الدكتور الصفصافي القطوري أقدم أستاذ للغة التركية في مصر وهو المؤسس لجميع أقسام اللغات التركية في الجامعات المصرية. ويلقبه الكثيرون في مصر وتركيا بأنه جسر التواصل بين البلدين وله العديد من المؤلفات السياسية والأدبية المتعلقة بالقضايا المهمة في العالم العربي وتركيا. وله رؤية حول إنشاء حزب العدالة والتنمية التركي وعلاقته بحزب الحرية والعدالة المصري الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فكان هذا الحوار.. ■ ما هي علاقتك بتركيا؟ - علاقة مستمرة تمتد منذ عام 1958 حيث بدأت دراسة اللغات الشرقية في كلية الآداب بجامعة عين شمس وتخرجت في فرع اللغة التركية وأدابها عام 1963 ثم عينت كأول معيد مصري للغة التركية في جامعة عين شمس. ■ وماذا بعد تخرجك؟ - سافرت إلي تركيا في يناير 67 لإعداد رسالة الدكتوراه بمشاركة بين جامعة عين شمس وجامعة إسطنبول وظللت في اسطنبول إلي نهاية إبريل 1973 وعدت إلي القاهرة بعد هذه المدة للتدريس في القسم نفسه ومنذ ذلك التاريخ وأنا أدرس اللغة التركية في جميع المحافل الثقافية وقدمت مجموعة كبيرة من الأحاديث في الإذاعة المصرية عن تركيا وأشرفت علي البرنامج الموجه باللغة التركية لمدة 6 شهور قدمت فيه ما لا يقل عن 40 حديثا عن مساهمة الأتراك في الحضارة الإسلامية وفي عام 1982 ذهبت إلي السعودية لتأسيس مركز لدراسة الوثائق العثمانية في دار الملك عبدالعزيز بالرياض وظللت هناك لمدة 5 سنوات وعدت إلي مصر لمتابعة تدريس اللغة التركية في كل الجامعات المصرية وفي عام 1991 ذهبت إلي بلغاريا كأستاذ زائر في جامعة صوفيا لتدريس اللغة العثمانية. ■ ولماذا سافرت إلي صوفيا؟ - كانت هناك مشكلات قائمة بين تركيا وبلغاريا لتعدي البلغار علي الأتراك الذين يعيشون هناك. ■ كيف يمكن التعاون بين مصر وتركيا بعد ثورة 25 يناير؟ - مما لا شك فيه أن العلاقات التركية العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة تمتد علي ما يزيد علي 1250 سنة ونتج عن ذلك روابط تاريخية وامتذجت بين الشعبين روابط الدم والنسب إلي جانب الروابط الدينية والثقافية فالشعب المصري والتركي يخضعان تحت مظلة الحضارة الإسلامية. وما أن وصل حزب العدالة والتنمية إلي الحكم سعي لاستمرار التقارب السياسي مع مصر فخلق تحالفا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط لصالح الشعبين. وما أن قامت ثورة 25 يناير علي يد الشباب حتي سارعت القيادة السياسية في تركيا والشعب التركي لتأييد الثورة والعمل علي دعمها في شتي الميادين خاصة أن أول زيارة لرئيس جمهورية من خارج العالم العربي كانت للرئيس عبدالله جول الذي التقي العديد من التيارات السياسية وأبدي تأييده لكل ما حدث في مصر ودعا رجال الأعمال الأتراك بالاستمرار في ممارسة نشاطهم في مصر بل زيادة الحوافز الاستثمارية. ■ وما تعليقك علي زيارة رئيس الوزراء التركي لمصر؟ - رجب طيب أردوجان يعشق مصر منذ سنوات طويلة وأيضا الكثير من أهل بلدنا يحبونه ولذلك تم استقباله علي أنه زعيم وفاتح وسبب ذلك يرجع إلي مواقفه الواضحة من قضايا العالم العربي وموقفه من الربيع العربي وخلال زيارته طالب بتعميق العلاقات المصرية التركية وتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعرض علي القيادة السياسية النموذج التركي الذي يمكن لمصر أن تأخذ منه ما يناسب ظروفها الحالية. ■ ما رأي سيادتكم فيما يتردد بأن تركيا تتقرب من مصر لكي تقيم حلفا في المنطقة يتصدي للدور الإيراني؟ - من وجهة نظري تركيا لا تسعي إلي دور خاص بها في الشرق الأوسط ولكن الإعلام يحاول ألا يحدث تكتلا استراتيجيا بين الشعبين التركي والمصري لما في ذلك من فوائد عديدة تعود علي الشعبين اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً خاصة أن الجميع يعرف أن التكامل لو حدث بين تركيا ومصر يمكن أن يخلق أكبر تجمع سكاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحتي أواسط آسيا ويمكن بهذا التكتل أن يدخل بقوة إلي الأسواق الإفريقية وأسواق الدول الإسلامية في أواسط آسيا بما يعود بالفائدة الكبيرة علي الشعبين كما أن تركيا تسعي إلي رفع كل الحواجز والتأشيرات بين رجال الأعمال والأكاديميين والصحفيين وأهل الفكر والفن بين الدولتين. ■ هل هناك أفكار اقتصادية ستتم ترجمتها علي أرض الواقع خلال الأيام المقبلة؟ - نعم الاستثمارات التركية في مصر كبيرة للغاية وهناك شركات عملاقة تمت إقامتها قبل الثورة وسيتم العمل علي استكمال معظم مشروعات هذه الشركات خلال الأيام المقبلة خاصة أن الأتراك يريدون إنشاء منطقة تجارية حرة علي البحر الأوسط لتسهيل دخول البضائع المصرية إلي مناطق أواسط آسيا والقوقاز ودول الاتحاد السوفييتي القديم. ■ لم نتطرق إلي الحديث عن إيران وعلاقتها مع تركيا؟ - أود أن أقول إن العلاقات التجارية بين تركيا وإيران تكذب الكثير من المعلومات التي يروجها الكثير من وسائل الإعلام في الغرب لإفساد هذه العلاقة بين تركيا من جانب وإيران والعراق من جانب آخر وما تريده تركيا من إيران هو تنحية الخلافات المذهبية وعدم إثارة المشكلات من وقت إلي آخر بين السنة والشيعة إضافة إلي رفع سقف الحريات. ■ بعد ظهور نجم الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر هل يمكن أن ينفذوا التجربة التركية في بلدنا؟ - هناك تقارب فكري بين حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب الحرية والعدالة في مصر يمكن أن يسهل عملية نقل التجارب الاقتصادية التي نجحت فيها تركيا وأنا أتمني من حزب الحرية والعدالة بعد اكتساحه الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب في هذا المجلس حتي إن رئيس المجلس نفسه الدكتور سعد الكتاتني أحد القيادات الإخوانية ولذا عليهم فتح صفحة جديدة مع الشعب المصري الذي عاني هذا سنوات طويلة من الجوع والفقر والكبت السياسي ولذلك فالكرة في ملعبهم اليوم والناس تنتظر منهم الكثير لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وأقول لهذه الجماعة عليهم أن يتصالحوا مع التاريخ وأن يخلقوا حواراً مجتمعياً يسمح بقبول الفكر والفكر الآخر دون ضجيج. ■ وفي نهاية حواري مع سيادتكم كيف ترون مصر بعد الثورة؟ - أري مصر بعد الثورة إذا ما خلصت النوايا وشد كل من يحب بلده العزم علي العمل والإنتاج والاجتهاد في كل المجالات يمكن أن تكون دولة قوية خلال بضع سنوات قليلة ولكن إذا حدث العكس فسوف يخسر الجميع. الدكتور الصفصافي في سطور سافر في بعثة للحصول علي درجة الدكتوراه من اسطنبول في يناير 1967م وكان أول مبعوث عربي ومصري إلي تركيا. أستاذ اللغة التركية في الجامعات المصرية والعربية والأوربية وأمريكا. عُينَ أستاذاً منذ عام 1987م. عُينَ أستاذاً غير متفرغ عام 2000م. عُينَ أستاذاً متفرغاً عام 2010 م. أعير مرتين للعمل في المملكة العربية السعودية للعمل في الجامعات والهيئات والمؤسسات هناك. صاحب أول معجم من اللغة التركية إلي اللغة العربية في العالم مؤلفاته دراسات في الشعر التركي - دراسات في الأدب الشعبي التركي - السلالات اللغوية ومكانة اللغات الشرقية بينها - من خطب الملك عبدالعزيز آل سعود... دراسة وثائقية - سلطان الفضاء وخيال الشعراء - القمر الصناعي العربي – الجذور والآفاق - اسطنبول.. عبق التاريخ وروعة الحضارة - قواعد اللغة العثمانية والتركية - علم اللغة التقابلي وتطبيقاته علي اللغات الشرقية - القيم الأسرية بين الأصالة والمعاصرة - اللغة التركية.. قواعد ونصوص - دراسات في الشعر التركي حتي بدايات القرن العشرين - أوراق تركية حول الثقافة والحضارة.. الكتاب الأول.. التاريخ والسياسة - أوراق تركية حول الثقافة والحضارة.. الكتاب الثاني.. اللغة والأدب والفنون - يشار كمال والقصة التركية القصيرة - مرآة جزيرة العرب - رحلة آوليا چلپي إلي الحجاز.. الرحلة الحجازية - أربقان والتيار الإسلامي - معجم صفصافي (تركي – عربي) - المعجم التركي العربي الكبير - المعجم التركي العربي الصغير - المعجم العثماني.. التركي.. العربي الكبير - المعجم التركي.. العثماني.. العربي الجديد - التطور الديمقراطي في تركيا الحديثة والمعاصرة - قضايا وهموم المواطن التركي في القرن العشرين – يشار كمال (شاعر الملاحم ومبدع الروائع) - الطيور المهاجرة - رحلة آوليا چلپي إلي مصر والسودان - الصفيحة والقيظ وحكايات قذرة.. مجموعة قصصية.. يشار كمال - الدعامة الوسطي - نظرة علي تاريخ الأدب الأذربيجاني - تطور الفنون المعدنية السلچوقية - الشاعر التركماني مخدومقلي التركماني وأشعاره العرفانية - العلاقات المصرية التركية