التقى الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم عصر اليوم أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، في حضور الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، حيث دار نقاش موسع، استغرق قرابة ساعتين، حول المناهج التعليمية الجديدة، والتي قامت وزارة التربية والتعليم بإرسالها لأعضاء المجلس لإبداء الرأي فيها. وأكد الوزير في بداية اللقاء أنه قد تم تغيير 30% من المناهج هذا العام، ويتم الآن تغيير 35% من النسبة الباقية لتكون جاهزة مع بداية العام الدراسي القادم، وتبقى نسبة ال 35% الأخيرة والتي سيتم تغييرها في العام بعد القادم .
وأشار الى حاجة وزارة التربية والتعليم لأعضاء المجلس في لجان التأليف والمراجعة، لافتا الى وجود لجنتين للمراجعة، إحداهما لجنة عليا تراجع السياق الخاص بالمنهج وارتباطه بما قبله وما بعده.
ولفت الوزير الى أنه قد تم إدخال مفاهيم جديدة بالمناهج كالأخلاق والمواطنة والعنف ضد المرأة ومنهج تعليم التفكير، مؤكدا أنه سوف يتم إرسال منهج التفكير إليهم فور الانتهاء منه لمراجعته.
وأشار الى أن هناك 728 مدرسة صادر لها قرار إزالة، في الوقت الذي توجد لدينا مشكلة توافر الأراضي لبناء مدارس عليها، لذا تم البدء في هدم هذه المدارس وإحلالها، وتم بالفعل طرح أول 19 مدرسة منها، ونأمل أن ننتهي من نصف هذا العدد هذا العام، ومن النصف الثاني في العام القادم .
ولفت الوزير الى أنه قد تم إدخال التعليم التفاعلي في 15 محافظة، وتشمل التابلت للطلاب الصف الأول الثانوي العام والفني، والسبورة التفاعلية، وتم تدريب المعلمين على هذا النوع من التعليم ، كما يتم تغيير المناهج الى تفاعلية حتى تصبح المنظومة متكاملة.
وعن التعليم الفني أشار الوزير الى وجود العديد من المدارس الفنية المتميزة كمدرسة الفيوم الفندقية التي يلتحق بها أوائل الشهادة الإعدادية، ومدرسة البتروكيماويات بالسويس، وتكنولوجيا المعلومات بالإسماعيلية. وأضاف أن لدينا الآن 27 مدرسة داخل المصنع، ونستهدف الوصول الى 40 مدرسة بنهاية العام الدراسي الحالي، مشيرا الى انه يتم تدريب الطلاب على صفوف الإنتاج في هذه المصانع .
وأشار الى أننا بحثنا عن الاتجاه الذي تسير فيه الدولة، فوجدنا اهتماما كبيرا بمشكلة الطاقة، لذا تم إنتاج ألواح الطاقة الشمسية التي تحول طاقة الشمس الى كهرباء في مدرستين فنيتين بالإسكندرية، وهذا هو ما يعرف ب "المصنع داخل المدرسة" ، بالإضافة الى مصانع تدوير الورق والخشب.
وأوضح ابو النصر أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بالأنشطة، مشيرا الى عقد بروتوكول مع وزارة الشباب والرياضة، تم خلاله الاتفاق على استغلال ساحات الشباب في المحافظات لبناء مدارس ومراكز شباب عليها، ويتمكن الطلاب من خلالها من استغلال الملاعب .
وتحدثت د. نسرين حلمي عن مشروعي استخدام الموسيقى في العملية التعليمية ، والمليون فكرة ، واللذان يتم من خلالهما تفعيل الأنشطة في المدارس بشكل جديد.
كما تحدث هاني كمال عن مشروع مسرحة المناهج في مرحلتيه الأولى والثانية، والذي تم بناء على بروتوكول موقع مع وزارة الثقافة للارتقاء بالذوق العام للطلاب ، وتقديم القصص المدرسية بشكل جاذب لهم .
وعرض أعضاء المجلس الأعلى للثقافة آرائهم في المناهج الدراسية الجديدة، حيث أشاد الدكتور أحمد مرسي بكتاب اللغة الأسبانية الجديد، مشيرا الى أن مضمونه جيد. ورد الوزير بأنه قد تم تغيير كتب اللغات الفرنسية والأسبانية والألمانية بالكامل ، وتم إرسال كتاب اللغة الفرنسية الى السوربون ، والذي أفاد بأنه "أفضل كتاب لغة فرنسية يدرس خارج فرنسا" لافتا الى أنه كان هناك اهتمام من المراكز الثقافية للغات في مصر بإخراج منتج عال الجودة .
وأثنى د. علي رضوان على مجهود الوزارة الواضح في إنتاج المناهج الجديدة، وطالب سيادته بالاستعانة بما ورد في بعض كتب التاريخ السابقة التي ترجع الى عام 2001، وقدم نماذج منها ، ووافق الوزير على الفور على أخذها في الاعتبار.
ومن جانبه، أكد الدكتور علي الدين هلال أن التركة ثقيلة، مشيرا الى أن الوزير لا يمكن أن يكون مسئولا عنها، وأكد أن أي متابع للجهود المبذولة من جانب الوزارة يدرك أنها جهود ضخمة.
ولفت هلال الى ارتفاع نسبة المواليد، قائلا أننا نزيد سنويا 2.5 مليون طفل، بعد 6 سنوات يطرقون أبواب التعليم، مضيفا أن المشكلة السكانية مستمرة لسنوات قادمة، وأكثر وزارة تتحمل عبء هذه المشكلة هي وزارة التعليم.
وطالب هلال بأن يتم إعطاء الفرصة لسنة واثنين وثلاثة، لافتا الى أن إصلاح التعليم لن يؤتي ثمارا فورية.
وتساءل: هل يوجد التزام من الدولة بموضوع التعليم والثقافة من ناحية تخصيص الموارد المالية ، مشيرا الى أن مسئولية وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة هي بناء الإنسان المصري، مشيرا الى ضرورة جذب اهتمام الدولة لضخ الموارد المالية لهذا القطاع بأكمله .
ورد الوزير بأن الخطة الإستراتيجية للتعليم ليست خط شخص ، وانما خطة دولة، بالإضافة الى أن السيد الرئيس قد أعلن أن التعليم هو المشروع القومي لمصر، وأكد أنه سوف يتم توفير أي موارد مالية للتعليم والمعلمين .
وأكد سيادته أن كل برنامج في الخطة الإستراتيجية محدد بمواعيده وبالقائمين على تنفيذه وعلى متابعته، مشيرا الى أن معدل الزيادة السكانية قد تم أخذه في الحسبان عند إعداد الخطة .
وعن التزام الدولة، أوضح الوزير أن الدستور قد خصص نسبة 4% للتعليم، ونقدم الآن لوزارة المالية الأهداف والبرامج التي سيتم تخصيص هذه النسبة لتنفيذها .
ومن جانبها، قدمت الدكتورة تهاني الجبالي عدة ملاحظات حول كتاب المواطنة وحقوق الإنسان منها أنه دمج المواطنة في حقوق الإنسان دون أن يضع هدف استراتيجي وطني يحدد الوضع القائم، وكيفية تحقيق هدف المواطنة.
واعتبرت أن اختيار شخصيات نسائية تاريخية معينة للتعبير عن المرأة غير منطقي ، ولابد ألا نقتصر على فترة تاريخية واحدة، ووعد الوزير بأخذ كل ملاحظات الجبالي في الاعتبار .
وأثنت د. ليلى تكلا على المناهج الجديدة وعلى جهود الوزارة، لافتة الى أن الوزارة تهتم ليس فقط بالتعليم ولكن أيضا بالتعلم .
وأشارت تكلا الى الاهتمام الواضح في الكتب الجديدة بالهوية الوطنية المصرية وبالمجتمع المصري، وهو ما كان قد اندثر في كتب عديدة سابقة .
وأثنت على كتاب المواطنة بشكل كبير، لافتة الى أن به اهتمام كبير بالمعلم وبالعديد من الرموز التي يجب أن نعتز بها.
وأكدت أن علينا جميعا أن نساند هذا الجهد الذي لم يكن موجودا من سنوات، وألا نقارنه بالوضع الأمثل، ولكن نقارنه بما كان موجودا والذي تصفه بأنه كان قميئا .
وفي ختام اللقاء أكد الوزير أنه سيكون هناك لقاء آخر، مرحبا بكل الآراء والملاحظات، مضيفا أننا لن نصل أبدا الى نسبة ال 100%، ولكن نريد أن نكون دائما في تقدم الى الأفضل.
وطالب الدكتور جابر عصفور أعضاء المجلس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مشيرا الى أن هذا قد ورد في مذكرة التفاهم، وقال أنتم خبراء في مختلف التخصصات كالأدب العربي والفلسفة والتاريخ، ومن يجد في نفسه القدرة على الاشتراك في لجان المناهج يتقدم بذلك لأمين المجلس ، على أن تعرض الأسماء على الدكتور محمود أبو النصر بعد ذلك.