسة طب، وأنا باحضّر ماجستير.. مرت بنا مشكلات من سنة؛ بسبب صاحبة ماما كانت بتشتغل مع مامته ووقعت بيننا، وانفصلنا عن بعض سبع شهور. وخلال هذه الفترة اشتغلت مع رجل أعمال عنده 52 سنة ولم يتزوج؛ لأنه كان مسئولا عن أخواته البنات ومامته، وأنا كنت باعتبره زي بابا وصديق لي، وعرف عني كل شيء، وعرفني على أخواته ومامته، وفاتحني هو وأهله في الزواج مني. طبعا أنا كنت بحب الدكتور، وكنت باجيب كل أخباره، وباحاول أصلح اللي حصل من صاحبة ماما، فقلت له إني باعتبره زي أبي وصديقي وأستاذي، وابتعدت عنه أربع شهور؛ لكنه كان بيتصل بي من رقم آخر ليسمع صوتي ويغلق الخط، ويرسل رسائل كأنه شخص مجهول، ويمر تحت منزلي بالسيارة باستمرار لعله يلمحني؛ حتى وجدته صدفة تحت منزلي، وبدأ يكلمني على أنه صديق وأخ وأب لي، وأنا كنت باحترمه جدا. وفي هذه الفترة أصلحت الأمور بيني وبين الدكتور الذي أحبه ومع والدته؛ لكن المشكلة الآن في أن رجل الأعمال فاتحني في موضوع الزواج هو وعائلته مرة أخرى، وعرض عليّ أن أكون مديرة لمصنعه، والدكتور تقدم لي هذا الشهر أيضا لخطبتي، وأنا مش عارفة أتصرف إزاي؟؟ رجل الأعمال هددني وقال لي إن تزوجت أحدا غيره سوف يجعل الفرح ميتما، وأنا أعرف أنه لديه القدرة على فعل هذا؛ لما لديه من علاقات كبيرة. وهو مش عارف إني رجعت للدكتور وإنه تقدم لخطبتي؛ لأني أخاف أصارحه بهذه الحقيقة ويفعل فيّ شيئا سيئا، مع إن رجل الأعمال لم أقل له أي كلمة حب، ولم أعده بشيء، وهو يعرف أنني أعتبره أبا وصديقا، وأنا مش قادرة أتخطب لحبيبي.. مع العلم إن حبيبي من أسرة متوسطة الحال لكني صابرة عليه، ورفضت عرسان كتير وكلهم فرص ممتازة، وقلت أنا هاكافح معاه واستناه لآخر عمري، وأنا دلوقتي خايفة عليه من رجل الأعمال ومش عارفة أتصرف، وكمان أنا باحترم جدا رجل الأعمال هذا.. ساعدوني أعمل إيه؟؟ simsima الصديقة العزيزة.. لم أتبيّن من رسالتك ما هو غرضك من الرد؛ لأنني لا أجد مقارنة عادلة في هذه الرسالة، أتقارنين شخصية أحببتِها وعشقتِها ورغبتِ في أن يكون صاحبها زوجا لك في يوم من الأيام بهذا الرجل الذي اعتبرته أبا وأخا كبيرا لك؟! وأؤكد كلمة "أخ كبير" لفارق السن بينكما، والذي يقارب ضعف عمرك تقريبا، وعدم احترامه لرغبتك في أن يبتعد عنك، وتهديده إياكِ بأنه سيكون مصدر تعاستك لو لم تتزوجيه، فأي عقل هذا؟؟ وأي نضوج وهو يتصرف وكأنه في الواحد والعشرين من عمره، وحتى من هم في مثل هذا العمر الصغير لا يفعلون هذا، وستكون مقارنته بهم ظلما لهم والله العظيم. توقعت حينما قرأت رسالتك في البداية أن تكون مشكلتك هي فارق العمر الذي بينك وبين هذا الشاب، أو أي شيء بينكما حدث، أو تسبب فيه أحد ما مثلما فعلت هذه السيدة صديقة والدتك -سامحها الله- على ما فعلته التي كانت سببا في تفرقتكما دون حق طوال هذه الفترة؛ ولكن يا صديقتي أريدك أن تعرفي وتتعلمي أنه لا يمكن الوثوق بأحد في هذه الأيام بهذه السهولة؛ خاصة مع أي رجل.. وأنت تقولين إنه صاحب مصنع أي رجل مقتدر، فلمَ انتظر كل هذا الوقت بعد أن جهز أخواته وأصبحن في ذمة ومسئولية رجل آخر، وتغير الأمر لمجرد أنك موجودة؟ عليكِ أن تفكري في هذه النقطة، فأنا لا أصدق أنه ظلّ كل هذا من أجل أهله، فلو كان الأمر كذلك لاستمر على هذا المنوال؛ ولكن أعتقد أن هناك أمرا آخر يخفيه، وقد تملكني الشك رغم عدم معرفتي به. صديقتي.. يجب أن تبتعدي كليا عن هذا الرجل، وتقولي هذا لأهله ولا تعرفيه شيئا عنك أبدا مهما حصل، وتصارحي أهلك بما يفعله دون أي تفاصيل، فلتقولي إنه يفعل هذا لأنه يريد أن يتزوجك، وحينما رفضتي هدّدك بأنه سيجعل حياتك جحيما، وحتى لو اضطر أهلك إلى محادثته وتنبيهه بأنه إن لم يبتعد عنك سيلجأون إلى أقرب قسم شرطة، وتقديمهم لمحضر وطلب عدم تعرض لك. وعليه أن يحافظ على سمعته وسنه فهو شخص كبير بالعمر، واعذريني عرضه أن تكوني مديرة مصنعه هو ثمن بخس يدفعه لقاء شبابك وعمرك، فأنتِ ما زلتِ بعمر الزهور وشبابك ومستقبلك بيدك لا تهدريهما، واسمحي لي لنجعله حديثا للفتيات.. وهو أن هذا الشخص مع تقدم العمر لن يكفيكِ احتياجاتك الزوجية، ستكونين في أبهى مراحل عمرك وهو يقارب الستين عاما، ستكون لكِ احتياجات جسدية ونفسية لن يقدمها لك، سيكون لك أبناء يكبرهم والدهم ب52 عاما هل تعلمين جيدا ما معنى هذا؟ معناه أنك ستحرمين طفلك من أن يتمتع بوالده وهو بكامل نشاطه وحيويته، يكون صديقا وأبا وأخا له وليس جدا. صديقتي إن مجرد التفكير في هذه المقارنة يجعلني أتساءل: هل تحبين هذا الشاب عن حق؟ لأن الأمر في هذه الحالة لا يحتاج إلى تفكير، ونصيحتي لك هي الابتعاد عن هذا الرجل واقطعي أي همزة وصل بينكما، وعرفي أهلك ما يحدث، واطلبي عونهم، فوالدك أو ولي أمرك سيأخذ حقك، فربما يتصرف هذا الشخص بهذه القوة؛ لأنه يراكِ وحدك، لا تجعلي الأمر كذلك، ومع الوقت عرفي خطيبك ما حدث بتفاصيل بسيطة إن هذا الرجل الذي كنتِ تعملين لديه عرض عليكِ الزواج وأنك رفضتِ، وهذا حدث فترة انفصالكما. عزيزتي.. هذه حياتك وربنا سبحانه وتعالى أكرمك بشاب يحبك ويعشقك كما تقولين؛ لا تلتفتي إلى هذه التهديدات وتوكلي على الله، فليس ذنبا أن الله خلق للناس عقولا لا يستخدمونها أو يسخرونها في الخير وفعل الصواب.. تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق، وتابعيني بأخبارك ولا تيأسي، فأنتِ مفعمة بالحب والحياة، لا تتركيهما يضيعان هباء.