أكدت شيرين الشواربي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، أن الاتجاه الحديث من الدراسات الاقتصادية أصبح يربط بين الاقتصاد والسياسة خاصة بعد الثورة وهو ما يعرف باتجاه الاقتصاد السياسي، الذي يهتم بمعالجة المشكلات الاقتصادية ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية والتي دائما ما تؤجل حلولها وتسوياتها. وذلك خلال الجلسة الأولى من اليوم الثاني لفعاليات المؤتمر السنوي الأول لشباب الباحثين تحت شعار "رؤية شباب الباحثين لمستقبل مصر" خلال الفترة من 13-14 ديسمبر الجاري.
حضر الجلسة كل من الدكتور إبراهيم نوار، رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز العربي للبحوث والدراسات، أربعة من شباب الباحثين الذين قدموا بجوثاً متميزة في المحور الاقتصادي.
وفي معرض حديثه عن أهمية البحث العلمي لدي فئة الشباب في صياغة مستقبل المجتمع المصري اقتصادياً وسياسياً،
فيما أكد نوار، أن الأهداف الرئيسية لثورة 25 يناير 2011 لم تتحقق حتي الان ولا تزال قيد البحث وتحتاج لرؤي شبابية تمثل مراكز فكرية لصانع القرار حول كيفيات الخروج من الأزمات وتحقيق أهداف الثورة بما يحقق التنمية المتكاملة للمجتمع المصري.
وأشار رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز العربي للبحوث والدراسات، إلى أهمية اضطلاع شباب الباحثين علي الادبيات العالمية في إطار البحث العلمي للانفتاح على التراكمية العلمية التي تحققها الجامعات ومراكز البحوث الدولية المعترف بها.
وأوضح نوار، أن أهمية الرؤى التى طرحها شباب الباحثين في صياغة سياسات قومية علي أسس علمية وواقعية سليمة.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور شعبان المحلاوي، الباحث بجامعة المنصورة، أن الثورة المصرية كانت دوافعها ومسبباتها إقتصادية واجتماعية في المقام الأول، وانها قامت لمواجهة غياب العدالة الاجتماعية والاحتكار الاقتصادي ثم الاحتكار السياسي.
كما أكد المحلاوي، على أن المؤشرات الاقتصادية المصرية تراجعت عن ما كانت عليه قبل الثورة وان المجتمع المصري في حاجه للتحول الاقتصادي الحقيقي الذي ينجز أهداف الثورة المرجوة.
يأتي ذلك في إطار عرضه لأهم محاور بحثه في موضوع "عجز المالية العامة المصرية وسبل مواجهته"، حيث أشار إلى التحديات التى تحول دون التحول الاقتصادي، غياب استراتيجية مصرية واضحة لمواجهة عجز الموازنة العامة، أهمية وضع استراتيجية قومية لاستعادة الأمن في تحقيق التحول الاقتصادي، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يحقق التنمية الاقتصادية.
ومن جانبه، عرض محمد سليم طنطاوي، الباحث بهيئة سوق المال بحثة في موضوع "سوق الأوراق المالية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاستثمار فيه".
كما عرض الباحث بجامعة المنصورة، تعريفاً سريعاً لسوق الأوراق المالية، الخلفية الفكرية للشعب المصري عن الاستثمار بسوق الاوراق المالية، أهمية سوق الاوراق المالية بالنسبة للاقتصاد المصري ككل وبالنسبة للمواطن المصري كفرد وبالنسبة للشركات الاستثمارية.
بالإضافة إلى تطور سوق الأوراق المالية في مصر وأهم معوقات التطوير فيه حيث أكد على أهمية الادراك الحكومي الصحيح لقيمة سوق الأوراق المالية في الاقتصاد المصري إلى جانب إدراك المستثمرين المحليين لأحكام وقواعد التداول في سوق الأوراق المالية.
بينما قدم محمود خيري الدين، الباحث الاقتصادي ببنك فيصل الاسلامي، عرضاً لبحثه في موضوع "دور التقدم التكنولوجي في تحقيق التنمية الاقتصادية" والذي ركز فيه على موضوعات فرعية متمثلة في مراحل التقدم التكنولوجي، مفهوم الصيرفة الالكترونية، مؤشرات الصيرفة الالكترونية عالمياً، مؤشرات الصيرفة الالكترونية المصرية، الوضع الرقمي لمصر مقارنة بالدول العربية فيما يتعلق بالصيرفة الالكترونية، بالاضافة إلي موقع مصر من الاداء الالكتروني العربي.
وفي إطار أهمية قضية البطالة وسياسات التشغيل بالنسبة للشباب والحكومة عرض أحمد صقر، المدرس المساعد بجامعة المنيا بحثة في موضوع "ثقافة العمل لدي الشباب وبرنامج التشغيل كثيف العمالة في مصر رؤية تحليلية".
وقام بعرض الفجوة الواضحة بين ثقافة التشغيل التى يتناها المجتمع المصري وسياسات التشغيل التى تدشنها الحكومات المصرية المتعاقبة والتي لا تثمر بنتائج فعالة في مواجهة مشكلة البطالة. وقد أكد علي وجود حالة من التخبط يعاني منها صانع القرار في مجال التشغيل كثيف العمالة حيث لم تسعي جهات صنع القرار لتغيير ثقافة التشغيل لدى الشباب وتوجيه المجتمع لتبني أحدث ثقافات التشغيل في العالم.
وأكد الباحث، على أهمية اتباع منهج التخطيط من أسفل بدلاً من التخطيط من أعلى في وضع السياسات المتعلقة بتأهيل وتشغيل الشباب.