أنا متزوجة من 11 سنة وعندي 3 أولاد؛ كنت باشتغل مدرّسة واستقلت من أجل رعاية الأولاد. مشكلتي تبدأ من فترة طويلة جدا، فزوجي على علاقة بحبيبته القديمة وهي كانت بنت الجيران ومش عامل لي ولا لأهلي أي اعتبار؛ مابيكلمش بابا ولا إخواتي الصبيان، ومالهوش كبير أقدر ألجأ ليه وقت الشدة غير ربنا.
المشكلة الكبيرة إنه بعد زوجنا بفترة قصيرة اترفد من الشعل وقعد من غير شغل 5 سنين ماكانش بيعرفها ووالدي هو اللي شغله، ومن يوم ما اشتغل وهو على علاقة بيها؛ هو انفصل عن والدي في الشغل وفتح مكتب لوحده، ومابيكلمهوش وكمان جابها تشتغل عنده في المكتب.
أنا اشتكيت لوالدته وإخواته مش قادرين عليه والعلاقة بينهم مستمرة من زمن بعيد، وكل ما أكلمه فيها يغضب ويثور عليّ ويسيب البيت ويمشي؛ علما بأنها سيئة السمعة بشهادة إخواته، لكن هو بيدافع عنها دفاع مستميت وبيقول عليها ملاك.
أنا احترت ومش عارفة أعمل إيه واللي تعبني إن الأبناء صبيان ومحتاجينه، لكن هو مابيحمدش ربنا أبدا، وكله أخطاء ومساوئ، هو متكفل بيها من حيث المادة وبيقول إنها غلبانة ومالهاش حد غيره من وجهة نظره، هو على طول بيركّبها معاه العربية، وأخويا شافه بس خبى عليّ علشان ما أزعلش، أرجو الرد بسرعة للأهمية أتطلّق منه ولا أفضل عايشة بين نارين؟
h.o
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد،،،
مشكلتك صديقتي أصبحت مشكلة كل بيت؛ بسبب غياب المفردات الأصلية في الزواج، وهي المودة والرحمة والحب والمشاعر والرغبة الذين كانوا سبب في الزواج، بمعنى أن الزواج يبدأ بعلاقة بين الرجل والمرأة تجعل كلا منهما يرضى بحبس نفسه على ذمة الآخر لباقي العمر، على أسس هي السكن والمودة والرحمة التي تكبر مع الأيام بالأولاد.
ونترجم المودة والرحمة دائما بكم التضحيات التي يقدمها كل من الزوجين لاستمرار حياة الأسرة التي تكوّنت، وبالأخص لو أصبحت كبيرة العدد بالأطفال، ولكن التضحيات مع بعض الناس لا تمر مرور الكرام على أنها من مفردات الزواج؛ بمعنى مين يكون بجوار الزوج إذا لم تقف الزوجة إلى جوار زوجها الذي هو بيتها وبيت عيالها؟ إنما مع الأسف تقف التضحية عظْمة في حلْق الزوجة دائما تذكّرها بأن زوجها هذا الذي قدّمت له النصيحة ندل وجبان، ولا يعرف للأخلاق طريقا، وبدلا من الحمد والشكر لصاحبة الجميل هي وأهلها الذين اشتركوا في التضحية ليل نهار يعاقبهم بالقطيعة والهجر والنبذ، ويعاقب زوجته صاحبة الفضل الأول التي تستحق منه الشكر والحب عدد أوقات النهار والليل بالهجر من ناحية وبحب بنت الجيران القديمة من ناحية ثانية.
ولو أنا اقتنعت بأنك ضحية لهذا الزوج الذي على حد رأيك: "مابيحمدش ربنا أبدا وكله أخطاء ومساوئ"، يبقى لازم أنصحك تتطلقي وترحمي نفسك من النارين؛ النار الأولى نار تضحيتك له التي لم تؤتِ ثمارها وتجعل منه خاتما في إصبعك وأصابع أهلك، والنار الثانية أنه بس يادوبك ماشي مع واحدة من جيران زمان وبيعطف عليها ماديا بالشغل عنده، ولم يتزوجها وهو قادر يتزوجها ولا إيه!!
ولكن لأني لست مقتنعة بأنك ضحية، وأن تضحيتك لزوجك جزء من واجبك لبيتك الذي كان سينهار لو لم يجد زوجك عملا، وكان ممكن ترجعي شغلك وتتراكم عليك مسئوليات الحياة في العمل وفي البيت... إلخ.
سأنصحك نصيحة أخت كبرى لأختها أو نصيحة أمّ لابنتها: ما يفعله زوجك مع الجارة القديمة سواء كان حبا قديما أو حتى جديدا ما دام واقفا عند حدود العمل والمساعدة لازم يكون بمزاجك مش غصب عنك حتى يرجع لك زوجك، أما العناد والشكوى والتطاول فيجعله يهرب منك ومن كلامك ومن عياله كمان لو لزم الأمر، وممكن يتزوجها حلال ويبقى راسها براسك والنار تبقى بعيد عنك جهنم والعياذ بالله.
يعني تتصرفي على إنك زوجته حبيبته بتاعة زمان والنهارده وبكره، وترجعي تكتسبي زوجك بالحب والحنية مش بالشكوى لمن هبّ ودبّ وفضايح لا لزوم لها، كمان لأنك أمّ الأولاد اللي لو اضطرتك الظروف لا قدّر الله ستكونين لهم أمّا وأبا، ولن تتركيهم لا لأبيهم وبنت الجيران التي تدفعينه لها دفعا، ولا لزوجك الذي سيكون أسوأ ألف مرة من زوجة الأب.
صديقتي: مشكلتك حلها يتلخص في كلمتين: استعيدي زوجك بالحب والحنية والعشرة الطيبة، وتجاهلي علاقته بأهلك؛ فالقطيعة بينهم لأسباب لا تعنيك؛ لأن المهم الذي يعنيك هو بيتك وأولادك وما بعدهما الطوفان.
حاولي أن تتعاملي مع بنت الجيران التي أشعل شيطانك بها نار قلبك على أنها بره وأنت جوه، جوه القلب وجوه البيت وجوه المستقبل بأولادك.
حاولي أن تكوني واثقة من نفسك من جمالك من أنوثتك، وألا تدفعي زوجك بتصرفات أطفال ليكون لواحدة غيرك هي في نظره ليست إلا محتاجة يعطيها صدقة.. "هو متكفل بيها من حيث المادة وبيقول إنها غلبانة ومالهاش حد غيره"، وبدل ما تساعديها معه بالحسنى ستجعلين منها ندّا لك لها حق معلوم في فلوسه؛ لأنها زوجته لو عاوز هو إنها تبقى زوجته، وليس في يدك ولا يد أهلك ولا يد أحد أن يمنعه من الزواج بها أو الزواج بغيرها إذا ظلت العلاقة بينكما على أنك صاحبة فضل وجميل، وأم الأولاد.
اسمعي كلام عقلك وشاوري نفسك لو انزاحت بنت الجيران الغلبانة التي يساعدها صدقة هل سترتاحين؟ ولا هيشوف واحدة ثانية من إياهم تستغل علاقتك الممزقة به، وعدم ثقتك بنفسك، وعدم احترامك لخصوصياتك عندما تشتكي زوجك لأهله الذين يمكن ويمكن جدًا يكونوا بيساعدوه عليك، ويقولون لك مش قادرين عليه؟
اعقلي وتوكلي على الله، وزوجك لا يزال في يدك، وبالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، وأن تطفئي النار اللي ولّعها شيطانك تقدري ترجعي زوجك، وإن لم تتمكني فلا تلومي إلا نفسك.