اكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية انه بامكان ايران وتركيا ان تكونا مؤثرتين في تطورات العالم الاسلامي نظراً للريادة التاريخية والحضارية للبلدين. وعقدت مدينة شرم الشيخ بمصر صباح اليوم الاربعاء طاولة مستديرة تحت عنوان الحوار التاريخي – الحضاري بين ايران وتركيا، برسالتين موجهتين من قبل علي اكبر صالحي ونظيره التركي، احمد داود اوغلو. واشار صالحي في رسالته الى ان العلاقات الايرانية التركية مستمرة دوما على ثلاثة اصعدة؛ السياسية، والتجارية، والثقافية والحضارية، موضحا ان العلاقات السياسية بين ايران وتركيا تكون مصحوبة حينا بالتواصل والتقارب وحينا آخر بالتنافس، باعتبارها تابعة للمصالح الداخلية او الدولية لكل من الحكومتين الايرانية والتركية، حيث تترك اثر محدودا على الانطباع الشعبي لدى البلدين تجاه بعضهما بعضا. واضاف: على صعيد العلاقات التجارية، كان مستوى التبادل التجاري بين مختلف اصحاب المهن والمجتمع الايراني والتركي وخاصة قبل نشوء مفهوم الدولة-الشعب، كان امرا ساريا بين البلدين. وصرح صالحي ان عوامل استمرار العلاقات التاريخية بين ايران وتركيا، تعود الى الثقافة والحضارة، فهذا الموضوع له جذور في كون دينهما واحد وهو الاسلام، واشتراكهما في الكتاب والقبلة، والميول المذهبية المتقاربة ومودة اهل البيت (عليهم السلام). واكد ان العلاقات الثقافية بين ايران وتركيا لم تنقطع ابدا، ورغم وجود التباين في الانطباعات والآراء المتنوعة، فإنها بقيت مستمرة، واوضح ان الاختلافات والتنوع في وجهات النظر في المواضيع الثقافية، لا يعتبر حاجزا، وانما يعتبر امرا بناءا وعاملا لتطور العلم والثقافة. كما أشار وزير الخارجية الايراني الى تأثر العديد من المثقفين وابناء الشعب التركي، بالافكار التي طرحت في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية، حيث بادر العديد من المترجمين الى ترجمة النتاجات الفكرية التي صدرت في ايران، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، انشغلت خلال الحرب المفروضة التي شنها صدام ضد ايران، طيلة ثماني سنوات، الا انها وبعد الحرب بذلت اهتماما كبيرا لتطوير التواصل الشعبي والتعاون الاقليمي وتعزيز مفهوم المشاركة مع الدول الاسلامية وتقريب التوجهات السياسية المشتركة في مواجهة اطماع الاجانب.