استأذنكم فى الخروج من هذا الزمن الضيق زمن الافكار الجاهزة المعلبة التى نفرضها على انفسنا ولا تقدر على الفرار منها وكانها كمبيالات مستحقة الدفع استأذنكم فى التحرر من المخاوف والهواجس التى حبسنا فيها انفسنا واصبحنا اسرى لها فقد صارت عقولنا مربعة كالجدران مستطيلة كالدهاليز منخفضة كالاسقف ان ذلك يحدث فى الوقت الذى نحتاج فيه الى فتح عقولنا وضمائرنا على مصاريعيها لنجدد الايمان النقى ولنطلب من الله ان يفتح علينا . لقد تعجبت من قرا وزارة الاوقاف بمنع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الاذان فى المساجد مع ان الصلاة على النبى امر الهى والاذان للصلاة سنة لقد قال سبحانة وتعالى ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا اصلوا عليه وسلموا تسليما هذا امر الهى بينما الاذان للصلاة هو سنة طبقا لصحيح الروايات . لقد طلب الصحابة من الرسول عليه الصلاة والسلام بطريقة ما ينادون بها على الصلاة كان هناك اقتراح باستخدام الاجراس لكن لم يؤخذ به لانه طريقة ليست منفرده بالمسلمين وقد توصل اليها المسيحيون او النصارى من قبلهم وكان هناك اقتراح باستخدام البوق لكن لم يؤخذ به لانه طريقه ليست منفرده بالمسلمين ايضا وقد توصل اليها اليهود قبلهم وجاء اقتارح ثالث باستخدام الطبول لكن لم يؤخذ به كذلك لان الطبول اداة اعلان للحرب ليس من اللائق استخدامها فى النداء على الصرة . وجاء الحل من بعض الصحابة الذين راوا فى المنام رويا الاذان بنصة وطريقته فاعادوا الرؤيا على الرسول صلى الله عليه وسلم الذى طلب حفظ نص الاذان وتقديمة الى بلال ليكون اول مؤذن فى الاسلام لكن الرسول نفسه لم يقم بالاذان فى حياته ومن ثم فان الاذان يعتبر سنة اقرارية ثم اصبح سنة قولية فقد سمعه الرسول الكريم من الصحابة ثم اقره بنفسه الشريفة . ان السنة ثلاثة انواع سنة قولية وهى السنة التى نطق بها الرسول بلسانه الشريف وامرنا بفعلها وسنة فعلية وهى ما فعله الرسول الكريم واتبعناه بالنقل عنه وسنة اقرارية وهى ما حدث امام الرسول الكريم ولم يتعرض عليه والاذان بدا سنة اقرارية ثم اصبح سنة قولية فقد سمعه الرسول الكريم من الصحابة ثم اقوة بنفسه الشريفة . ولو كان الاذان سنة فان الصلاة على رسول الله فريضة ومن ثم فليس هناك ما يمنع شرعا من ان نصلى على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد الاذان والذين يخشون على المسلمين منان تعلق فريضة بسنة فتفسدها هم فى الحقيقة بخشون من اضافة الذهب الى النحاس وربما كان لافتا للنظر ان نذكر ان الشيعة فى ايران يختمون الاذان بتكرار عبارة " على ولى الله " مرتين دون ان يضل احد او يختلط الامر على احد . لقد امرنا الله بالصلاة على النبى فى كل وقت وفى اى مكان فماذا لا نصلى على حضرته بع الاذان ؟ وهم يقولون انهم يخشون ان يعتبر العامة للصلاة على حضرة النبى من الفاط الاذان ومكملاته فما المانع ان يحدث ذلك ؟ ان الصلاة على حضرة النبى نوع من التوقير والاحترام والسيادة والافضلية وهى كلها صفات تساهم فى منع البعض من الجراة على السنة النبوية الشريفة اننا نجد مجموعة منالموظفين يوقرون رئيسهم ونجد عدة مئات من الناس يوقرون اميرهم ويطلقون عليه صاحب رئيسهم ونجد عدة مئات من الناس يوقرون اميرهم ويطلقون عليه صاحب السمو او صاحب العظمة او طويل العمر وهى القاب واوصاف تعطى الموصوف بها هيبة وقيمة وهى القاب واوصاف مسموح بها للبشر مثلى ومثلك ولكن غير مسموح بها للنبى صلى الله عليه وسلم بعد الاذان ان الصلاة على حضرة النبى بعد كل اذان هى تذكير بانه شخصية محترمة عندنا لا مجال للتطاول عليه او على ارائه ولن يستغرق ذلك سوى نصف دقيقة خمس مرات بعد كل اذان . وربما كانوا يرفضون الصلاة على النبى بعد كل اذان حتى لا يضطروا ان يقولوا اللهم صل على سيدنا محمد فرجل السارع لن يقبل الصلاة عليه الابالسيادة اما قولهم بانه لم يرد امر بالصلاة على النبى فانه قد ورد ويكفى العودة الى قوله سبحانه وتعالى " ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " لقد ورد امر بالصلاة على النبى ولكن لا حياة لمن تنادى وحتى اذا لم يرد نصف فهذا امر متروك للذوق العام واحترام شخص رسول الله صلى اللع عليه وسلم . ولا حول ولا قوة الا بالله .