السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة مش عارفة آخد فيها قرار ومحتاجة مساعدتكم. أنا بنت عندي 25 سنة، ومخطوبة من سنتين لإنسان أنا اللي مختاراه، وكنا بنحب بعض قبل الخطوبة بفترة، وهو الإنسان الوحيد اللي عرفته في حياتي؛ يعني عمر ما كان لي علاقات قبله، والمفروض إن فرحنا بعد 5 شهور؛ لكن إمبارح حصلت بينّا مشكلة كانت مشادّة عادية جدًّا؛ لكن هو اتعصب من غير سبب، والله من غير سبب، وضربني ضرب جامد جدًّا، وكان في بيتنا وأنا والدي مسافر. المشكلة إن ده حصل قبل كده مرتين، وأنا قلت له: لو ده حصل تاني تبقى النهاية، وده اللي حصل لكن أهله وأهلي عاوزيني أرجع له. وعشان أقول الحق هو إنسان طيب وملتزم وبيحبني، يمكن أكتر ما أنا بحبه ومايقدرش على بُعدي؛ بس عصبي؛ لدرجة إنه مابيشوفش قدامه في العصبية. أنا مش عارفة أعمل إيه، أنا حاسة إني شايلة منه أوي، ومش عارفة أرجع له ولا لأ. أرجوكم ساعدوني في القرار. The.ocean.lady صديقتي العزيزة.. للنصيحة حدود كما أن لكل شيء في الدنيا حدودًا، إذا تجاوزناها لوّثنا المغزى والمعنى الحقيقي للنصيحة؛ فلا أنا ولا أي أحد آخر يمكنه أن يقول لك: اتركي هذا الشاب أو ابقي معه وأكملي بقية عمرك معه تحت جدار واحد.. ولكن يمكنني أن أحدّثك عن أن ضرب النساء ليس من شِيَم الرجال، ويمكنني أن أحدثك أن رسول الله أَمَر الرجال بالترفّق بالنساء؛ حين قال: "رفقًا بالقوارير"، ويمكنني أن أقول لك: إن العصبية ليست مبررًا للضرب، ويمكنني أن أقول لك: إنه إذا حدث وتطاول عليك بالضرب المبرح أو "الجامد أوي" كما ذكرتِ في رسالتك 3 مرات أثناء الخطبة؛ فهل من المنتظر والمتوقع أن يردِيَك قتيلة من الضرب بعد الزواج؟ لم أسمع في حياتي عن رجل طيب يضرب امرأة، ولا عن رجل ملتزم لا يلتزم بكلام الله ورسوله ويضرب امرأة، ولم أسمع عن رجل يحب امرأة ويضربها، ولم أسمع عن خطيب لا يستطيع أن يبتعد عن خطيبته ومع ذلك يقوم بضربها!! والآن دعيني أسألك سؤالًا: هل إذا حدث وقام مدير خطيبك في العمل بإهانته أمام زملائه إهانة شديدة، هل عندها -وبعد أن تكون العصبية قد بلغت معه مداها- هل سيقوم بضربه تنفيسًا عن غضبه، أم سيكظم غيظه ويرحل؟؟ وماذا إن كان هذا الرجل هو والدك وليس مديره؛ هل سيضربه؟ إذا كنتِ تعلمين عن ظهر قلب أنه سيقوم بضربه؛ إذن فخطيبك إنسان مريض بالعصبية التي تُعميه وتُفقده العقل، وتجعله يتصرف هكذا، وفي هذه الحالة سأنصحك بأن تساعدية في رحلة العلاج! أما إذا لن يضربه، وتمالك نفسه وكظَم غيظه ورحل؛ فهذا معناه أنه يعي تمامًا ما يفعله، وإذا كان يعي؛ فيجب أن يحاسب، وإذا كنتِ قد هددتِه مرتين بالانفصال -وهو أمر سهل ما دمتما لا تزالان في مرحلة الخطوبة- ولم يستجب؛ فهذا معناه أن الضرب سيكون أساسيًّا في حياتك الزوجية إن قررتِ الاستمرار، وسيتكرر ويتطور! والآن نأتي لآخر نقطة في رسالتك وهي أهلك وأهله.. ذكرتِ أنهم "عايزينك ترجعي له"، ولا أعرف هل هم على علم بمسألة الضرب بمناسبة ودون مناسبة، أم أنهم لا يعرفون أكتر من أن هناك بعض المشاكل بينكما؟ فإذا كانوا لا يعرفون فيجب أن يعرفوا، ثم عليهم أن يساعدوكِ في اتخاذ القرار، أما إذا كانوا يعرفون ولا يزالون يُصرّون على عودتك له؛ فلا أملك في هذه الحالة إلا أن أقول لك: هذه حياتك، وهذا طريقك وقرارك ومستقبلك، ومسئوليتك وحدك هي الحفاظ عليها؛ فافعلي ما ترينه في صالحك.. مع دعواتنا لك بالتوفيق والسعادة في حياتك.