مشكلتي غريبة جداً، ومش باقول كده عشان أشد اللي هيقرأ الرسالة؛ بس هي دي الحقيقة لأني لما كنت مُقبل على الخطوبة كنت أول واحد في أصحابي هاخوض التجربة دي، وبعدين قبل الخطوبة بيوم حصلت خناقة بيني وبين أهلي، وما كمّلتش وكل أصحابي خطبوا بعدي وكملوا على خير. حاولت أربع سنين متواصلة إني أحل المشكلة وأقنع الطرفين، ونجحت بنسبة 30% وجهّزت الشقة واشتريت متطلبات الجواز، وكان في الوقت ده كل أصحابي اتجوزوا وفتحوا بيوت وقبل الفرح بأسبوع حصلت نفس المشكلة اللي حصلت في الخطوبة كأنها سيناريو مكتوب مرتين. اللي أنا بامرّ بيه دلوقتي إني عمال أزور أصحابي كلهم شهر بعد شهر عشان أبارك لهم على الخلفة والولادة مش باحقد على أي حد فيهم؛ بس كان نفسي وحلم حياتي إني أبقى زي أقل واحد فيهم لأن نظراتهم ليّ صعبة جداً، وفيها نوع من إحساس كأني أنا باحسدهم وده ردّ فعل طبيعي منهم وأنا باعذرهم. أكتر حاجة تاعباني هي خطيبتي الله يكون في عونها.. المفاجأة إن الموضوع ده حصل معايا ومع إخواتي الأربعة التانيين.. مش عارف السرّ فين. zoki
صديقنا العزيز.. كنت أتمنى أن تذكر تفاصيل أكثر عن الموضوع حتى نتبين المشكلة التي تتحدث عنها ونناقشك فيها؛ ولكني شعرت من كلامك وكأنه اتهام للقدَر بالتدخل لإفساد حياتك كما تدخّل لإفساد حياة إخوتك الأربعة، كما أنك أثرت قضية علاقتك بأصدقائك والخوف من سوء فهمهم لمشاعرك تجاههم. بالنسبة لوجود سرّ عجيب يمنع علاقتك أن تتم؛ فربما يكون العيب في أنك لم تُحسن اختيار ما يوافق رغبة أهلك أو أن الظروف لم تكن في صالحك، أو أنه لم يكن هناك نصيب وكفى.. وأنا عامة لا أقتنع بإلقاء المسئولية على الغوامض والهواتف والأقدار الغيبية.. بل أنا مقتنع تماماً أن ما نفعله هو ما يؤثر في حياتنا وأننا من نقرر تصرفاتنا ونحدد خطواتنا ونكون مسئولين عما يحدث فيها من أخطاء.. صحيح أن للقدر يداً خفيّة من خلف هذا كله؛ ولكنها يد علم لا يد تأثير، ويد معرفة لا يد سيطرة.. الله من فوق سماواته يعلم ما نفعله وما سنفعله ولكننا في النهاية من يفعل ومسئولون عما نفعل. ربما إذا تمكّنت منك فكرة أن هناك سحراً أو حسداً أو عملاً أو شعوذة؛ فإنك ستضلّ الطريق وتقطع على نفسك فرصة المحاولة وبذل الجهد وربما هي حيلة نفسية للتواكل وعدم السعي نحو تحقيق الأهداف.. الأمر فقط أن الظروف من حولنا أصبحت صعبة والناس أصبحوا أكثر جشعاً وتكالباً على المادة، ولو أنك زدت تفاصيل رسالتك لأمكنني أن أساعدك أكثر بإذن الله، ولذا أرجو منك أن تستكمل الناقص من رسالتك وتعرّفني على الظروف التي تحول دون إتمام زواجك لأشاركك الرأي لو تفضّلت. أما بخصوص علاقتك بأصدقائك؛ فقد سعدت حقاً بوجود دور كبير كهذا للصداقة في حياتك؛ فالصديق بالنسبة للإنسان عامل مهم من عوامل استقراره النفسي، ووجود صديق للإنسان يكون دافعاً له للتقدّم، ويكون ناصحاً أميناً لو أحسنت اختيار الشخص الذي تصاحبه.. ومن خلال رسالتك شعرت أنك تقيم وزناً كبيراً لهؤلاء الأصدقاء وتُكثر من ذكرهم، ويبدو أن لهم وجوداً كبيراً في حياتك، وأقول لك يا صديقي ما دام ليس لك ذنب فيما يحدث لك؛ فهو قدر الله وحكمته أن يؤخر عنك أمراً لعلمه سبحانه أن هذا في مصلحتك والله أعلم ماذا تخبئ لك الأيام {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}؛ فلماذا تقسو على نفسك وتقارن ظروفك بظروف أصدقائك الذين بدأت قبلهم في الزواج ثم تزوّجوا هم قبلك؟ وهل الزواج هو كل ما في الدنيا من خير ومن نجاح؟ لم تخبرني أين هي حياتك من كل ذلك.. هل قصرت نفسك على مطلب الزواج، وتوقّفت علاقاتك مع أصدقائك على زواجهم وأولادهم وصار هذا كل شيء؟ الحياة واسعة وأوجه التمتع فيها كثيرة ونحن نظلمها حين نحصرها على مطلب واحد؛ ولكنك يبدو أنك تضيّق على نفسك الدائرة، وصدّقني حين تجعل أمر الزواج هذا أمراً كغيره من الأمور، وتتوقف عن تضخيمه إلى الحد الأقصى وتفكّر في كل مفردات مستقبلك؛ فإن أصدقاءك سوف يغيّرون نظرتهم لك أو تغيّر أنت نظرتك أنت لنفسك -فربما لم يكن الأمر ببالهم أصلاً ولكنك أنت من تظنّ ذلك لأنك تفكّر فيه- وعندها سيكون بينكم نقاط كثيرة تتكلمون فيها وتشعرون بها غير محور الزواج/ الأولاد. افتح عقلك وقلبك للحياة وانتظر الخير من الله تعالى فغد أحلى.. وأنتظر منك رسالة ثانية.. وفّقك الله.